السوريون يكتسبون خبرة في التمييز بين غارات بوتين و بشار الأسد

على الرغم من عدم إعلان موسكو لشنِّها غارات جوية على حلب في الآونة الأخيرة، إلا أنَّ كثافة الغارات الجوية على مدى السنوات الماضية أكسبت المعارضة الخبرة الكافية للتمييز بين غاراتها عن غارات نظام بشار الأسد، بحسب الأسلوب المتبع في شنِّ الطائرات للغارات والارتفاع الذي تلقي منه قذائفها ومدى الدمار الذي تلحقه والاتصالات بين قمرة القيادة والمقر.

وأدانت الولايات المتحدة الأمريكية، الغارات الجوية التي استهدفت يوم أمس مستشفى ميداني في حي السكري بمدينة حلب، ذهب ضحيته 30 شخصا بينهم أطباء، فعلى الرغم من توجيه واشنطن، أصابع الاتهام إلى النظام السوري، إلا أنَّ المعارضة، ذكرت للأناضول أنَّ الغارات شنتها طائرات روسية، أما موسكو فمازالت تلتزم الصمت حيال هذه الهجمات.

واعتادت قوات المعارضة السورية على التفريق بين غارات طائرات النظام السوري التي بدأت استهداف المناطق السكنية منذ بدايات عام 2012 وبين الطائرات الروسية التي بدأت غاراتها في 30 أيلول/سبتمبر 2015.

ويرى معارضون أنَّ طائرات النظام من طراز ميغ-23 وميغ 25 وميغ 29 بالإضافة لقاذفات سوخوي 22- وسوخوي 24، وهي طائرات ليس بإمكانها شنَّ غارات إلا من ارتفاعات منخفضة، ومساحة المناطق المستهدفة عادة تكون واسعة بسبب عدم دقة أهدافها وحملها كميات كبيرة من القذائف.

واتهم النقيب الطيار المنشق عن جيش النظام أحمد إسماعيل أبو ليث في حديثه للأناضول، الطيران الروسي باستهداف المستشفى الميداني في حي السكري بحلب يوم أمس، قائلاً “إن بناء المستشفى قوي جدا، والطيران الروسي هو من استهدفه، فلا تستطيع طائرات النظام استهدافه بهذه الدقة وأن تلحق به هذا الضرر “.

وقال أبو ليث “إن طائرات النظام مضطرة للتحليق على ارتفاعات منخفضة، وبإمكاننا سماع هدير الطائرات، أما الطائرات الروسية، فأدنى طراز في الطيران الروسي هي سوخوي 24، وهي تشن غاراتها بواسطة مقاتلات من طراز سوخوي 30- سوخوي 34 سوخوي 35، وهذه الطائرات مزودة بتكنولوجيا متطورة، وتصيب أهدافها من ارتفاعات شاهقة دون أن تضطر للانخفاض، فعند حدوث غارات روسيَّة، لا نسمع صوتا للطائرات، بل أول ما نسمعه هو صوت انفجار القنابل والصواريخ”.

وذكر أبو ليث أنَّ بإمكانهم أيضا التمييز بين الطائرات الروسية والسورية بالتحقق من نوع القنابل المستخدمة قائلاً:” إنَّ النظام يستخدم قنابل عنقودية تقليدية، أما روسيا فتستخدم قنابل عنقودية مزودة بمظلة”.

كما أكد أبو ليث الذي يقود لواء صقور الجبل التابع للجيش السوري الحر، أنَّ بإمكانهم، بواسطة نظام المراقبة الجوية (أشخاص مخصصون لمراقبة الأجواء) ، من معرفة نوع الطائرات، وإطلاق تحذيرات في المناطق التي ستمر من فوقها، كما أنَّهم تمكنوا في كثير من الأحيان، من اختراق المكالمات التي تجري بين الطيار ومركز القيادة، ومعرفة ما إذا كانت الطائرات روسية أم للنظام، والقاعدة الجوية التي ستتوجه إليها. (ANADOLU)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها