ميركل و هولاند يحييان ذكرى معركة فيردان
يحيي الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند والمستشارة الألمانية انغيلا ميركل الأحد 29 مايو/أيار، الذكرى 100 لمعركة فيردان في الحرب العالمية الأولى.
وقال هولاند إنه يريد أن يجعل من هذه الذكرى رسالة “لتنوير عالم اليوم” في ضوء تاريخ “انتحار” الأمم التي تسقط في “دوامة النزعة القومية”.
وأضاف: “ما يجب أن ننجزه مع المستشارة لم يعد المصالحة لأنها تمت (…) بل أن نقول معا ما نريد أن نفعله في هذه اللحظة الدقيقة لأوروبا”.
من جهتها، أكدت ميركل التي رأت في دعوتها إلى فيردان دليلا على “ثقة كبيرة”، أن أوروبا تواجه “بدون شك” مهمات صعبة. لكنها أضافت أن أوروبا “حققت ونجحت في الكثير من الأمور أيضا”، مشددة على القدرة الفرنسية الألمانية على “ايجاد تسويات”.
ويشكل حضور 4 آلاف شاب فرنسي وألماني بينهم اثنان يرافقان ميركل وهولاند في موقع دوومون، إشارة إلى الرغبة في نقل ذكرى حرب توفي آخر شاهد عليها في 2008.
وتذكر هذه الخطوة بتلك التي قام بها في 1984 المستشار الألماني والرئيس الفرنسي حينذاك هلموت كول وفرنسوا ميتران في دوومون في مبادرة أصبحت رمزا للمصالحة الألمانية الفرنسية.
وستبدأ مراسم إحياء الذكرى بزيارة المقبرة الألمانية في كونسوفوا كما فعل كول وميتران تماما في 1984. وبعد ذلك سيتوجه هولاند وميركل إلى مدينة فيردان في سابقة لمسؤول ألماني حيث سيطلقان بالونات رسمت عليها حمامة السلام.
وسيبحثان في هذه المدينة على غداء عمل في قضية اللاجئين، إلى جانب مسألة عواقب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي التي ستحسم في الاستفتاء الذي سيجري في 23 يونيو/حزيران.
وبعد زيارة إلى نصب فيردان الذي تم تجديده، سينضم إليهما رئيسا المفوضية الأوروبية والبرلمان الأوروبي جان كلود يونكر ومارتن شولتز لزيارة مقبرة دوومون الهائلة التي تضم بقايا 130 الف جندي فرنسي وألماني.
وفي الوقت نفسه ستقرع الأجراس على بعد بضعة كيلومترات في ذكرى المعركة التي سقط فيها أكثر من 300 ألف قتيل من الجانبين من فبراير/شباط الى ديسمبر/كانون الأول 2016. (AFP)[ads3]
اصدوا يا ثوار الغوطة و الوعر و حماة و حلب كما صمد الفرنسيون-
معركة فردان وقد قتل في هذه المعركة ما يقرب من سبعون ألفا من الجنود الفرنسيين المدافعين عن المدينة[1]. أشهر المعارك واطولها أثناء الحرب العالمية الأولى كانت فردان إحدى أقدم مدن فرنسا، وكانت أرضًا للمعارك منذ أن غزاها أتيلا الهوني عام 450م. تقع فردان على نهر ميوز في الجانب الشمالي من فرنسا على بعد نحو 80 كم من الحدود الألمانية، وقد أدت هذه المدينة، ولمرات عدة، دورًا مهمًا في مقاومة غزو الأعداء.
وقعت أكثر المعارك شهرة أثناء الحرب العالمية الأولى في 21 فبراير 1916م، عندما شنت القوات الألمانية هجومًا خاطفًا عليها. وقد كان الألمان يعتقدون بأن الفرنسيين سيذودون عن مدينتهم حتى مقتل آخر فرنسي، ولكنهم في نفس الوقت كانوا يمنون أنفسهم بأن تكون خسائر الفرنسيين كبيرة جدًا حتى يضطروا إلى الانسحاب من الحرب. واستطاع الفرنسيون أن يواصلوا القتال، وصمدوا بقيادة هنري بيتان، وذادوا ببسالة فائقة عن المدينة مما اضطر الألمان إلى الانسحاب بعد 11شهرًا، ونادى الفرنسيون ببيتان بطلا ًقوميًا. وقد قتل في هذه المعركة ما يقرب من سبعون ألفا من الجنود الفرنسيين المدافعين عن المدينة[1].
وفي أثناء الحرب العالمية الثانية، عام 1940م احتلت القوات الألمانية، وبكل سهولة مدينة فردان وتمكنت الولايات المتحدة الأمريكية من احتلال المدينة مرة أخرى في عام 1944م.