مساعدة غير مسبوقة لدول الاتحاد الأوروبي لمواجهة تدفق اللاجئين
يعرض الاتحاد الاوروبي الاربعاء للمرة الاولى خطة لتقديم مساعدة انسانية لدوله الاعضاء وخصوصا اليونان لمواجهة التدفق الكثيف للمهاجرين ومنهم آلاف لا يزالون عالقين على الحدود اليونانية-المقدونية.
وفي فرنسا على طريق المهاجرين الراغبين في الوصول الى بريطانيا، استؤنفت اعمال تفكيك قسم من مخيم كاليه العشوائي (شمال) صباح الاربعاء لليوم الثالث على التوالي.
والعرض الذي ستقدمه المفوضية الاوروبية في بروكسل ظهرا غير مسبوق ويتضمن تقديم مساعدة انسانية ليس فقط لدول فقيرة وانما لدول اعضاء في الاتحاد الاوروبي.
وبحسب التسريبات فان القيمة الاجمالية التي ستعرضها المفوضية الاوروبية تبلغ حوالى 700 مليون يورو على ثلاث سنوات بينها 300 مليون لعام 2016 لمساعدة الدول الاوروبية على مواجهة مخاطر ازمة انسانية محتملة مع تدفق اعداد كبرى من المهاجرين.
واليونان التي تواجه وضعا صعبا على حدودها مع مقدونيا حيث هناك الاف المهاجرين عالقون بسبب القيود التي فرضتها دول مجاورة في البلقان، قدرت احتياجاتها بحوالى 480 مليون يورو لتنظيم استقبال مئة الف لاجىء.
وفي فرنسا، استؤنفت الاربعاء ولليوم الثالث على التوالي اعمال تفكيك مخيم كاليه للاجئين حيث احرقت اكواخ عشوائية خلال ليلة اتسمت بهدوء نسبي، كما قال مراسل لوكالة فرانس برس.
واستأنف عمال شركة انتدبتهم الدولة الفرنسية لتدمير الجزء الجنوبي من هذا المخيم الذي اصبح اكبر مدينة صفيح في فرنسا، عملياتهم بواسطة جرافة.
وقال رجال الشرطة للاشخاص الذين ما زالوا يقيمون في ملاجىء عشوائية لم تدمر، “يجب ان تخرجوا من هذه الملاجىء، لأنه سيتم تدميرها”.
وتقول الحكومة ان المنطقة التي تجري ازالتها تضم بين 800 والف شخص بينما تقدر الجمعيات العدد ب3450 شخصا.
– عبور “بالقطارة” –
في جنوب اوروبا، بقي اكثر من سبعة آلاف مهاجر عالقين في مركز ايدوميني الحدودي بعدما فرضت دول عدة بينها مقدونيا قيودا على عدد الاشخاص الذين يسمح لهم بدخول اراضيها، وهي قضية تسبب انقساما كبيرا في اوروبا.
واعادت مقدونيا لفترة وجيزة ليل الثلاثاء الاربعاء فتح حدودها مع اليونان وسمحت بدخول 170 لاجىء الى اراضيها فيما ينتظر الاف اخرون على الجانب اليوناني من الحدود.
وهي اول مجموعة من المهاجرين وخصوصا سوريين وعراقيين يسمح لها بعبور الحدود، ابرز طريق في البلقان للوصول الى اوروبا الشمالية، منذ بعد ظهر الاثنين حين وقعت مواجهات بين مهاجرين وشرطيين مقدونيين.
وبعد تمرير لاجئين “بالقطارة” الاحد في مقدونيا، قامت مجموعة من 300 عراقي وسوري بينهم نساء واطفال، ملوا الانتظار الاثنين باقتحام شريط للشرطة اليونانية وفتحوا جزءا من حاجز الاسلاك الشائكة. ورد رجال الشرطة المقدونية باطلاق الغاز المسيلة للدموع.
وقالت المفوضية الاوروبية انها تشعر “بقلق كبير” من هذه الحوادث، لكن وزير الخارجية المقدوني نيكولا بوبوسكي دافع عن قرار السلطات في سكوبيي استخدام الغاز المسيل للدموع لاحتواء المهاجرين وحذر من التوتر المتزايد في البلقان الذي يمكن ان يؤدي الى نزاعات.
وقال بوبوسكي للبي بي سي “شاهدنا حوالى 400 شاب يحاولون الدخول عنوة الى الاراضي المقدونية من اليونان”. واضاف “اذا واجهت قواتنا وضعا لمحاولة عنيفة من قبل مئات الشبان من اجل دخول اراضينا بدون التسجل او التوجه الى مراكز الاستقبال، فلا اعتقد ان ذلك مطابق لما تم الاتفاق عليه على المستوى الاوروبي”.
ومقدونيا هي اول بلد على طريق البلقان يسلكه المهاجرون الذين يصلون الى الجزر اليونانية قادمين من السواحل التركية.
وخلال زيارة الى مدريد، دان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون مجددا مساء الثلاثاء القيود المفروضة على المهاجرين على الحدود في منطقة البلقان “المخالفة للقانون الدولي والاحترام الانساني”.
وقد اعلنت المفوضية العليا للاجئين التابعة للاجئين في جنيف ان اكثر من 131 الف مهاجر وصلوا الى اوروبا عبر البحر المتوسط منذ مطلع كانون الثاني/يناير، اي ما يفوق العدد الاجمالي الذي سجل في اول خمسة اشهر من العام الفائت.
واطلقت اليونان التي تقف في الصف الاول في هذه القضية، نداء طلبا للمساعدة. وقالت الناطقة باسم الحكومة اولغا جيروفاسيلي “لسنا قادرين على مواجهة كل اللاجئين الذين يصلون”.
وتضم اليونان حاليا 23 الف مهاجر قررت طرد 308 منهم معظمهم من المغاربة والجزائريين والتونسيين في اطار “اتفاق لاعادة القبول” بين اثينا وانقرة. وقد ابعدت 150 منهم الثلاثاء.
وفي ايطاليا دانت نحو 12 جمعية المعاملة التي يلقاها الواصلون الجدد في “النقاط الساخنة” او مراكز التسجيل التي اقيمت بطلب من المفوضية الاوروبية.
وفي برلين حضر نحو 2200 لاجىء ومتطوع مساء الثلاثاء حفلة موسيقية اقامته على شرفهم الاوركسترا الفلهارمونية لبرلين العريقة.
وفي محاولة لوضع حد للفوضى الاوروبية، بدأ رئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك الثلاثاء من فيينا جولة في دول البلقان. وسيتوجه الى تركيا الخميس والجمعة قبل قمة حاسمة للاتحاد الاوروبي لمواجهة ازمة الهجرة ستحضرها انقرة.
وفي الوقت نفسه، ذكرت مصادر دبلوماسية ان سفن حلف شمال الاطلسي التي ارسلت الى بحر ايجه لمراقبة شبكات مهربي المهاجرين بين تركيا واليونان لم تدخل المياه التركية حتى الآن في غياب موافقة من انقرة.
من جهته، اتهم قائد قوات الحلف الاطلسي في اوروبا الجنرال فيليب بريدلوف موسكو ودمشق بانهما “تستخدمان عمدا” تدفق اللاجئين السوريين سلاحا لزعزعة استقرار اوروبا. (AFP)[ads3]