الأطباء يودعون معطفهم الأبيض في ألمانيا

معطف الطبيب الأبيض بشكله التقليدي، مدعاة لفخر الأطباء حتى مع بداية دراستهم لهذا المجال، كما أنه مرتبط بشدة بصورة الطبيب التي تحظى بمكانة مميزة في معظم المجتمعات. لكن الصورة التقليدية لمعطف الطبيب صارت مهددة بالاختفاء بعد أن أظهرت العديد من الدراسات أن المعطف التقليدي للطبيب بأكمامه الطويلة، يحمل كمية كبيرة من البكتيريا.

وأجرت منظمة الصحة العالمية وخبراء من معهد روبرت كوخ الألماني، العديد من الدراسات لفحص مدى خطورة معطف الطبيب. وأظهر فحص العديد من معاطف الأطباء، أن نحو 60 بالمائة منها تحتوي على أنواع مختلفة خطيرة من البكتيريا من بينها بعض الأنواع شديدة المقاومة للمضادات الحيوية. ونتيجة للدراسات المختلفة، أوصت منظمة الصحة العالمية بالتخلي عن معطف الطبيب التقليدي بالأكمام الطويلة واللجوء إلى المعاطف ذات الأكمام القصيرة التي تشبه معطف طاقم التمريض.

وتتمثل مشكلة تلوث المعاطف بالبكتيريا في صعوبة تعقيمها على عكس اليدين على سبيل المثال. وبدأت مستشفيات في ألمانيا بتطبيق هذه التوصية، إذ أعلنت ثمانية من مستشفيات مدينة هامبورغ، التخلي عن المعطف التقليدي للطبيب والاستعاضة عنه بمعاطف قصيرة الأكمام بداية من نيسان/أبريل المقبل. وللتفرقة بين الطبيب والممرض، سيتم وضع شارة معينة على معاطف طاقم التمريض، وفقا لموقع “موبو” الالكتروني الألماني. كانت إنجلترا وهولندا من الدول الرائدة في اتخاذ هذا الإجراء إذ قامتا بحظر المعاطف ذات الأكمام الطويلة، لأسباب تتعلق بالنظافة والحماية من البكتيريا.

ولم يكن تطبيق هذه الفكرة بالأمر السهل، لاسيما وأن معطف الطبيب التقليدي بأكمامه الطويلة يعكس لبعض الأطباء نوعا من الوجاهة الاجتماعية. ووفقا لتقرير نشرته صحيفة “أوسبورغر تسايتونغ” فإن عملية إقناع بعض الأطباء من كبار السن في ألمانيا، بالتخلي عن هذا المعطف التقليدي، كانت عصيبة للغاية. أما بالنسبة للأطباء الشباب، فلم يكن من الصعب إقناعهم بالتخلي عن خذا المعطف.

ووفقا لبيانات وزارة الصحة الألمانية، فإن 400 إلى 600 ألف مريض يصابون سنويا بما يطلق عليه “عدوى المستشفيات” وهي أنواع البكتيريا التي تصيب المريض نتيجة الإقامة بالمستشفى. أما بيانات الجمعية الألمانية لنظافة المستشفيات، فتشير إلى أن عدد الإصابات بهذا النوع من العدوى يصل إلى 900 ألف مريض سنويا بالإضافة إلى 30 ألف حالة وفاة على الأقل. (DW)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها