ردود الأفعال في ألمانيا بعد تصريح رئيسة حزب يميني متطرف حول إطلاق النار على اللاجئين
أحدثت دعوة رئيسة “حزب بديل لـألمانيا” اليميني المتطرف فراوكا بيتري الشرطة لإطلاق الرصاص إذا دعت الحاجة لمنع طالبي اللجوء من اجتياز الحدود الألمانية، حالةً من الصدمة والغضب الشديدين، وهاجمتها قيادات بارزة في الأحزاب والشرطة الألمانيين.
وطالبت بيتري -في مقابلة مع صحيفة مانهايمر مورغن- شرطة الحدود الألمانية بإطلاق النار إذا استدعى الأمر لمنع اللاجئين من دخول البلاد بطريقة غير شرعية، وقالت إن “رجل الشرطة لا يريد إطلاق الرصاص على اللاجئ، ولا أنا أريد هذا، لكن استخدام الشرطي لقوة سلاحه لمنع اللاجئين من عبور الحدود الألمانية يبقى خيارا أخيرا وفق ما نص عليه القانون”.
ولم تحدد السياسية الألمانية أي قانون تقصده، واعتبرت أن تجنب الوصول لهذا الوضع بين الشرطة الألمانية واللاجئين يتطلب عقد اتفاقية مشتركة مع النمسا، وفرض رقابة مشددة وشاملة على الحدود الألمانية النمساوية الممتدة لـ800 كلم.
كما أيدت بيتري إذا دعا الأمر إقامة نظام تحصينات ورقابة لهذه الحدود بأجهزة الإنذار والأسلاك الشائكة والأسوار المرتفعة والأسلحة، على غرار ما كان موجودا بين جمهورية ألمانيا الشرقية السابقة ونظيرتها الغربية قبل سقوط سور برلين عام 1989 وتوحيد الاثنتين في العام التالي.
ورد رئيس الكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي الديمقراطي توماس أوبرمان على ما قالته بيتري، واصفا إياها بالضالة سياسيا، وقال أوبرمان في بيان أصدره إن تصريحات فراوكا بيتري تذكره بأوامر نظام ألمانيا الشرقية بإطلاق الرصاص الحي على مجتازي سور برلين.
وفي بيان صحفي، قالت رئيسة الكتلة البرلمانية لحزب الخضر المعارض كاترين غورينغ إيكرت إن بيتري أظهرت الوجه القبيح والدرك السحيق للعنصرية واحتقار البشر الذي وصل إليه حزبها.
وجاء أقسى رد موجه لرئيسة “حزب بديل لألمانيا” من رئيس اتحاد ضحايا عنف السلطة الشيوعية بألمانيا الشرقية ديتر دمبروفسكي الذي وصف -في تصريحات لصحيفة ميتلدويتشلاند- بيتري بـ”المريضة نفسيا”.
في حين نفى يورغ راديك نائب رئيس نقابة الشرطة الألمانية وجود أي نص بقوانين ألمانيا وشرطتها يبرر إطلاق الرصاص على اللاجئين، واعتبر أن تصريحات بيتري تمهد الطريق للأفكار المتطرفة المحتقرة للبشر.
وتترأس بيتري “حزب بديل لألمانيا” الذي تأسس عام 2013 كحزب يميني معاد لعملة اليورو، ويمثل هذا الحزب بالبرلمانات المحلية لثلاث ولايات ألمانية وبالبرلمان الأوروبي.
واتخذ الحزب منذ أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي مواقف داعمة لحركة “وطنيون أوروبيون ضد أسلمة الغرب” المعروفة باسم “بيغيدا”، مما جعل مراقبين كثيرين يعتبرون أن الحزب لعب دورا رئيسيا في تأسيس الحركة وتوجيهها.
وتحمل فراوكا بيتري -المولودة بدريسدن المعقل الرئيسي لـحركة بيغيدا- درجة الدكتوراه في الكيمياء، وتولت السيدة الأربعينية رئاسة “حزب بديل لألمانيا” في يونيو/حزيران الماضي إثر تمرد داخلي شهده الحزب أدى لتنحية رئيسه ومؤسسه بيرند لوكيه وتولي نائبته بيتري منصب الرئيس.
ومن المفارقات الملفتة أن الدعوات المتطرفة المتعلقة باللاجئين وسياسة اللجوء لحزب بيتري قد أكسبته مزيدا من الشعبية بين المواطنين الألمان عكستها نتائج استطلاعات أخيرة للرأي.
وقد أظهر آخر استطلاع للرأي أجراه معهد “إيمينيد لقياس اتجاهات الرأي العام” حصول “حزب بديل لألمانيا” على المرتبة الثالثة بين الأحزاب السياسية الألمانية، بعد “الحزب المسيحي الديمقراطي” الذي تتزعمه المستشارة أنجيلا ميركل، و”الحزب الاشتراكي الديمقراطي” بقيادة نائب ميركل ووزير الاقتصاد والطاقة بحكومتها زاغمار غابرييل.
كما حل “حزب بديل لألمانيا” لأول مرة قبل حزبي اليسار والخضر المعارضين، وكان نائب رئيس حزب بديل لألمانيا ومنظّره السياسي ألكسندر غاولاند قد قال في تصريحات صحفية قبل أسابيع إن أزمة اللجوء الأخيرة جاءت هدية من السماء لحزبه. (قناة الجزيرة)[ads3]