صحيفة أمريكية : روسيا حققت مصالحها بالتدخل و الانسحاب من سوريا

نشرت صحيفة “ناشيونال إنتيريست” الأمريكية مقالاً تحليلياً للكاتب نيكولاي باكوموف، قال فيه إن قرار الانسحاب العسكري الروسي من سوريا ما هو إلا تحقيق للمصالح الروسية بالتعاون والتنسيق مع دول في الشرق الأوسط والجهات الإقليمية الفاعلة الرئيسية.

ويشير الكاتب إلى أنه ومنذ انطلاق الحملة الروسية في سوريا منذ أكثر من خمسة أشهر حدثت أمور غير متوقعة، فرغم التقارب الروسي الإيراني الذي بات معروفاً للجميع، ورغم الدعم الروسي لنظام بشار الأسد، فإن ذلك لم يمنع روسيا من إقامة علاقات مع الأكراد السوريين، تلك العلاقات التي تحسنت بشكل ملحوظ، يفهم فيها كل طرف دوافع الطرف الآخر واستعداده للمساومة وعقد الصفقات.

ويرى الكاتب أن قرار الانسحاب المفاجئ من الممكن أن يشير إلى نتيجة أخرى من تصرفات روسيا في الشرق الأوسط، وهي المواقف الأمريكية المهددة في المنطقة بصورة أكثر وضوحاً، مع وجود رغبة روسية في أن تكون شريكاً جيداً للغاية بالنسبة لإسرائيل في تطوير الحقول البحرية من الغاز الطبيعي.

ويضيف الكاتب، بحسب الترجمة التي نشرتها “الخليج أونلاين” : “وفقاً لعدد من الخبراء والمراقبين، يمكن للشراكة الإسرائيلية-الروسية أن تتعمق وبزيادة كبيرة في أمن مرافق إنتاج الغاز الطبيعي وطرق العبور الإسرائيلية، فما دام حزب الله وإيران يشكلان تهديداً أمنياً خطيراً لهذه البنية التحتية، فإن مشاركة روسيا قد تقطع شوطاً طويلاً في الحد من هذه المخاطر”.

أما بالنسبة لروسيا، فإن هذه الشراكة قد تحسن إلى حد كبير من موقفها الاستراتيجي من أسواق الغاز العالمية، وخاصة في العلاقات مع الاتحاد الأوروبي وتركيا.

ويوضح الكاتب بأن نهج روسيا “يهدف إلى تحقيق المصالح، بالاحتفاظ بالعديد من قنوات الاتصال المفتوحة دولياً، فعلى سبيل المثال يمكن للمرء أن يفترض أن المملكة العربية السعودية هي بعيدة جداً عن دعم الرئيس الأسد أو تصرفات روسيا في مساعدته، ولكن الرئيس بوتين والملك سلمان يبحثان الوضع في سوريا، ووفقاً للكرملين، يمكن للبلدين أن يضعا خلافاتهم جانباً، كما أن الملك سلمان أعرب عن استعداده للعمل مع روسيا لتنفيذ خطة وقف إطلاق النار، وهي خطوة قد تتطلب انسحاب القوات الروسية والتي سوف تساعد الجهود الدبلوماسية بشكل أكبر”.

ويلفت الكاتب إلى أنه من السابق لأوانه إعلان الخاسرين والفائزين في الحرب في سوريا، وأن منطقة الشرق الأوسط لا تزال مكاناً مضطرباً وخطيراً، لكن قوة وتوقيت الإعلان عن انسحاب القوات الروسية، أظهرت روسيا مرة أخرى كقوة فاعلة في المنطقة.

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها