باحثة أمريكية : ميركل ليس بجعبتها خطة بديلة و لن تغير موقفها من اللاجئين

قالت باحثة مركز كارنيجي للسلام الدولي، جودي ديمبسي، إن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ليس بجعبتها خطة بديلة ولن تغير موقفها من اللاجئين السوريين، رغم تنامي المعارضة من داخل ألمانيا ومن شركائها الأوروبيين ضد سياستها الفاتحة للأبواب أمام هؤلاء الفارّين من ويلات الحرب في بلادهم.

وأضافت – في مقال نشره المركز على موقعه – أن ميركل، كقائد، لم تُظهِرْ أي بادرة تراجُع أو خضوع لضغوط شعبوية، ولا أي إشارة على أن ألمانيا قد توصد أبوابها في وجه الطالبين للجوء إليها.
وتابعت ديمبسي بأن “ميركل تحارب من أجل التاريخ والإنسانية، وأن تلك قناعتها منذ أواخر 2015 عندما أعلنت من جانب واحد أن ألمانيا ترحب باللاجئين السوريين الفارّين بحياتهم، وهي بذلك ترى أن ثمة واجبا أخلاقيا وقانونيا يدفع بلادها إلى تقديم المأوى وتوفير الأمن لهؤلاء اللاجئين.”

وأشارت الباحثة إلى أن “ألمانيا استقبلت نحو 1ر1 مليون لاجئ في 2015، بحيث لم تبقَ مدينةٌ أو قرية في البلاد إلا وأقامت مساكن إيواء مؤقتة أو حوّلت ثكنات أو صالات رياضية من أجل سكن اللاجئين .. باختصار لم يبقَ هنالك مجتمعٌ في ألمانيا لم يتأثر بطريقة أو بأخرى بقرار ميركل استقبال اللاجئين السوريين.”

ورصدت ديمبسي “ذهاب الأطفال من اللاجئين في ألمانيا إلى المدارس، وبدءَ آبائهم في تعلّم اللغة الألمانية” ورأت الباحثة أنه من الصعب تقدير عدد المنظمات والأفراد المتطوعين المستمرين في توفير كافة أنواع المساعدة: من تعليم اللغة الألمانية للصغار والكبار؛ إلى اصطحاب اللاجئين لعيادات الأطباء؛ إلى التوضيح لهم كيفية عمل جهاز النقل العام .. “في الواقع، أطلقت أزمة اللاجئين روحا خاصة من التعاطف الإنساني أحاطت ميركل بهالة ضخمة وزادت من قدرها في مجتمع هو مثل قائدته: لا يتراجع عن مواقفه.”

ولفتت صاحبة المقال إلى أن “هذا الموقف الثابت من جانب ميركل يأتي رغم أن سياساتها تلقى معارضة ليس فقط من داخل حزبها “المسيحي الديمقراطي المحافظ” وإنما من أنحاء أوروبا، لا سيما من جهة الشرق ؛ لقد أصبحت ميركل القائد الوحيد بين قادة دول الاتحاد الأوروبي الـ 28، الذي لم يخضع لضغوط حركات أو أحزاب شعبوية؛ لقد رفضت ميركل الانصياع لشعاراتهم المتخوفة من الأجانب أو لاعتقاد هؤلاء بأن في إمكانهم عزْل أوروبا عن التحديات الضخمة التي تواجهها القارة العجوز عبر إغلاق الحدود.”

وتابعت ديمبسي قائلة: “وتمضي أسابيع وراء أختها، وتقوم حكومات أوروبية بفرض عوائق أمام الأجانب، وترفض استقبال حتى ولو بضع مئات، فيما تقوم حكومات أخرى ببناء جدران مرتفعة في وجه هؤلاء اللاجئين والمهاجرين .. كما لو كان هؤلاء البؤساء مجرد أشياء لا بشرا ينشدون الأمان!!”

وأكدت الباحثة أن “ميركل تقف على بُعْد اختلاف هذه الأزمة عن سابقاتها من حيث الأثر على أوروبا؛ إن أزمة اليورو لم تُثِرْ كل هذا الشعور من التعاطف أو العدوانية، كما أنها لم تكن ملموسة لغالبية الناس – باستثناء طبعا أولئك الذين كان عليهم احتمال تدابير تقشف قاسية مقابل دعم مالي.”

وظلت ميركل على مدار شهور تقود وحدها حملة لتغيير المسلك الأوروبي بحيث تفتح حكومات وشعوب الاتحاد أبوابها للاجئين، ولكن عبثا حاولت ميركل؛ ذلك أن الاستجابة التي تمخضت عنها تلك الحملة جاءت غير مشجعة بالمرّة فلا توجد رغبة سياسية من حكومات بالاتحاد الأوروبي لمشاطرة ألمانيا في حمل العبء.

ونوهت صاحبة المقال عن أن “المستشارة الألمانية تعقد آمالها حاليا على يوم الاثنين 7 مارس المزمع فيه انعقاد قمة الاتحاد الأوروبي في تركيا، ويوم الجمعة 18 مارس المزمع فيه اجتماع قادة هذا الاتحاد مرة أخرى لمناقشة أزمة اللاجئين.

ولكن بعد تجربة مريرة مع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، فيما يتعلق بإحكام حدود بلاده للحيلولة دون عبور اللاجئين إلى اليونان – هذه التجربة كفيلة باستبعاد ما يدعو للتفاؤل من قمة تركيا بحيث باتت ميركل وقادة الاتحاد الأوروبي يدركون أن إبرام أية صفقة مستدامة مع أنقرة هو أمر صعب للغاية.

واختتمت ديمبسي قائلة “من أجل كل ما تقدم، قالت ميركل إن الحاجة هي إلى الصبر والبحث عن حل أوروبي للأزمة، ومن ثمّ فليس هناك حاجة لأية خطة بديلة. (أ ش أ)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

تعليق واحد

  1. الخطة البديلة لإنهاء أزمة اللاجئين السوريين بسيطة للغاية وهي عودة الجميع الى سوريا بلدهم الأصلي , لذا ما على ألمانيا وأوربا إلا أن تقوم بنكاح من يسعّر الحرب والقتل والتشريد في سوريا وهم لا شك معروفون ولديهم كلاب كثيرة تنبح وأخرى جاهزة للنباح حين الطلب .