الكشف عن أثر العقاقير على الإنسان دون حقنه بها
ابتكر علماء الفيزياء الحيوية من معهد التقنية والفيزياء في موسكو أسلوبا جديدا يتيح التنبؤ بكيفية تأثير الأدوية والعقاقير على جسم الإنسان بمعزل عن حقنه بها أو تجريبها عليه.
ونشرت مجلة Journal of Chemical Theory and Information العلمية تقريرا يفيد بأن العلماء الروس قد توصلوا إلى طريقة جديدة تتيح التنبؤ بكيفية تفاعل جزيئات الأدوية والمواد السامة مع غشاء الخلية مسبقا دون تعريض الجسم لتأثير التوكسينات أو إجراء أية اختبارات على تلك المواد.
وقال كبير الباحثين في معهد موسكو للتقنية والفيزياء إيفان غوشين بهذا الصدد: “تكمن ميزة أسلوبنا الجديد في أنه يضمن توصيفا عدديا شاملا للتغيرات التي تحدث في الخلية. وبإمكاننا استنادا إلى ذلك مراقبة ورصد حالات جميع الذرات وذلك مع تثبيت الرقم لكل تغير بما يتيح إجراء التحليل الإحصائي”.
ووفق ما اوردت وكالة نوفوستي الروسية ، ولا يزال إجراء النمذجة الرياضية لسلوكيات الجزيئات البيولوجية مهمة بالغة التعقيد والصعوبة إذ يتطلب الأمر وصف حركة كل ذرة من ذرات الجزيء فيما يصل عدد مجموعات الأرقام الخاصة بالجزيء الصغير المتكون من 54 ذرة فقط إلى 156 مجموعة، مما يجعل تحليل وتفسير الكميات الهائلة من البيانات التي يحصل عليها العلماء بالنمذجة أمرا غاية في الصعوبة ويتطلب وقتا طويلا.
وعثر فريق غوشين طريقة مثلى لتبسيط علمية تحليل نتائج النمذجة توفر الحيلولة دون فقدان دقة مواصفات تحركات الذرات من خلال تطبيق أسلوب تحليل المركبات الرئيسية الذي يتيح تحديد أهم البيانات من مجمل المعلومات ما يقلص حجمها مع خفض مستوى الدقة بنسبة 10 بالمئة فقط.
وأجرى العلماء اختبارا لمدى فاعلية أسلوبهم على أحد الجزيئات الدهنية التي تكون غشاء الخلية، حيث تعمل ليبيدات غشاء الخلية على منع دخول أي جزيئات إلى داخلها، بما يمهد لدراسة سلوكيات الليبيدات للتنبؤ بتأثير أدوية مختلفة ومواد سامة على الخلايا والجسم بشكل عام وبالتالي تسريع البحوث للتوصل إلى أدوية جديدة واختبارها.
كما يعتبر العلماء أن أسلوب النمذجة الجديد سيكون مفيدا في دراسة ظاهرة التعمر والتي متعلقة بتغير هيكل غشاء الخلايا كما تشير بعض الدراسات.[ads3]