هل تشهد ألمانيا نشاطاً لاقتصاد الظل بسبب تدفق اللاجئين ؟
لا يتوقع خبراء العمل في ألمانيا زيادة في العمالة غير القانونية في البلاد خلال العام الحالي، مع دخول آلاف اللاجئين إلى برلين خلال الأشهر الماضية.
وتشهد ألمانيا عمالة غير قانونية يطلق عليها “اقتصاد الظل”، و”العمل خارج السجلات الرسمية”، وهو ما يعني عدم وجود عقود بين أصحاب العمل والموظفين، وعدم سداد صاحب العمل لأي نوع من التأمينات، بالإضافة لعدم سداد الموظف للضرائب، بحسب تقرير نشرته “دويتشه فيله”.
وتنص القواعد على عدم السماح للاجئين في ألمانيا بالعمل بشكل فوري، حتى بالنسبة للاجئين السوريين الذين ترتفع فرص حصولهم على حق اللجوء، بالإضافة إلى الوافدين من أوروبا الشرقية والدول الإفريقية، مع ضرورة انتظارهم لإقرار طلبات اللجوء.
انكماش اقتصاد الظل
– أشار معهد البحوث الاقتصادية التطبيقية “إي إيه دبليو” إلى أن ارتفاع عدد الأشخاص العاملين في الاقتصاد النظامي في ألمانيا سيقود الاقتصاد غير الرسمي للانكماش بنسبة 1% في عام 2016.
– من المتوقع أن يصل عدد المهاجرين في عمر العمل في ألمانيا خلال العام الجاري إلى 600 ألف مهاجر، مع حساب اللاجئين المتوقع دخولهم للبلاد، بالإضافة إلى هؤلاء الموجودين بالفعل.
– يقول “برنارد بوكمان” مدير أبحاث معهد البحوث الاقتصادية التطبيقية إنه من المتوقع انكماش اقتصاد الظل في البلاد حتى مع الأخذ في الاعتبار النمو المحتمل في العمالة غير القانونية الناتجة عن تدفق اللاجئين.
– حدد المعهد العدد المتوقع للاجئين الذين قد يدخلون سوق العمل غير الرسمي عبر مواقع البناء أو العمل في المنازل ليتراوح بين 100 إلى 300 ألف شخص.
صعوبات الوظائف غير القانونية
– يرى “بروكر” أستاذ الاقتصاد في جامعة “بامبرغ” في جنوب ألمانيا أنه من الصعوبة بمكان دخول 50% من اللاجئين لقطاع الوظائف غير القانونية في البلاد، مع صعوبة الحصول على عمل غير رسمي.
– يعد الحصول على عمل في الوظائف غير الرسمية في ألمانيا أمرًا يرتبط في الأساس بالثقة وعبر الشبكات الشخصية، مع تفضيل أصحاب الأعمال البحث عن عمال من خلال توصيات من أشخاص على صلة بهم أو من قبل موظفين آخرين.
– يواجه اللاجئون صعوبات في الحصول على وظيفة غير رسمية مع حقيقة عدم تمكنهم من الحديث باللغة الألمانية، وعدم امتلاكهم شبكات اجتماعية قوية في البلاد.
فرص اللجوء
– لا يستهدف كثير من اللاجئين الحصول على وظيفة غير رسمية في ألمانيا، مع ما قد يشكله ذلك من خطر يهدد حصولهم على حق اللجوء إلى البلاد.
– يرى “بروكر” أن اللاجئين السوريين كمثال يملكون فرصة كبيرة للحصول على حق اللجوء إلى ألمانيا، ما لا يجعلهم يخاطرون بالسعي للعمل في وظائف غير قانونية مع معرفتهم بإمكانية دخول سوق العمل القانوني خلال بضعة أشهر فحسب.
– يختلف الوضع بالنسبة للاجئين من منطقة البلقان، حيث إنهم لا يملكون فرصًا كبيرة للبقاء في ألمانيا على المدى الطويل، ما يجعلهم غير خائفين من السعي للحصول على وظائف غير قانونية.
– كما ترتفع فرص سعي المهاجرين من دول شرق الاتحاد الأوروبي للحصول على وظائف في اقتصاد الظل، مع حقيقة عدم وجود تهديد لهم بالترحيل.
– يشير التقرير إلى أن حتى أولئك الذين لا يملكون فرصة كبيرة للبقاء في ألمانيا يفضلون الحذر بشأن حصولهم على وظائف غير قانونية، مع سعيهم لعدم جذب انتباه السلطات لوجودهم غير الرسمي خوفًا من الترحيل. (أرقام)[ads3]