وكالة أنباء الأناضول : 120 عائلة سورية تركمانية في لبنان تشكو غياب المساعدات

يبدو أن رمال الساحل القريبة، والطبيعة الخلابة التي تلف منطقة “حريصا” شمالي العاصمة اللبنانية بيروت، لم تتمكن من مداواة آلام 120 عائلة تركمانية فرّت من الحرب التي دخلت عامها السادس في سوريا.

فكما هي المعاناة صعبة وشديدة في مختلف المخيمات المنتشرة في المناطق اللبنانية، هي كذلك أيضاً في منطقة “حريصا”، الجبلية، المطلة على البحر الأبيض المتوسط، والتي تضم تمثال السيدة مريم العذراء، والكنيسة المجاورة وهما من أبرز المعالم المسيحية في لبنان.

هنا، وجدت 120 عائلة سورية تركمانية، الأمن والأمان، لكنها افتقدت العون والمساعدة من المنظمات الإغاثية، فبقيت المعاناة سيدة الموقف، في منازل مستأجرة منتشرة في مختلف أزقة وطرقات المنطقة.

عائلات فرقتها الحرب، ودفعتها، كبقية اللاجئين السوريين، لترك أملاكها في ريفي حمص وحماة، بسوريا، اللذين يتعرضان لقصف روسي، وفق الصور والمعلومات التي يرسلها المحاصرون هناك لذويهم في “حريصا”.

ورغم أن هذه العائلات لا تسكن في خيم بلاستيكية، إلا أن منازلها المشيدة من الإسمنت، ليست كغيرها، فهي تفتقد لكثير من مقومات الحياة الكريمة، حيث إن جدرانها التي تآكلت بسبب الرطوبة، تروي قصصاً مأساوية، وحالات مرضية، في ظل غياب المساعدات الإغاثية من الدولة اللبنانية ومنظمات الأمم المتحدة كما يؤكد أبناء هذه العائلات.

عزام الرجب، رب أسرة، لا يستطيع العمل بسبب “التعذيب” الذي تعرض له سابقاً في سجون النظام السوري، تحدث للأناضول، عن معاناته، وأشار أن العائلات الموجودة في منطقة حريصا “تعاني أوضاعًا مأساوية تزداد صعوبة يوما بعد يوم، لاسيما المنازل التي لا تصلح للسكن الآدمي، لرداءتها وسوء حالها”.

وأضاف الرجب “هناك حالات صحية مستعصية، لا نقدر على تأمين تكاليف علاجها الباهظة”، مناشداً “المعنيين، بالالتفات لهذه العائلات، وتقديم العون لها، خاصة وأننا لسنا مسجلين لدى مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، ولا نتلقى المساعدات”.

وأوضح أن المساعدات التي تأتيهم “تكاد تكون معدومة، باستثناء السفارة التركية في لبنان، التي قدمت مساعدة غذائية مرتين”، مشيرا إلى “عدم وجود أية مبادرات محلية لتقديم العون لنا، حتى أن البلدية سنّت قوانين تمنع النازحين السوريين من التجوال مساء في شوارع المنطقة تحت أي سبب كان”.

ووفق الرجب، فإن حوالي 60 ألف تركماني سوري، يتواجدون حالياً في شرق منطقة الحولة، بحمص، “تعرضوا كثيرا لقصف من الطائرات الروسية، إضافة للحصار البري”، واصفاً “ما يتعرضون له هناك، بالتطهير العرقي، والإبادة الجماعية”.

وتساءل “نحن ماذا فعلنا لروسيا حتى تأتي وترتكب بنا المجازر، إلى جانب النظام السوري الذي يمارس كل أنواع التجويع والتعذيب والقتل بحق شعبه، وأنا واحد من هذا الشعب تم اعتقالي لمدة 53 يوماً، تعرضت خلالها لكل أنواع التعذيب”.

من جهتها، قالت نجاح الرجب، التي لجأت إلى لبنان من بلدة طلة في ريف حمص، قبل حوالي 3 سنوات، إن “العائلات التركمانية النازحة في منطقة حريصا، تعاني من أوضاع صعبة”.

