بوتين يضم ” لؤلؤة البادية ” إلى ” سوريا المفيدة “
فاجأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كثيرين لدى تدخله العسكري في سورية في أيلول (سبتمبر) الماضي بعد ساعات من لقائه الرئيس الأميركي باراك اوباما في نيويورك. وفاجأ أيضاً النظام السوري وحلفاءه بموعد سحب قسم من قواته من سورية تزامناً مع بدء مفاوضات جنيف في ١٥ الشهر الجاري.
مفاجأة بوتين الجديدة، اسراعه الاتصال بالأسد لتهنئته بسيطرة القوات النظامية وحلفائها على مدينة تدمر الاثرية وطرد الارهابيين من «لؤلؤة البادية»، في انتصار رمزي وإعلامي كبير بعد أيام من الهجمات الارهابية على بروكسيل من عناصر محسوبة على «داعش». «القيصر الروسي» اتصل بالاسد بعد ثلاثة أيام من محادثاته مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري في الكرملين لـ «البحث في مصير الأسد»، وبعد ساعات من رفض واشنطن «الترحيب» بتقدم النظام الى تدمر.
ماذا يريد بوتين؟
وفق معلومات، أبلغ بوتين الجانب السوري وحلفاءه انه ينوي سحب معظم طائراته من سورية تحت عنوان «بقاء الوجود الروسي الى ما لا نهاية وخفض العمليات العسكرية وتركيزها ضد داعش والارهابيين». دمشق وطهران، طلبتا ان يكون الانسحاب تدرجياً في برنامج متفق عليه بين الاطراف الثلاثة. لكن بوتين، الذي لم يكن مرتاحاً لتصريحات مسؤولين سوريين وسلبيتهم من العملية السياسية، قرر فجأة بدء سحب المقاتلات والقاذفات العسكرية، بحيث لم يبق لديه سوى ١٢ قاذفة في سورية من أصل نحو ٨٠ طائرة، اضافة الى عشرات المروحيات وضباط رفيعي المستوى في هيئة الأركان وقوات خاصة على الارض.
كان وقع «مفاجأة» بوتين كالصاعقة على النظام عدا حلقة ضيقة كانت على علم بقرار بوتين. كانت وجوه المسؤولين والموالين للنظام في الشوارع جامدة الثلثاء والاربعاء الماضيين. كما ألغت الخارجية السورية جميع المواعيد، لغياب التعليمات ونقاط الإرشاد. ويعتقد بأن نائب وزير الخارجية فيصل المقداد، الذي كان في طهران، ورئيس الوفد الحكومي بشار الجعفري الذي كان في جنيف، سمعا بقرار بوتين من الاعلام.
لكن «القيصر»، رصد ردود الفعل وقال بعد مرور يوم او يومين، ان الانسحاب كان بـ «التنسيق» مع الأسد وانه لا يرمي الى «الضغط عليه»، اضافة الى ان الامكانية موجودة كي تعود الطائرات «خلال ساعات». وبعد محادثات وزير الخارجية الأميركي جون كيري الخميس الماضي، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف إن الولايات المتحدة تفهّمت موقف موسكو بأنه ينبغي عدم مناقشة مستقبل الأسد في الوقت الراهن في مفاوضات جنيف.
بوتين محير لحلفائه وخصومه. النظام الذي كان قلقاً طمأنه بوتين. المعارضة وحلفاؤها الذين كانوا مرتاحين أقلقهم بوتين. تكرر هذا امس، عندما قال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف: «هنأ بوتين في محادثة هاتفية زميله السوري على تحرير القوات السورية مدينة تدمر من الارهابيين، مشدداً على اهمية الحفاظ على هذا الموقع التاريخي الفريد من نوعه».
الأسد تلقى اتصال بوتين، الذي دعم الطيران الروسي قواته بأربعين غارة، بعد ساعات من لقائه وفداً فرنسياً، اذ نقلت «وكالة الأنباء السورية الرسمية» (سانا) عن الأسد قوله إن استعادة تدمر تُعد «انجازاً مهماً ودليلاً جديداً على نجاعة الاستراتيجية التي ينتهجها الجيش السوري وحلفاؤه في الحرب على الارهاب».
استعادة «لؤلؤة البادية»، من «داعش»، تعكس فوز بوتين على اوباما في سباق دحر التنظيم. «سيد الكرملين» سبق «سيد البيض الأبيض» في انتصار رمزي كان التحالف الدولي بقيادة أميركا يسعى اليه بالسيطرة على الرقة معقل «داعش» شرق سورية وقرب العراق.
