ألمانيا تفقد بعضاً من مساحتها !
فقد حماة البيئة الأمل في إنقاذ القمة الجنوبية لجزيرة سولت بعد أن ضرب إعصار مائي الجزيرة وغمرت المياه مساحات كبيرة في المنطقة الجنوبية في شهر تشرين الثاني من العام الماضي، ما أدى إلى ارتفاع منسوب المياه في هذا الشهر شباط إلى مستوى عال لا يمكن نتيجته حماية القمة الجنوبية للجزيرة من الغرق، كما نقل موقع “شبيغل أونلاين” الألماني.
وتقع جزيرة سولت قرب الحدود الألمانية الدنماركية في بحر الشمال وتبلغ مساحتها حاليا نحو 99 كيلومترا مربعا، فيما يبلغ طولها 38 كيلومتر. وتعد بذلك رابع أكبر جزيرة في ألمانيا. ومشكلة غرق الجزيرة ليست بالجديدة، إذ أظهرت الخرائط القديمة للجزيرة بأنها كانت على شكلها الحالي منذ 400 عاما فقط، ويعتقد أنها تكونت قبل 8000 عاما عندما ارتفع منسوب المياه في هذه المنطقة وغطى مناطق كبيرة بالمياه. وفي سنة 1870 بدأ علماء البيئة بتسجيل أرقام دقيقة عن مساحة الجزيرة. وذكرت الإحصائيات بين عامي 1870 و1951 أن سولت تفقد سنويا 0.4 مترا في قمتها الشمالية و 0.7 مترا في قمتها الجنوبية. وفي الأعوام التي تلت 1951 ولغاية 1984 بدأ فقدان الجزيرة لمساحتها بالتسارع وأصبح 0.9 مترا في القمة الشمالية و 1.4 مترا في القمة الجنوبية. وهذا ما ظهر جليا على القمة الجنوبية للجزيرة التي يطلق عليها تسمية “هورنوم”، والتي ستختفي ربما قريبا.
يذكر أن أعمال حماية بيئية كبيرة للجزيرة كانت قد بدأت منذ القرن التاسع عشر ببناء جدران حامية للجزيرة، وتوسعت في ستينات القرن الماضي عبر غمر آلاف الأطنان من الرمال على أطراف الجزيرة لحماية القمة الشمالية والجنوبية من الغرق. لكن سبل حماية الجزيرة هذه سارعت على انغمار الجزيرة بالمياه، كما ذكر موقع “شبيغل أونلاين” الألماني. وتسارعت وتيرة غرق القمة الشمالية والجنوبية في سبعينات القرن الماضي. وأصبحت عملية حمايتها مكلفة جدا ماليا وغير قابلة للتنفيذ. وأصبح موضوع غرق القمة الجنوبية مسألة وقت لا أكثر وبدأت آثار غرق القمة تظهر في الوقت الحالي.
أما القمة الشمالية للجزيرة والتي تسمى “أوده” فيتوقع علماء البيئة أن تبقى وتصمد ضد توسع مياه بحر الشمال لأنها واقعة خلف الجدار الحامي للجزيرة. وتوقع أرفست هنريشسين، الخبير المختص بحماية السواحل، أن يبقى جزء صغير من القمة الشمالية للجزيرة في المستقبل. ( Deutsche Welle )[ads3]