رئيس المجلس الأوروبي : أوروبا لن تقبل الابتزاز في قضية اللاجئين
كتب رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك يوم الجمعة في مقالة في صحيفة “لو فيغارو” الفرنسية ” لا احد سيحمي حدودنا بدلا منا. لا يمكننا تسليم مفاتيح أراضينا” إلى دول ثالثة. وهذا ينطبق على تركيا كما على دول شمال إفريقيا”.
وقال توسك إن “عجزنا سيثير الرغبة في ابتزاز أوروبا”، عشية زيارة مع المستشارة الألمانية انغيلا ميركل إلى غازي عنتاب بجنوب تركيا في سياق متابعة تطبيق الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا حول المهاجرين. وينص الاتفاق على إعادة جميع المهاجرين الوافدين بصورة غير شرعية إلى الجزر اليونانية إلى تركيا، بمن فيهم طالبو اللجوء. وفي المقابل، تتعهد أوروبا باستقدام عدد من اللاجئين السوريين من مخيمات في تركيا إلى الأراضي الأوروبية، ضمن سقف قدره 72 ألف لاجئ.
ويرى رئيس المجلس الأوروبي أن هذا الاتفاق “يثبت أن على أوروبا وضع حدود واضحة لتنازلاتها. يمكننا المساومة على المال، لكن ليس على قيمنا إطلاقا”.
وشدد على أن “حرياتنا، بما في ذلك حرية التعبير، لن تكون موضع أي مساومة سياسية مع أي شريك كان. ويجب أن تصل هذه الرسالة أيضا إلى الرئيس (التركي رجب طيب) اردوغان”.
وطلبت أنقرة رسميا من برلين مباشرة ملاحقات قضائية اثر بث برنامجين هزليين في ألمانيا سخرا من اردوغان. وأحالت المستشارة الألمانية الطلب التركي على القضاء الألماني ليبث فيه، وأعلنت عزمها على إلغاء بند القانون الذي يجيز هذه الإجراءات.
واعتبر توسك أن الاتفاق الأوروبي التركي لا يمكن أن يشكل “نموذجا معمما يطبق على طرق الهجرة الأخرى، بما في ذلك طريق المتوسط ” مؤكدا أن “ليبيا ليست تركيا”.
واعتبر أيضا أن “على أوروبا أن تساند ايطاليا في تحركها ضد المهربين، ما سيتطلب على الأرجح التزاما اكبر في ليبيا”.
وستتفقد المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل مع قادة في الاتحاد الأوروبي أوضاع اللاجئين في منطقة الحدود التركية-السورية غدا السبت. وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن زايبرت اليوم الجمعة في برلين: “الخطوات الأولى تتجه نحو الطريق السليم… لكن لا يزال هناك المزيد لفعله”.
وتتوجه ميركل بعد ظهر غد السبت مع رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك ونائب رئيس المفوضية الأوروبية فرانس تيمرمانس إلى محافظة غازي عنتاب برفقة رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو لتفقد مخيم “نزيب” للاجئين والمشاركة في افتتاح أحد المشروعات الممولة من الاتحاد الأوروبي من أجل الأطفال والأسر في مدينة غازي عنتاب، ثم حضور مؤتمر صحفي في جامعة المدينة.
وفي سياق متصل أشار زايبرت إلى أن الاتحاد الأوروبي يعتزم المساهمة بستة مليارات يورو على نحو تدريجي لتوفير حياة آمنة وكريمة للاجئين في تركيا والمساعدة في إدخال أطفال اللاجئين المدارس، وقال: “تركيا بذلت خلال الأعوام الماضية جهودا كبيرة. نحن نشاركها الآن في الأعباء ونساعد في تحسين مصير اللاجئين”، موضحا أن المعاناة وانعدام الأمل في مخيمات اللاجئين من أسباب مواصلة الفرار، وقال: “نريد المساعدة في القضاء على هذه الأسباب”. (DPA-AFP-DW)[ads3]