مفوضية اللاجئين : نازحة داخلياً في سوريا تتغلب على اليأس بفرصة عمل ناجحة
“ظننت أنها ستكون النهاية بالنسبة لي ولعائلتي. فقد كنا نشعر أن نصف الغرفة التي تم تقديمها لنا في مركز الإيواء كالقبر الصغير.”
بهذه الكلمات، تصف مؤمنة، وهي مصففة شعر فلسطينية- سورية، اللحظة التي وصلت بها هي وزوجها وأبناؤهم الثلاثة إلى الحضيض عند وصولهم إلى مركز الإيواء الجماعي في دمشق بعد أن خسروا كل شيء خلال الحرب.
وبعد أن نزحوا خمس مرات خلال خمس سنوات، أنفق أفراد هذه الأسرة من ريف دمشق كل مدخراتهم ووجدوا أنفسهم مفلسين وبلا بيت. لكنهم قرروا ألا يستسلموا لليأس، واستطاعت مؤمنة الحصول على المساعدة.
فقد ذكرت لها إحدى صديقاتها برنامجاً مقدماً من جمعية الندى، وهي جمعية غير ربحية مقرّها دمشق وشريكة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، لتقديم منح تصل إلى 1500 دولار للبدء بمشاريع صغيرة.
“في الوقت الذي لم يكن أحد ليحرّك ساكناً لمساعدتنا، وجدت من هو مستعد لتقديم منحة سخيّة وساعدني على البدء بمشروعي الخاص”. تقول مؤمنة. “في البداية لم أستطع أن أصدّق، ولم أستطع أن أصدّق حتى بعد أن بدأت.”
وبعد أن قامت مع موظفي الجمعية بوضع خطة العمل، سمحت لها المنحة التي تم تقديمها لها بإقامة صالون صغير في دمشق. ولديها الآن كرسي حلاقة، ومنضدة لوضع لفافات الشعر ومنتجات العناية بالشعر، وهناك أيضاً تلفاز ليشاهده الزبائن.
وبعد أشهر من العمل، استطاعت مؤمنة أن تقف على قدميها من جديد. وبعد أن أصبحت مستقلة اقتصادياً مع الدخل الذي تحققه من مشروعها الصغير، استأجرت شقة لعائلتها خارج مركز الإيواء الجماعي الذي كانت تعيش فيه لأكثر من سنتين.
“معرفتي بوجود أشخاص راغبين بالمساعدة هي التي أعطتني قوة الإرادة للمضي قدماً”، تقول مؤمنة. ” أنا الآن متفائلة بمستقبل أفضل لأطفالي.”
هذا وقد نزح أكثر من 6.6 مليون فرد داخل سوريا منذ اندلاع القتال في آذار/مارس 2011. وواجه كثيرون مثل مؤمنة وعائلتها ضائقة اقتصادية شديدة، لكن مع دخول الهدنة الهشة حيز التنفيذ، ومع الدعم للبدء من جديد، هناك أيضاً بعض الأمل.
وقد قدّم برنامج المنح الصغيرة الذي تقوم به المفوضية فرصة جديدة لـ 290 نازحاً داخل سوريا العام الماضي، حيث مكّنهم من فتح مشاريع تتراوح بين صالونات الحلاقة مثل مؤمنة ومحلات البقالة وورشات تصليح السيارات.
وهذا العام، حيث شهدت سوريا الذكرى الخامسة للنزاع المرير مع وقف مؤقت للقتال، تأمل المفوضية بتوسيع وصولها بأكثرمن الثلث لإفادة 400 شخص.
“يلعب برنامج المنح لبدء المشاريع الصغيرة دوراً لا غنى عنه في تعزيز الاعتماد على الذات للأشخاص الذين خسروا كل ما كانوا يملكون، ” تقول ماري تيريز شاكبازوف، معاونة مسؤول الخدمات المجتمعية في مكتب المفوضية في سوريا، مشيرة إلى أن حوالي ثلاثة ملايين سوري قد خسروا أعمالهم خلال الأزمة. “كما أنها تهدف إلى تحسين مستوى معيشتهم عن طريق تنمية مهاراتهم وتعزيز قدراتهم المدرّة للدخل،” بحسب ماري تيريز.
كما رحّب زوج مؤمنة، أبو محيي الدين، والذي كان مريضاً وغير قادر على العمل بالمنحة والتغييرات الإيجابية التي أحدثتها، وقال: “لقد مكثنا في مركز الإيواء عامين ونصف، لكنني شعرت أنها مضت كثلاثين عاماً. كانت عائلتنا تعاني من الضيق ولم يكن بإمكاني فعل شيء. أنا ممتن جداً لما نملكه الآن.”[ads3]
ليش ما رحتي عند هالكلب ابن الكلب بشار صلاح جديد اسد
علااساس بيدعم الفلسطينيين