بارزاني : آن الأوان ليقرر الشعب الكردي مصيره

الانسان الذي يخاف الله و يحب الحق و العدل عليه أن يفكر ملياً قبل النطق بأية أحكام لا ترضي الله و ليست من العدل بشيء. السؤال هو: أي دين أو قانون أو شريعة تعطي للعرب و الترك و الفرس الحق في اقامة دول لهم و لا تعطي للأكراد نفس الحق؟ سوريا و العراق مثلاً عمرهما سبعين سنة فقط. قبل الاستقلال كانت جزءاً من التركة العثمانية و لم تكن حدودها كما هي اليوم. و كانت جزءاً من الدولة العثمانية على مدى أربعة قرون و قبلها كانت دائماً جزءاً من إمارة أو دولة اسلامية و لم تكن يوماً دولاً قومية بل اسلامية و لذلك عندما تنتفي صفة الاسلامية الجامعة يحق للأكراد اقامة دولة قومية كما فعل العرب. الدولة الاسلامية على مدى قرون لم تكن للعرب و إن حكمها العرب و لكنها بنيت على الاسلام و كانت لكل المسلمين! لذلك من حق كل المسلمين الذين عاشوا في كنف الدولة الاسلامية على الحصول حقوقهم بعد انهيار الدولة الاسلامية. لو نتكلم بمنطق بعض المعلقين العرب العنصريين الذين يقولون أن أرض الأكراد هي للعرب أقول بمنطقكم أثبتوا أولاً أن سوريا و العراق عربية. متى كان هناك عرب في الموصل و حلب قبل الاسلام مثلاً. أنا لم أقرأ في كتاب تاريخ عن توجد العرب في العراق و سوريا قبل الاسلام بل كانت أقصى حدود تواجد العرب هي المناذرة و الغساسنة على تخوم جنوب سوريا و العراق الحالية! كما قلنا لم يأتي العرب إلى العراق و سوريا تحت مسمى القومية بل جاؤوا كمسلمين و لهم الحق كمسلمين و لكن عندما يتحولون إلى القومية يحق للجميع أن يتحول. الأكراد كمسلمين و بشهادة كل المسلمين متواجدين في المنطقة منذ عصور الفتوحات الاسلامية و ما وجود صلاح الدين في الحكم بعد أربعمئة عام دليل على تواجدهم قبل صعود صلاح الدين بفترة. نقولها للمرة المليون من يريد الاسلام فللأكراد حقوق كغيرهم من المسلمين و من يريد القومية فيخسر حجته لأن لا وجود قومي للعرب في العراق و سوريا إلا على أيام البعث الباطل.