دراسة : استخدام الأطفال المفرط للهاتف الذكي قد يسبب ” الحول “
قد يتعدى تأثير استخدام الأطفال المفرط للأجهزة الذكية من هواتف وحواسيب لوحية، الجانب السلوكي والاجتماعي ليؤثر كذلك على أجسادهم بعدة أشكال؛ من بينها المساهمة في إلحاق الضرر بالنظر، ليس بإضعافه فحسب؛ بل أيضاً بالتسبب بحَوَل مؤقت.
في هذا السياق قام باحثون من مستشفى جامعة جونام الوطنية في مدينة سيول، عاصمة كوريا الجنوبية، بإجراء دراسة حول تأثير استخدام الأجهزة الذكية على نظر الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 7-16 عاماً، واتضح من الدراسة أن الأطفال الذين يستخدمون هذه الأجهزة بشكل متكرر ومفرط؛ أي بمعدل 4-8 ساعات يومياً، يكونون أكثر عرضة للإصابة بالحوَل المؤقت.
إلى جانب ذلك، تبيّن أن التأثير يكون أكبر لدى الأطفال الذين يحملون الأجهزة قريباً من وجوههم؛ أي على بعد 2-8 إنشات فقط؛ ممّا يعني أن قرب الجهاز من العينين قد يكون سبباً في تطور الحوَل.
وقال الباحثون لصحيفة “يونهاب” الكورية المحلية، إن هذا النوع من انحرافات النظر لم يكن ملاحظاً في كوريا الجنوبية، إلا أنه أصبح في السنوات الأخيرة شائعاً جداً.
لكن ولحسن الحظ، اتضح كذلك أن هذا الحول الذي يصيب الأطفال يمكن أن يكون مؤقتاً؛ إذ نجح العلاج الطبي والابتعاد عن استخدام الأجهزة الذكية لمدة تقارب الشهرين في إعادة العيون لوضعها الطبيعي بحسب ما نقلت الخليج أونلاين ؛ ممّا يعني أن تدارك الأمر من قبل الأهل ممكن، لكنه يحتاج لرقابة ومتابعة تطبيقه بشكل صارم.
وعليه أوصى الأطباء والباحثون الأهل وكل الجهات المسؤولة عن رعاية الأطفال تحديد وقت استخدامهم للأجهزة الذكية، ومنعهم من الجلوس مطولاً أمام الشاشات المضيئة، إلى جانب حثّهم على استخدامها دون أن تكون قريبة من عيونهم؛ من أجل تخفيف احتمالات الضرر.
وتحديداً أوصى الباحثون ألّا يستخدم الأطفال الأجهزة الذكية أكثر من نصف ساعة بشكل متواصل.
وفي سياق متصل قالت صحيفة الديلي ميل البريطانية إن دراسة أجريت في جامعة بايلور في تكساس الأمريكية، تبين من خلالها أن كثيراً من الطلاب في سن المراهقة يمضون حتى 10 ساعات يومياً باستخدام هواتفهم الذكية. كما أن جزءاً منهم يشعر بالتوتر والارتباك إذا اكتشف أن هاتفه بعيد عن مجال رؤيته.
كما بينت الدراسة أن الطالبات قضين ما معدله 10 ساعات يومياً بين تطبيقات الرسائل والبريد الإلكتروني ووسائل الإعلام الاجتماعي، في حين قضى الطلاب الذكور معدل 8 ساعات يومياً.
وفي استطلاع اشترك فيه 164 طالباً اعتبر 60% منهم نفسه مدمناً على استخدام هاتفه، كما أن المراسلات الفورية كانت صاحبة النصيب الأكبر، إذ يقضون فيها يومياً 94.6 دقيقة، في حين يتصفحون في 48.5 دقيقة البريد الإلكتروني، ويتصفحون في 38.6 دقيقة تطبيق فيسبوك، والاستماع للموسيقى كان له نصيب بـ26.9 دقيقة.
ومن الملفت للنظر أن الألعاب لم تكن مرتبطة بالإدمان على استخدام الهاتف الذكي، في حين أن تطبيقات مثل إنستغرام وبينتتيرست وجد أنها على علاقة بالإدمان.[ads3]