يعاني زوج نجاح من أمراض مزمنة إضافة إلى أنه كفيف وأصم، تقول “موضوع الطبابة عندنا، في غاية السوء، فلا نستطيع علاج أطفالنا وأبنائنا”، لافتة الى أن سبب اللجوء الى هذه المنطقة “هو وجود عدد من أبنائنا هنا كانوا يعملون قبل الثورة السورية بالنجارة والبناء”.

أما يسرى باكير، التي تسكن منزلًا صغيرًا مع عائلتها المكونة من 10 أشخاص، فشكت أيضاً من “صعوبة أوضاع النزوح، خاصة وأن المنظمات الإغاثية لا تلتفت إليهم، رغم محاولاتنا الكثيرة جدا في هذا السياق”.

ولفتت أن الحاجة الأهم في هذه الظروف بالنسة لهذه العائلات هو “تأمين الطبابة، والغذاء للأطفال والمرضى”.

وتابعت قولها: “لا يكاد يمر يوم دون أن تغير الطائرات الحربية الروسية على قرانا في ريف حمص، والتواصل مع المحاصرين هناك، موجود، والصور التي تأتينا فظيعة”.

يشار أن أكثر من مليون و200 ألف نازح سوري، يتواجدون على الأراضي اللبنانية، غالبيتهم يعيشون في مخيمات عشوائية في مناطق ريفية وجبلية، في مختلف أنحاء البلاد، التي تعاني هي أصلا من أزمات اقتصادية وسياسية وأمنية عديدة. (ANADOLU)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

‫7 تعليقات

  1. الاناضول للاسف وكالة قومية
    تحاول بث القومية التركية لدى التركمان المستعربين
    من خلال التذكير بان هؤلاء تركمان
    رغم ان اغلبهم لا يعرف نفسه بذلك

  2. و الله شغله عجيبه!!
    مو انتو حابين تركيا و الاتراك. روحو لهنيك. بلبنان مافي خدمات. بتركيا في خدمات. روحو لهنيك.
    او روحو لعند ملك جمال سوريا بدير الزور و خدو الجبير معكن مشان يبسط الكل.

  3. يلي بدو يضل بسورية بدو يكون اسمو مواطن عربي سوري فقط لئنو هي جمهورية العربية السورية …ويلي مو عاجبو ينقلع من هل بلد

  4. تضربوا انتوا و هالعقليات التافهة , البلد بلدنا عصب عن اللي بيرضى و اللي ما بيرضى, يعني مواطن سوري من قومية تركمانية ما بيصير؟!! كل الدنيا ماشية شكل الا عقلية السوريين ماشية بعكس المنطق و التاريخ و الحقائق بسبب هالمرض اللي اسمو القومية العربية الشوفينية, كل بلد في العالم فيها مواطنين من جميع القوميات وجميع القوميات تعتز بهويتها دون التجاوز على الوحدة الوطنية الجامعة, وين كانت هالشطارة تبعكون لما رفع الكورد اعلام اوجلان و الشعارات العنصرية, ولا قدام الكورد بتصيروا قطاط و بتجوا تبيضوا عسمانا من ورا الكيبورد؟!

    1. انا بقلك شو المشكلة
      المشكلة ان بلد رح تفكك اجتماعيا بدرجة كبيرة بالاول الحمصي ما بزوج بنته إلا لحمصي
      هلأ الحمصي ما بزوج بنت إلا لحمصي من قوميته
      ينال تركيا إلى الان بلد قومي شوفيني اكثر بكثير من اي بلد عربي
      لما الاناضول ما بتذكر انه لواء اسكندرون هنن عرب إن كان سنة و لا علوية
      مناطق الجنوب ماردين و لا غازي عنتاب و لا غيرها بالجنوب اغلب سكانها عرب
      ليش ما بتذكر الاناضول هالكلام بمقالتها ؟؟؟