نيويورك تايمز : جريمة قتل إيراني في ألمانيا تخلط مشاعر الألمان تجاه اللاجئين

مهدي هوشمند هو أحد المهاجرين الإيرانيين إلى ألمانيا، درس العلوم وعرف بلطفه، بالإضافة إلى جهوده في مساعدة اللاجئين الجدد الذين بلغ عددهم ما يزيد على مليون شخص العام الماضي.

القصة بدأت حينما عثر على مهدي مقتولا في بيته في فبراير الماضي ببلدة صغيرة لا يتجاوز عدد سكانها سبعين ألف نسمة بحسب تقرير نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية.

وفي التفاصيل فقد وجدت جثة مهدي في قبو منزله والدلائل تشير إلى تلقيه ضربات أفضت إلى وفاته، وأشارت أصابع الاتهام الرئيسية إلى أحد اللاجئين الجدد الذي قدم من أفغانستان وربطته بمهدي صداقة.

أثارت هذه الحادثة إزعاج المدينة الصغيرة سيلي الواقعة في قلب ألمانيا بالقرب من هانوفر لكن آثار الحادثة لم تتوقف عند حدود البلدة بل امتدت لعموم ألمانيا وعلاقتها مع اللاجئين، بحكاياها المختلفة ونجاحاتها الهادئة، في الوقت الذي تكافح فيه ألمانيا لدمج الوافدين الجدد.

بعد مرور شهرين على هذه الحادثة، وبعدما أغرق الشتاء الشموع التي تركت على عتبة مهدي من قبل طلابه الحزانى وتحولت الورود إلى بقايا داكنة، فإن بلدة سيلي أمست نموذجا مصغرا لألمانيا المتعارضة.

فعلى الرغم من اطمئنان السكان بعد القبض على المشتبه به الرئيسي، إلا أن الشكوك والمخاوف تنازعتهم بشأن المستقبل الذي دعوه لبلدتهم الهادئة.

لكن بعض الشكوك ومشاعر الغضب والاستياء بدأت في الظهور مؤخراً عبر الموقع الإلكتروني للجريدة المحلية والذي يحتوي على قسم للتعليقات الخاصة بالتجارب مع اللاجئين، وهو ما يعكس تناقضا بين المظهر الخارجي المرحب باللاجئين وما يحدث تحت السطح.

حيث قال سباستيان نيتز، الأسقف صاحب التسعة والعشرين عاماً “نقرأ الكثير من الأخبار عن اللاجئين حين يكون الأمر إيجابياً، مثلما يحدث حين يعيد لاجئ بعض المال الذي وجده، لكن إن قام أحدهم بعمل سيء فلا أحد يتكلم عنه”

كما أضاف “في الحقيقة لا أحد متحمس للاجئين”. وكان التواصل قد تم مع سباستيان هاتفياً بعدما ترك شكوى على الموقع الإلكتروني للجريدة بخصوص عدم ذكرها لكون المشتبه به في جريمة القتل لاجئاً، وهو ما اعتبره سباستيان تكميماً للحقيقة.

حيث أبقت الشرطة والادعاء العام حقيقة أن المشتبه به هو أحد اللاجئين في طي الكتمان في بداية الأمر. وهي الخطوة التي دافع عنها المتحدث باسم الشرطة ثورستن فالهاينك باعتبارها متوافقة مع المبادئ الاتحادية العامة والتي تسمح للسلطات بحجب تفاصيل العرق أو غيرها من المعلومات التعريفية إن رأت عدم علاقتها بالقضية.

من جانبه أصر المحافظ على أن خلفية المشتبة به كلاجئ لا علاقة بها بجريمة القتل، كما أضاف أن ” الناس هنا في سيلي تعاملت مع هذا الأمر”.

على الرغم من ذلك فقد عارض المحافظ الإبقاء على هوية المشتبه به سراً، خوفاً من تحول الأمر لموضوع كبير، كما طلب من الادعاء العام في المدينة الإعلان عن هويته وهو ما تم بالفعل خلال يوم واحد.

حدث هذا بعد الاعتداءات الجنسية التي وقعت في كولونيا ومدن أخرى عشية عيد الميلاد، والتي وصفت الشرطة معظم مرتكبيها بكونهم من أصل عربي أو من مهاجري شمال أفريقيا.

لكن في سيلي، مازالت العلاقة غير واضحة بين الضحية وخلفية المشتبه به.

مهدي قد جاء إلى ألمانيا في عام 1979 وهو في التاسعة عشرة من عمره إثر اضطراب آخر في الشرق الأوسط وهو قيام الجمهورية الإسلامية الإيرانية على يد آية الله الخميني.

ومع مرور الوقت، استطاع مهدي الحصول على أساسيات الحياة في ألمانيا: الشهادة الجامعية والجنسية، بالإضافة إلى وظيفة كمدرس للرياضيات والعلوم.

كما قدّم مساعدته للعديد من اللاجئين الذين وفدوا إلى ألمانيا مؤخراً خاصة فيما يتعلق بالترجمة، حسبما قال فيرنر جلاسر أحد أصدقائه المقربين. (RT)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

‫6 تعليقات

    1. الشيعة ليس لهم أمان انا أعرفهم جيدا في ألمانية يخونون بعضهم البعض وخاصة نساء هم

  1. الغباء والكذب متأصل فيكم يا غدارين. عندما نربي الأطفال ونعلمهم على كيفية جز رؤوس الناس من على الأعناق، متبخترين بهذا الفعل الذي تقشعر له الأبدان، ويبوء فاعله يغضب من الله والناس أجمعين، فنبين ذلك العمل للعالم بأنه إنتصار مبين، من دون أن يلجمنا أي وازع أخلاقي أو رادع ديني، فنكون بهذا الإجرام نؤسس لمستقبل زاهر، ننعم به في القادم من الأيام وفق تشريع لا يمكن تسميته سوى بشريعة الغاب.