صحيفة إسبانية : مكاسب استثنائية للمافيات الإيطالية و التركية من تهريب اللاجئين في 2015

قالت صحيفة الموندو الإسبانية في تقرير نشرته على موقعها، يوم أمس الأحد، إن كبريات عائلات الجريمة والمافيا الأوروبية تتنافس بضراوة لاحتكار “سوق تهريب اللاجئين والمهاجرين السريين” وأن 2015، كانت سنة استثنائية على مستوى الأرباح القياسية التي جنتها عصابات المافيا، خاصة التركية والإيطالية والبلقانية.

وأوضحت الصحيفة أن الأزمة السورية فتحت في وجه المافيات سوقاً جديدة مزدهرة بعد نقل وتهريب أكثر من 800 ألف لاجئ ومهاجر غير شرعي عبر بحر ايجه، مقابل 400 يورو في المعدل عن الشخص الواحد، وحوالي 60 ألف يورو عن المركب الواحد.

وأكد التقرير أن عصابات مافيا ندرانغاتا وكوزا نوسترا وكامورا، في إيطاليا احتكرت هذه التجارة، على مستويين، الأول بتسهيل عمل العصابات المحلية في البلقان من صربيا إلى مقدونيا وألبانيا، والمافيا التركية الناشطة في تهريب البشر المتدفقين من سوريا والعراق ومن أفغانستان وإيران وغيرها، والثاني بتوظيف هذه الأعداد، لخدمة جرائمها الأخرى المتفرعة عنها والمتمثلة في تجارة وتهريب الأدوية المقلدة ومنتهية الصلاحية، إضافة إلى احتكار إسكان وإقامة اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين في عدد كبير من المدن الأوروبية والإيطالية، من جهة ثانية.

وتستغل عصابات المافيا، عجز الحكومات الأوروبية عن إيواء مئات الآلاف من المتدفقين من المدن الأوروبية يومياً، وتواضع إمكاناتها لاستقبال طالبي اللجوء في مراكز إيواء مناسبة، لتنفرد المافيا بقطاعات واسعة من خدمات الإسكان والعلاج والخدمات لفائدة المهاجرين واللاجئين.

واعتماداً على تقارير مختلفة، قدرت صحيفة الموندو، أن المافيات الإيطالية الكبرى الثلاث، تحتكر وحدها في إيطاليا 800 مليون يورو(حوالي 1 مليار دولار) من سوق اللجوء والهجرة غير الشرعية سنوياً، في إيطاليا وحدها.

وحسب الصحيفة الإسبانية، فإن المافيات الإيطالية، نخرت كامل سلسلة التهريب وتجارة البشر، في المتوسط خاصة في المنطقة الشرقية، انطلاقاً من تركيا، من ذلك استثمارها في صناعة سترات الإنقاذ الفاسدة، وحتى الزوارق المطاطية السريعة التي تفتقر إلى مقوات السلامة وشروطها، في ظل الطلب المتزايد عليها، ما سمح للمراقبين الأوروبيين العاجزين عن التصدي الفعلي لهذه الظاهرة، برصد وصول 100 زورق من طراز “زودياك” المقلد من الشواطئ التركية في اتجاه جزيرة ليسبوس، في ظرف يوم واحد.

وفي هذا السياق تنقل الصحيفة عن تقرير مماثل لصحيفة فايننشيال تايمز البريطانية، أن المخابرات الإيطالية رصدت تسجيلاً لمكالمة أجراها أحد زعماء الجريمة المنظمة واليساري المتطرف السابق سالفاتوري بوتسي، مع أحد معارفه وفيها قال بوتسي “هل تملك فكرة ولو بسيطةً عن حجم الأرباح من هذا النشاط؟ حتى المخدرات لا تضمن لك عائداً مرتفعا يعادلها”.

وتُضيف الصحيفة أن المافيات الإيطالية، لم تترك قطاعاً أو مجالاً يتعلق باللجوء والهجرة غير الشرعية إلى أوروبا، إلا واحتكرته، من قوارير الماء إلى الساندويتشاتن التي تُباع بأسعار تضاهي أشهر مطاعم شان إيليزي في باريس، ومن المراكب السريعة المطاطية إلى شبكات توصيل ونقل المهاجرين براً عبر سيارات وحافلات بأكملها، انتهاءً بشحن رصيد الهاتف المحمول وبيع الهواتف وبطاقات شحن الحسابات الالكترونية.

وكشفت التحقيقات وفق الصحيفة الإسبانية أن المافيات الأوروبية لا تتورع عن التعامل مع كل الشبكات الثانوية التي يمكن أن تساعد على تحقيق مكاسب مالية ضخمة، مثل شبكات الإرهابيين والمهربين، من أمثال محمد بدوي حسن عرفة، همزة الوصل الليبية بين إرهابيي القاعدة وداعش، وتهريب البشر عبر المتوسط، غرباً وعبر البلقان ووسط أوروبا شرقاً، إلى جانب التورط في شبكات تهريب الكوكايين نحو أوروبا وتهريب النساء والفتيات المستعبدات جنسياً نحو المافيات الإيطالية، وعصابات الجريمة البلقانية المتخصصة في الدعارة. (AE.24)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها