ألمان مصدومون من أحداث الاعتداء على اللاجئين : ” العار لساكسونيا ” !

تسود مخاوف في ألمانيا من موجة معاداة للأجانب في شرق البلاد زاد من حدتها تدفق المهاجرين والحركات السياسية المتطرفة مثل حزب “بيغيدا”، وذلك بعد حوادث كان آخرها إضرام النار في مركز لاستقبال اللاجئين على مرأى من حشد مؤيد.

وعنونت صحيفة “تاز” اليسارية، الاثنين 22 فبراير/شباط 2016، صفحتها الرئيسية بعنوان: “العار لساكسونيا”، ملخصة شعوراً منتشراً بأن البلاد مصدومة للأحداث التي وقعت في هذه المقاطعة الشرقية وأحيت ذكريات أليمة.

والأمر يتعلق أولاً بإحراق متعمّد لمبنى يفترض أن يستقبل لاجئين في بوتزن، وثانياً وهو ما أثار صدمة تجاوزت الحريق أن هناك “عشرات الأشخاص الذين عبروا عن سعادة بما حدث” – بحسب الشرطة – حتى أنهم أعاقوا تدخل فرق الإطفاء لإخماده.

وعادت إلى ذاكرة الألمان الأحداث التي سببتها أعمال العنف المناهضة للمهاجرين خلال الفترة التي أعقبت توحيد ألمانيا، عندما تعرضت مساكن في روستوك لهجوم في أغسطس/آب 1992 وأحرقت على وقع تصفيق حشد ضم 3000 شخص.

سرور لإحراق مساكن

وكتبت صحيفة “بي زي” الشعبية، الاثنين: “مجدداً تنتشر مشاعر السرور عندما تُحرق مساكن”.

ووقع حريق بوتزن بعد استقبال 100 متظاهر غاضبين، مساء الخميس الماضي، حافلة لاجئين أتت من مركز آخر في المقاطعة نفسها. وما زاد من التوتر مشهد شرطي يُنزل فتى بالقوة من الحافلة، ومعلومات عن انتماء المسؤول عن المركز الى حزب “البديل لألمانيا” المناهض للاجئين.

وتمت صباح الاثنين إقالة هذا المسؤول، ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مسؤول في الإدارة المحلية ماتياس دام قوله: “اتخذنا هذا القرار لحمايته”، وبسبب “النقاش الوطني” بخصوصه.

ووصفت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، على لسان المتحدث باسمها ستيفان سيبرت، الاثنين، الحادث بأنه “معيب جداً” واتهمت الحشود بـ”الجبن”.

وهذه الأعمال تؤكد مرة أخرى الأصداء التي يلقاها الخطاب المعادي للمهاجرين لدى فئة متشددة من الرأي العام في جمهورية ألمانيا الديمقراطية سابقاً.

والاثنين أعلن الرئيس السابق لمجلس النواب، فولفغانغ تيرسي، الشخصية التي تحظى باحترام كبير في ألمانيا، أن “الحقد والعنف منتشران أكثر في الشرق”.

وصرّح لمجموعة “فنكي” الصحفية بأن “لمن اضطروا خلال السنوات الـ25 الماضية (منذ سقوط جدار برلين) إلى تجاوز هذه التغييرات الكبيرة، قناعات ديمقراطية وأخلاقية أقل صلابة” من الغرب.

وهذه الظاهرة ليست جديدة لكنها تأخذ بُعداً جديداً مع تدفق الأعداد الضخمة للمهاجرين.

هيمنة “بيغيدا” في الشرق

وأظهر تعداد لمنظمتين ألمانيتين غير حكوميتين أنه من أصل 231 اعتداءً من اليمين المتطرف تم إحصاؤها منذ مطلع العام في البلاد، فإن 47 حصلت في مقاطعة ساكسونيا.

ووفقاً لأرقام رسمية لعام 2015 تضاعفت أعمال العنف من جانب اليمين المتطرف في ألمانيا مقارنة مع 2014.

ورغم أنه لم يُعرف بعد التوزيع بحسب المناطق، فإن الحوادث المسجلة في 2014 كانت واضحة، فنحو نصف هذه الأعمال وقع في الشرق الأقل كثافة سكانية.

ومن الناحية الانتخابية فإن حركة النازيين الجدد في جمهورية ألمانيا الديمقراطية سابقاً تسجل أفضل النتائج على مستوى المقاطعات.

وينال حزب “البديل لألمانيا” 17% من الأصوات وفقاً لاستطلاع للرأي للانتخابات الإقليمية المقبلة في مارس/آذار في ساكسونيا-انالت (شرق).

والسؤال: هل يعود ذلك إلى قلة الاحتكاك بالأجانب في عهد جمهورية ألمانيا الديمقراطية، أم إلى التأخر الاقتصادي؟ ثمة محاولات عدة للتبرير من دون أن يكون أي منها كافياً.

وقال الأخصائي في علم الاجتماع المتخصص في شؤون اليمين المتطرف، ماتياس كينت: “في غرب ألمانيا مجتمع مدني قوي مع ثقافة نقاش متينة، تقول بوضوح للمتطرفين اليمينيين إنهم مهمشون”.

وأضاف في حديث لصحيفة “دي زايست” إنه في الشرق استولت حركة “بيغيدا المعادية للإسلام ومجموعات أخرى على الفضاء العام وحولته إلى اليمين، شعارات اليمين المتطرف مقبولة، والمحرومون من الناحية الاقتصادية ليس لديهم ما يخسرونه وعددهم حالياً أكبر في الشرق”. (AFP)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها