ميركل : الطريق الذي اخترته صعب .. و ليست لدية خطة بديلة فيما يتعلق بأزمة اللاجئين
للمرة الثانية خلال خمسة أشهر تتحدث المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل حول أزمة اللاجئين في مقابلة مع القناة الأولى في التلفزيون الألماني (ARD)، وتحديدا مع مقدمة البرامج المعروفة آنا فيل. ففي المرة السابقة (السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2015) قالت ميركل في مقابلتها مع فيل حرفيا آنذاك: “أجل لدي خطة”، وذلك في إشارة إلى الانتقادات التي وجهت إليها حينها واتهمتها بأنه ليس لديها خطة.
أما يوم الأحد (28 شباط/ فبراير 206)، أي بعد خمسة أشهر من المقابلة الأولى، وفي ظل الأجواء المشحونة التي تعيشها ألمانيا وتحول المزاج العام في البلاد حول استقبال اللاجئين، قالت ميركل للمذيعة نفسها “ليست لدي خطة بديلة”، وذلك في كتأكيد منها على تمسكها بسياستها التي تبنتها منذ شهر أيلول/ سبتمبر من العام الماضي حول ملف اللاجئين.
بيد أن ميركل اعترفت بأن “الطريق الذي اختارته صعب”، لكنه في نهاية المطاف يتعلق بسمعة ألمانيا في الخارج، حسب قولها. وشددت المستشارة على أن ملف اللاجئين “جزء هام من تاريخنا”. وجددت في مقابلتها الثانية تمسكها بسياسة “الحدود المفتوحة” قائلة: “لا أحد يستطيع أن يدعي بأنه يمكن التغلب على هذه الأزمة عبر إغلاق الحدود”. وطالبت المستشارة ميركل أن تظهر أوروبا وجهها الإنساني مؤكدة على حرصها على أن تبقى أوروبا موحدة ومتماسكة.
وردا على سؤال حول ما إذا كانت الاحتجاجات ومظاهر العداء للاجئين في بعض المناطق في ألمانيا، قد تشبه الظروف التي مرت بها ألمانيا أيام جمهورية فايمار(الجمهورية التي تأسست بعد الحرب العالمية الأولى)، ردت ميركل بأنها لا تعتقد ذلك. لكنها شددت على ضرورة أن تؤخذ هذه التحذيرات على محمل الجد”. وردت على أن مهمتها “هي حل المشاكل والمحافظة على قيمنا”.
ورغم دفاعها عن سياستها، أكدت ميركل على أنها تعمل على تقليل عدد اللاجئين الذين يريدون الوصول إلى ألمانيا. لكنها جددت رفضها وضع حد أقصى لأعداد اللاجئين الذين ينبغي على ألمانيا أن تستقبلهم هذا العام، كما فعلت النمسا وكما يطالبها بعض قادة التحالف المسيحي، وخصوصا رئيس وزراء ولاية بافاريا هورست زيهوفر.
ويشار إلى أن هذه المقالة تكتسب أهمية إضافية لأنها تأتي قبل أقل من أسبوعين على الانتخابات التي ستشهدها ثلاث ولايات ألمانية، وتحديدا في 13 آذار/ مارس المقبل. ومن المعروف أن أزمة اللاجئين وسياسة ميركل حول “الحدود المفتوحة” تحتل مركز الصدارة في الحملات الانتخابية، وخصوصا في ظل تزايد شعبية حزب “البديل من أجل ألمانيا AfD” الشعبوي المناهض للاجئين ولسياسة ميركل. (Deutsche Welle)[ads3]