العنصرية تطال ” أجانب ” المنتخب الألماني قبل أيام على كأس أوروبا
استفاقت المانيا على خطاب عنصري متجدد يطال اللاعبين من اصول اجنبية في المنتخب الوطني و”بطله” نائب رئيس حزب البديل من اجل المانيا (اي اف دي) الذي اجبر رئيسه على التدخل للتخفيف من وطأة ما ادلى به.
واستخدم الكسندر غاولاند ركيزة اساسية في المنتخب الالماني وبايرن ميونيخ بشخص المدافع جيروم بواتنغ لشن حملته العنصرية على اللاعبين من اصل اجنبي.
وقال غاولاند لصحيفة “فرانكفورتر الغيماين تسونتاغتسايتونغ” بان الالمان لا يحبذون ان يكون بواتنغ، المولود في برلين من اب غاني، جارا لهم، مضيفا: “يجده الناس بانه لاعب جيد لكن لا يريدون ان يكون بواتنغ جارا لهم”.
لكن غاولاند، البالغ من العمر 75 عاما، عاد وخفف من حدة هجومه العنصري في حديث مع صحيفة “بيلد” حيث قال: “خلافا لما المحت اليه +اف آ اس+ (اي فرانكفورتر الغيماين تسونتاغتسايتونغ)، لم اقم ابدا باهانة السيد بواتنغ. انا لا اعرفه ولا اود ذلك، وبالتالي ليس لدي ادنى فكرة عنه من اجل تخفيض قيمته كشخص”.
وردت صحيفة “فرانكفورتر الغيماين تسونتاغتسايتونغ” بان الصحافيين اللذين اجرا مقابلة مع غاولاند في بوتشدام الاربعاء الماضي يملكان تسجيلا بتصريحاته التي اثارت انتقادات واسعة.
وحاول رئيس حزب البديل من اجل المانيا فراوكه بيتري ان يستوعب حدة الانتقادات الموجهة الى حزبه بسبب هذا التصريح العنصري، قائلا لصحيفة “بيلد” بان غاولاند “لا يتذكر اذا كان ادلى بهذا التصريح”.
واضاف: “بغض النظر عن ذلك، انا اعتذر من السيد بواتنغ عن الانطباع الذي نشأ (نتيجة التصريح)”، ثم كتب في حسابه على موقع تويتر: “جيروم بواتنغ لاعب كرة قدم رائع يستحق عن جدارة موقعه في المنتخب الوطني الالماني. انا اتطلع بفارق الصبر لكأس اوروبا” التي تنطلق في العاشر من الشهر المقبل في فرنسا.
لكن تلطيف الاجواء من قبل بيتري لم يحل دون الهجوم الشرس على حزبه من قبل ساسيين ومسؤولين في كرة القدم وعلى رأسهم رئيس رابطة الدوري الالماني لكرة القدم رينهارد غريندل الذي وصف ما صدر عن غاولاند بان “لا طعم له ببساطة”، مضيفا بان بواتنغ “لاعب ممتاز وشخص مذهل وفاعل على صعيد القضايا الاجتماعية وهو مثال يحتذى به للشبان”.
اما مدير المنتخب الالماني وهدافه السابق اوليفر بيرهوف، فقال بدوره: “هذه ليست المرة الاولى التي نواجه فيها تصريحات من هذا النوع. ليست بحاجة الى اي تعليق. الاشخاص الذين ادلوا بها يشوهون سمعتهم الشخصية بكل بساطة”.
وبدوره استخدم بينيديكت هويديس الذي توج في صيف 2014 بلقب بطل العالم الى جانب بواتنغ، حسابه على موقع تويتر للرد على غاولاند، قائلا في تغريدة مرفقة بصورة لبواتنغ: “اذا كنت تريد الفوز باللقب من اجل المانيا، فانت بحاجة الى جار مثله”.
ومن جهته قال رئيس بايرن ميونيخ كارل-هاينتس رومينيغيه: “لا مكان في الرياضة ومجتمعنا للتمييز بكافة انواعه. يستحق (ان ترفع بوجهه) البطاقة الحمراء”، فيما رأى وزير العدل الالماني هايكو ماس بان تصريحات غاولاند “غير مقبولة ودنيئة”.
واضاف في حسابه على تويتر: “الناس الذين يقولون اشياء من هذا القبيل يكشفون القناع عنهم…”.
وهذه المرة الثانية في غضون اسبوع التي يتعرض فيها اللاعبون من اصول اجنبية للاهانة، اذ اثار اعضاء من الحركة المناهضة للاسلام “بيغيدا” جدلا كبيرا عندما استخدموا فيسبوك لمهاجمة اعضاء المنتخب الوطني من اصول اجنبية.
وتذمر انصار “بيغيدا” من استخدام صور من ايام طفولة لاعبين مثل بواتنغ ومسعود اوزيل واليكاي غوندوغان في حملة تسويقية لاحدى ماركات الشوكولاتة الشهيرة “كيندر”. ( AFP )[ads3]