بعد استعادة تدمر، تطرح اسئلة: هل ستستمر القوات النظامية بغطاء روسي بالتقدم نحو حدود العراق لربط البادية السورية بـ «الإقليم السني» غرب العراق؟ هل تمضي في عملياتها في مطاردة التنظيم الى دير الزور والرقة التي يقوم فيها تحالف كردي – عربي بقتال «داعش» بغطاء التحالف الدولي؟ هل تقف القوات النظامية عند تدمر بعدما خرجت عن خطوط «سورية المفيدة» بحيث تتكفل أميركا وحلفاؤها على الارض بقتال «داعش» في ما تبقى من شرق سورية؟
ابراهيم حميدي – الحياة[ads3]
لم يتصوّر حافظ الأسد ووريثه بشار أن يأتي يوما يسلّمان السلطة للشعب السوري ، بل لم يتخيلا قط مع مرتزقتها ومنتفعيهم أن في سوريا شعبا سييثور عليهم ويحطّم قوتهم ويكسر أسوار الطغيان ويزيل أصنامهم بل ويحرّر 80 % من أراضي سوريا التي جعلوها مزرعة لهم وعائلتهم ويعطون فتات فضلاتهم إلى مرتزقتهم
كان دافع آل الأسد لليقين بتلك الحقائق أدائهم لأدوار الخيانة الوطنية والعمالة لكل القوى الخارجية ( أمريكا ، روسيا ، اسرائيل ، ايران ، …) بل ولكل من يشتري سوريا وجغرافيتها وتاريخها وحضارتها بل وشعبها الذي اعتبروه كعبيد طيلة 45 عاما
كان حافظ وبشار الأسد يفرضان تعليماتهما بإصدار دساتير وقوانين ومراسيم وقرارات وإحداث وإلغاء وزارات ومؤسسات وإدارات شكلية ويبرمان اتفاقيات ومعاهدات دولية لتدمير سوريا من قصرهما ، ويتولى بصمجية السلطة مما يسمى (مجلس الشعب والوزراء وقيادة حزب البعث والجبهة الوطنية التقدمية ) التوقيع دون قراءة أو فهم شيء ، لأن أدوار العبيد تنحصر بالتنفيذ من مواقع أسفل الهرم ، والامتناع عن الكلام والنقاش والحوار وإبداء الرأي مقابل الحصول على الطعام وبعض مستلزمات الحياة الأخرى وأحيانا ثروات منهوبة من أموال الشعب المفقر
منذ 5 سنوات تم قلب الهرم ، وداس ثوار سوريا بأقدامهم سلطة آل الأسد وانتزعوا منها هيبة الإرهاب الأمني والجيش الطائفيين عبر مظاهراتهم أولا ، ثم بالعمل المسلح ثانيا ، وتحقّق اسقاط التسلط والطغيان بفعل بنادقهم ، ولم تستطع سلطة آل الأسد بدعم كافة قوى العالم أن تنهي شعلة ثورة شعب سوريا خلال السنوات الخمس الماضية ، مع أنها استحضرت جيوش روسيا وايران فارس وشيعتها من العالم ومرتزقة قومجية لبنان وفلسطين وغيرهم ، وتغطية بالخفاء سياسية ولوجستية من أمريكا واسرائيل وقوى أخرى لإبقاء هرم السلطة كما اعتادت عليه منذ 5 عقود
لقد تم قلب هرم السلطة من قبل ثوار الشعب السوري ، وفرض على قوى العالم الكبرى سيما ( أمريكا ، أوربا الغربية ، روسيا ) الإذعان لقبول هرم السلطة المقلوب في سوريا المستقبل بعد فشلهما عسكريا وسياسيا في انقاذ هرم آل الأسد العمودي ، ولم تكتف تلك القوى العالمية بالهرم المقلوب لنظام الحكم في سوريا كما هو في سائر الدول المتحضرة بالعالم ( باستثناء روسيا ، ايران وشيعتها ، كوريا الشمالية ، وبلدان على اشكالها ) بل وضعت سلطة آل الأسد في حقيبة يحملها (جون كيري) يساوم عليها على طاولة (فلاديمير بوتين ) وبالتأكيد لا قيمة لمحتوى تلك الحقيبة كونها مليئة بالدماء والفساد والأموال المنهوبة سوى لدى بوتين شبيه بشار ، فلياخذ تلك الحقيبة ويضيفها للحقائب التي تاجر بها مع الغرب التي كانت تحوي (ميلوسوفيش) يوغوسلافيا وأمثاله
لقد انتهت مهمتكم يا آل الأسد مع مرتزقتكم في سوريا ، وبدأت مفاوضات تسليم السلطة ، عبر آليات حكم الهرم المقلوب الذي يفرض حكم الشعب بقمة الهرم مع مؤسساته المنتخبة والتمثيلية ومكوناته الوطنية الصادقة والمنتمية لبلدها وحضارتها وجغرافيتها وتاريخها
يعني شو معنى هل المقال ..ولله مابعرف…
يعني شو الو معنى هل المقال ..ولله مابعرف…