بعد وعودها باستقبال 20 ألف لاجئ سوري .. بريطانيا تستقبل 1600 لاجئ فقط

بعد التزامها استقبال 20 ألف لاجئ سوري بحلول 2020. أي بمعدّل 4000 سنويا لمدة خمس سنوات، لم تستقبل المملكة المتّحدة سوى 1602 لاجئين في إطار برنامج «إعادة توطين السوريين الأكثر حاجة للمساعدة»، خلال الفترة الممتدة بين أكتوبر (تشرين الأول) 2015 ومارس (آذار) 2016.

وأوضحت أحدث الأرقام الرسمية التي أعلن عنها «مكتب الإحصاءات الوطنية»، أول من أمس، أن أغلب اللاجئين استقبلتهم المجالس المحلية في اسكتلندا، فيما لم تستقبل العاصمة البريطانية سوى العشرات. واستقبلت اسكتلندا ما يفوق 600 لاجئ، بالمقارنة مع 33 فقط في لندن.

ورفضت المتحدّثة باسم وزارة الداخلية التعليق على سؤال «الشرق الأوسط» عن أسباب بطء وتيرة استقبال اللاجئين، مبرّرة ذلك بـ«قرب موعد الاستفتاء حول عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، ما يحتّم على موظفي الدولة الالتزام بالحيادية وعدم التعليق على قضايا سياسية».

وأوضح رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، أمام النواب أن وتيرة استقبال اللاجئين السوريين تعتمد على عاملين أساسيين، الأول يتعلّق بعملية التعريف بالسوريين المؤهلين للمشاركة في برنامج إعادة التوطين البريطاني، التي تقوم عليها لجان الأمم المتّحدة في مخيمات لبنان والأردن. أما العامل الثاني، فيتعلّق بسرعة موافقة المجالس المحليّة على استقبال اللاجئين وإعادة توطينهم.

واستقبلت دائرة كاميرون الانتخابية (ويست أكسفوردشير) نحو 10 لاجئين سوريين خلال هذه الفترة، فيما لم تقبل أي من الدوائر الانتخابية التي يمثلها كبار وزرائه توطين أي لاجئ، وأبرزها دائرة وزير المالية جورج أوزبورن (شرق تشيشر)، ووزير الخارجية فيليب هاموند (رانيميدي)، ووزير العدل مايكل غوف (ساري هيث).

في المقابل، كانت منطقة كوفنتري وسط إنجلترا الأكثر استقبالا للاجئين، إذ احتضنت أكثر من مائتي لاجئ منذ 2014، وفقا لإحصائيات أعلن عنها مجلسها المحلّي. وقال نائب رئيس المجلس، عبدول خان، لصحيفة «الغارديان» البريطانية بهذا الصدد إن المنطقة استقبلت لاجئين كانوا بحاجة إلى مساعدات طبية. وأضاف أن المجلس وافق على استقبال هؤلاء وغيرهم «بسبب المعاناة التي يعيشونها». أما سبير زازاي، رئيس مركز الهجرة واللجوء في المدينة الذي جاء إلى بريطانيا لاجئا من أفغانستان عام 1999، فأكّد أن المجلس لم يتردد في استقبال اللاجئين وأن سكان كوفنتري شاطروا المجلس الرّأي ورحّبوا بمن هم في حاجة إلى المساعدة.

وفي حين أن بريطانيا رفضت المشاركة في نظام الحصص الإلزامي الذي اقترحه الاتحاد الأوروبي، الذي تتقاسم بموجبه الدول الأعضاء آلاف طالبي اللجوء الذين توافدوا إليها، فقد أقرت برنامجا خاصا بها لـ«توطين السوريين الأكثر حاجة للمساعدة». وخلافا لما يتم العمل به في بلدان أوروبا الغربي، فإن بريطانيا قررت إرسال فرق من الخبراء إلى مخيمات اللاجئين في الدول المجاورة لسوريا، وتحديد أكثر اللاجئين «حاجة إلى المساعدة» قبل نقلهم إليها. وتقوم لجان الأمم المتحدة الساهرة على المخيمات باقتراح عدد من «المرشحين» على أساس الحاجة، لكن القرار النهائي يبقى في يد الخبراء البريطانيين وحدهم. (الشرق الأوسط)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

تعليق واحد