مصادر عربية : مفاوضات جنيف 3 ستستأنف بموعدها
تحدثت مصادر دبلوماسية عربية عن تلقيها تأكيدات على أن مفاوضات جنيف بين المعارضة السورية والنظام ستُستأنف في موعدها المقرر في 25 الشهر الجاري، وأشارت إلى أن الدول الكبرى تؤيد هذا الاستئناف وتستبعد تأجيله.
وقالت هذه المصادر، التي طلبت إغفال اسمها لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء، إن “هناك تأكيدات روسية وأمريكية على أن يُستأنف مؤتمر جنيف الثالث في الموعد المحدد له”، بعد أن أعلن المبعوث الأممي لسورية ستافان دي ميستورا في الثالث من الشهر الجاري تعليقه إلى 25 منه، “ريثما يتم الانتهاء من التفاصيل الإجرائية”.
وأوضحت المصادر أن “الأمم المتحدة ترى أن شروط المعارضة السورية للعودة للمفاوضات تتحقق جزئياً، كإدخال المساعدات للمناطق المحاصرة”، وقالت إن الدول الكبرى “ستتفق على تجميد القتال قبل موعد استئناف المفاوضات، أو على الأقل وقف القصف الجوي للمدن لأيام ريثما يتبين مسار المفاوضات”، وفق قولها.
لكن هذه المصادر أعربت عن تشاؤمها من أن تخطو المفاوضات خطوات عملية حقيقية تجاه إنهاء الأزمة السورة، وقالت “المشكلة أن المفاوضات ستُستأنف، وسيعود وفد النظام ووفد المعارضة للمفاوضات غير المباشرة، لكن من المستبعد بشدة أن يتوصلا لأي توافقات حتى على الحد الأدنى، وفي الغالب سيتم تأجيله أو المباعدة بين جلسات التفاوض لأسابيع وربما أحياناً لأشهر، ريثما يتم ترجمة توافق الدول الكبرى على هذا الملف بشكل نهائي”.
وكان دي ميستورا قد أعلن عن بدء مؤتمر جنيف الثالث الذي يُطلق مفاوضات بين المعارضة السورية والنظام لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية وفق قرار مجلس الأمن 2254 الذي يدعو لوقف إطلاق النار وفك الحصار وتقديم مساعدات إنسانية وإطلاق سراح المعتقلين بالتوازي مع بدء العملية السياسية وفور انطلاقها. وهو ما أصرّت عليه المعارضة السورية واعتبرته “شرطا أوليا” يجب تحقيقه قبل بدء المفاوضات، فيما لم يتجاوب النظام السوري معه ورفض بدء المفاوضات في ظل أي “شروط مسبقة”، ما دفع دي ميستورا لتعليق المفاوضات نحو عشرين يوماً. وترافق تعليق المفاوضات مع تصعيد عسكري من قبل روسيا والنظام السوري وميليشيات تابعة لإيران ضد المعارضة السورية والمدنيين، حسبما أفادت مصادر بالمعارضة.
ويخطط المبعوث الأممي لجمع وفد المعارضة والنظام في قاعات منفصلة، يقوم بدور الوسيط والمُسيّر للمفاوضات غير المباشرة هذه، لكنه لم يحسم حتى الآن تشكيلة المعارضة السورية، التي ينوي أن تفاوض النظام، حيث تُصر روسيا على أن يشارك في المفاوضات وفد إضافي تتبناه موسكو، بالإضافة لوفد الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن مؤتمر الرياض، الذي يرفض إلا أن يكون وحده ممثل المعارضة السورية.[ads3]