ألمانيا : ” مأوى مطار تيمبلهوف ” نصفه فارغ بعد تراجع تدفق اللاجئين

من المفترض ان يكون هذا أكبر مأوى للاجئين في ألمانيا، يتسع لسبعة آلاف شخص. لكن هذه التوقعات لم تتحقق. القدرة القصوى على الاستيعاب للمطار السابق “تيمبلهوف” في برلين حاليا تكفي لـ 2324 لاجئا، مع ذلك – مع استمرار انخفاض عدد اللاجئين القادمين الى ألمانيا – ما زالت نصف اسرّته فارغة.

1303 لاجئين من سوريا، أفغانستان، العراق، مولدافيا وإيران يقيمون في المطار السابق، الذي انشئ في عشرينيات القرن الماضي وتم تحديثه إبان الحكم النازي. مكعبات بيضاء مساحتها 25 متراً، كل منها يحتوي على ما بين 3 الى 6 اسرّة، تملأ 4 من أصل 7 قاعات المطار. في بعضها تسكن عائلات بأكملها، وفي أخرى، تسكن نساء ورجال فرادا مع بعض بشكل عشوائي، بغض النظر عن اختلافهم الديني والقومي.

سرب من الخزائن موجود في كل قاعة، يفصل مكعبات السكن عن المناطق العامة، حيث يجتمع الشباب – غالبيتهم ما زالوا غير قادرين على العمل – بالقرب من مقاعد غير متسقة، في حين ان الأطفال يركضون باحثين عن رفيق للعب. فريق أمني شبه يقظ وعاملون اجتماعيون قلقون يتجولون بينهم، على استعداد للتدخل في حالة الضرورة.

“لا أحد يشعر بالراحة هنا. هذا المكان رحب جداً وهناك كثير من الأولاد يصرخون”، يقول سعيد زكريا، البالغ من العمر 23 عاماً، وهو طالب فيزياء سابق من حلب، وقد وصل الى ألمانيا قبل 10 أشهر. يمكن فعل أكثر بكثير لجعل الحياة أفضل، يقول، لكن منشآت مكتظة وغير ملائمة هي من المشاكل التي يطرحها. “يمكن للطعام أن يكون أفضل والحمامات يمكنها أن تكون أنظف”، يقترح زكريا، “لكن الأجواء هنا جيدة”.

ويعزو أفراد الطاقم هذا التغيير ليس فقط لانخفاض تيار المهاجرين، وإنما للقدرة على التعامل الأفضل التي طورها المسؤولون خلال الأشهر الماضية. “نحن نتعامل مع الوضع بشكل أفضل بكثير من الماضي”، ينوه أحدهم. “جميع المباني الأساسية المتوفرة هنا تعمل”.

مع ذلك، انخفاض عدد اللاجئين في ملاجئ اللاجئين في أنحاء ألمانيا – يصل الى 20% في بعض الأماكن، بحسب وسائل إعلام – هو بالأساس بسبب الانخفاض الحاد في عدد اللاجئين القادمين الى ألمانيا، عقب إغلاق الحدود على طريق البلقان والاتفاق الأخير بين الاتحاد الأوروبي وتركيا.

في شهر آذار/مارس، انخفض هذا الرقم بالثلث مقارنة مع ارقام شهر شباط/فبراير (20,608 مقارنة بـ61,428 في شهر شباط/فبراير) وهذا الانخفاض استمر في شهر نيسان/ابريل، حين تم تسجيل 15,941 لاجئا فقط.

بالمجمل، تم تسجيل حوالي 200 ألف لاجئ هذا العام من قبل مكتب الهجرة واللاجئين الفدرالي الألماني – وهو تغير ملحوظ مقارنة بأوج الأزمة في خريف العام الماضي عندما وصل 181 ألف لاجئ في شهر تشرين الأول لوحده.

في برلين، حيث انخفض عدد الواصلين اليومي من حوالي الألف الى حوالي 40، قام مجلس المقاطعة بتعديل توقعاته: ويتوقع الان وصول 24 ألف لاجئ هذا العام، مقارنة بـ79 ألف في 2015، ودون وجود نقص في عدد الأسرّة، بدأ بإخلاء قاعات رياضية استعلمت خلال فصل الشتاء كملاجئ طوارئ، وتعيدها لاستعمالها الأصلي.

بالإضافة الى ذلك، فإن الطوابير الطويلة التي كانت تستغرق يوماً كاملاً أمام مكتب الصحة والشؤون الاجتماعية في برلين – وهو المحطة الأولى في عملية وصولك كلاجئ – أصبحت شيئاً من الماضي، تقول السلطات، واعدة بتسجيل كل لاجئ خلال 24 ساعة.

“نحن بعيدون جداً جداً عن الأزمة التي شعرنا بها في الخريف”، يؤكد المتحدث باسم المكتب ساشا لانغنباخ، “لكني لن أقول ان الضغط لم يعد كبيراً مثلما كان في السابق. قبل عام واحد كان لدينا 160 شخصاً يعملون على قضايا اللاجئين والان هنالك 800 شخص. لكن في حين ان عددهم تضاعف 5 مرات، إلا ان عدد القضايا انخفض 40 ضعفاً”.

قطرياً، يتوقع مكتب الهجرة واللاجئين الفدرالي ان يعالج أكثر من مليون طلب لجوء هذا العام، العديد منهم تم تقديمها في بعد بدء معالجة طلباتهم.

من جهتها، تؤمن السلطات البرلينية انه مع إضافة المزيد من القوى العاملة وانخفاض عدد الوافدين، فإن سرعة الرد في شهر أيار ستزداد من 2000 الى 5000 طلب معالج شهرياً. لكن هذا سيجلب معه تحديات جديدة: مع نسبة موافقة متوقعة تصل الى 50 عام 2015. هذا العدد يتضمن أكثر من 400 ألف طلب لجوء تنتظر المراجعة، و300 ألف شخص إضافي الذي لم يتم %، فإن الضغط لنقل اللاجئين المعترف بهم من الملاجئ الى شقق سكنية، سيزداد على الأغلب.

للتأقلم مع الوضع الجديد، ينوي المجلس استثمار أكثر من 600 مليون يورو سنوياً لبناء قرى احتوائية وأبنية تدريجية مبنية مسبقاً، وشقق ذات أحجام مختلفة. أعلن لانغنباخ انه خلال الأشهر القادمة، سيتم بناء مباني جديدة تتسع لـ29 ألف شخص.

“هذه هي الخطوة القادمة في عملية تحولك الى عضو في المجتمع الألماني”، يقول شارحاً. “علينا أيضاً ان ندمج هؤلاء الأشخاص في سوق العمل والعثور على أماكن كافية لهم ومعلمي لغة ألمانية ودورات اندماج. لذلك فإن القضية لا تنتهي فقط لأنه في الأسابيع الثلاثة-الأربعة الأخيرة وصل 25 شخص يومياً – ما زال علينا التعامل مع 65 ألف شخص الموجودين حالياً في برلين، وهذا سيستغرق سنوات”.

لا توجد ضمانات أيضاً بأن هذا الانخفاض سيستمر، يذكر لانغنباخ. “لا يهم أي طريق سيغلق، فإن الناس سيعثرون على طريق للوصول الى أوروبا، لذلك علينا ان نكون حاضرين. السنة الماضية كنا متفاجئين، لكن هذا لن يحصل ثانية”. (i24News)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها