من سيخلف مصطفى بدر الدين على رأس جهاز حزب الله العسكري ؟
لم يكد غبار التفجير الذي أودى بحياة قائد الجهاز العسكري في تنظيم حزب الله اللبناني مصطفى بدر الدين يهدأ، حتى طرح السؤال عن خليفة رجل حسن نصر الله الأول في سوريا، ليتولى قيادة العمليات العسكرية التي ينفذها الحزب في إطار حربه إلى جانب النظام في دمشق.
وكانت تقارير لبنانية أشارت السبت، إلى أن الأمين العام للحزب عيّن بعد ساعات قليلة من مقتل بدر الدين قيادياً جديداً لخلافته، لتنطلق التكهنات والترشيحات في ظل تكتم الحزب على الأمر.
لكن صُحفاً وتقارير دولية كثيرة لم تتأخر في الدفع باسم قيادي في الحزب قالت إن مصادرها البيروتية أكدت تعيينه على رأس الجهاز الأمني والعسكري للحزب لخلافة بدر الدين، وهو إبراهيم عقيل، أو الضلع الرابع في المربع القيادي الخطير في الحزب، مربع الأشباح أو أمراء الحزب الغامضين.
وعلى غرار بدر الدين الشهير بالشبح، لم تتسرب تفاصيل كثيرة بعد عن سيرة عقيل الذاتية، باستثناء الدور الهام الذي لعبه إلى جانب القيادي الآخر الراحل عماد مُغنية مساعداً ومقرباً منه، ثم دوره في حرب 2006 بين الحزب وإسرائيل، والتي قالت تقارير إنه أمن فيها دوراً هاماً على مستوى الاستخبارات في الجنوب اللبناني أولاً، وفي التنسيق مع الأجهزة السورية والإيرانية بشكل خاص.
مجلس الجهاد
لكن الأجهزة الدولية المختلفة، لم تكن غافلةً عن عقيل وعن دوره في ما يُسمى بـ”مجلس الجهاد” الجهاز الأكثر سرية في حزب الله، الذي يُمثل قمة الهرم العسكري والأمني والاستخباراتي والمالي للحزب وفروعه في لبنان وسوريا والعراق وإيران، وسائر دول العالم.
ورغم سريته المطلقة، إلا أن بعض الشقوق والثقوب في الجهاز سمحت على الأقل بالتعرف على عموده الفقري، الذي خسر في اليومين الأخيرين بدرالدين رأس الجهاز، ليرتقي عقيل حسب صحيفة لافانغوارديا الإسبانية مثلاً إلى قيادته، مدعوماً بكل من فؤاد شكر، وعبد النور شعلان، وهو الثلاثي الذي أدرجه الاتحاد الأوروبي منذ يوليو(تموز) 2015 على قائمته السوداء لمكافحة الإرهاب، والذي ضمّ إلى جانب بدرالدين وعقيل وشكر، الذين يمثلون عسكر الحزب، عبدالنور شعلان، رجل الأعمال اللبناني، الذي يُمثل المدني الوحيد من خارج الجهاز.
وجاء القرار الأوروبي في 2015، بعد صدور قرار مماثل عن وزارة المالية الأمريكية، بسبب الأدوار الخطيرة التي لعبها هذا الرباعي المحوري في الحرب التي يخوضها في سوريا إلى جانب نظام بشار الأسد.
ماضٍ إرهابي
لكن المخابرات الأمريكية لا تكتفي بهذه الاتهامات المالية والسياسية، فتُضيف إلى الاتهامات الموجهة إليه أيضاً مجموعة تُهم تعود إلى أكثر من ثلاثة عقود، أبرزها اختطاف ألمانيين في أواخر الثمانينات في بيروت، وخاصة موجة التفجيرات الإرهابية التي تعرضت لها العاصمة الفرنسية باريس بين فبراير(شباط) وسبتمبر(أيلول) 1986، التي نفذها حزب الله عبر مجلس الجهاد بقيادة مغنية وبدرالدين، وعقيل، وشكر، ومن تنفيذ “لجنة التضامن مع السجناء السياسيين العرب وفي الشرق الأوسط” التي اتهم فيها رسمياً فؤاد علي صالح لفائدة حزب الله، عبر الشبكات الثلاث التي كشفتها التحقيقات لاحقاً، الإيرانية بقيادة أنيس نقاش، واللبنانية، عن طريق الجبهة المسلحة الثورية اللبنانية بقيادة جورج إبراهيم، والأرمنية بقيادة فاراجيان غاربيجان، واجهة الجيش السري الأرمني للتحرير الوطني.
معاقبة فرنسا
وكان للقيادي في الحزب يومها، حسب التحقيقات الفرنسية والدولية، الدور الحاسم في تنفيذ ودعم وإنجاح الهجمات التي ضربت باريس وخلفت 11 قتيلاً وعشرات الجرحى، والتي كانت تهدف إلى الانتقام من باريس بأمر من إيران، بسبب إلغائها مشاركتها في المشروع النووي الإيراني بعد سقوط نظام الشاه في 1979، وخاصةً الدعم العسكري الذي قدمته باريس إلى بغداد بعد اندلاع الحرب العراقية الإيرانية في 1980.
سليم ضيف الله – 24 الإماراتية[ads3]