علماء يطرحون مشروعاً لتخليق ” جينوم بشري ” اصطناعي
طرحت مجموعة من العلماء يوم الخميس مشروعا طموحا لتخليق جينوم بشري اصطناعي أو خريطة جينية في مسعى سيثير مخاوف بشأن مدى إخضاع الحياة البشرية للهندسة الوراثية.
ويهدف المشروع الذي جاء نتيجة اجتماع لعلماء الشهر الماضي في جامعة هارفرد إلى تخليق الجينوم الاصطناعي واختباره في خلايا بالمعمل خلال عشرة أعوام. وكشف الخبراء المشاركون في المشروع النقاب عن مساعيهم في دورية ساينس.
وقد يجعل الجينوم البشري الاصطناعي من الممكن خلق البشر دون وجود أبوين بيولوجيين. وسينطوي الأمر على استخدام مواد كيماوية لتخليق الحمض النووي الموجود في الكروموسومات البشرية. ويثير هذا احتمال تخليق البشر بالطلب بصفات جينية محسنة.
ويقول العلماء إن هذا ليس هدفهم ويقولون إن التطبيقات المحتملة للجينوم الاصطناعي تتضمن تطوير أعضاء بشرية يمكن زراعتها وهندسة المناعة ضد الفيروسات ومقاومة السرطان وتسريع وتيرة تطوير اللقاحات وتطوير الأدوية باستخدام الخلايا والأعضاء البشرية.
واقترح العلماء تدشين ما سموه مشروع الجينوم البشري في وقت لاحق هذا العام. ويقر العلماء بأن مشروعهم مثير للجدل ويقولون إنهم سيسعون لإشراك الجماهير وسيضعون في حسبانهم التداعيات الأخلاقية والقانونية والاجتماعية.
وقال العلماء إنهم يأملون الحصول على مئة مليون دولار في صورة تمويل عام وخاص لتدشين المشروع هذا العام ويتوقعون أن تقل التكلفة الإجمالية للمشروع عن ثلاثة مليارات دولار وهي تكلفة المشروع الأصلي للجينوم البشري الذي رسم للمرة الأولى خريطة كاملة للحمض النووي البشري.
وقال العلماء وعددهم 25 بقيادة جيف بويك المتخصص في علم الوراثة من مركز لانجون الطبي بجامعة نيويورك في دورية ساينس إن المشروع الجديد سيتضمن “هندسة للجينوم بالكامل لخطوط الخلايا البشرية والكائنات الحية الأخرى ذات الأهمية للزراعة والصحة العامة أو تلك التي تكون هناك حاجة لها لتفسير الوظائف الحيوية البشرية.”
وتضم المجموعة علماء من مؤسسات مثل كلية الطب بجامعة هارفرد ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ومختبر لورنس بيركلي الوطني الحكومي وكلية الطب بجامعة جونز هوبكنز وجامعة ييل وجامعة إدنبره وجامعة كولومبيا وجامعة واشنطن ومجموعة أوتوديسك بايو نانو للأبحاث وجهات أخرى.
وقالوا إن تخليق الجينوم هو “امتداد منطقي” لأدوات الهندسة الوراثية التي تستخدم بأمان في قطاع التكنولوجيا الحيوية منذ نحو 40 عاما وإنها “قدمت مكاسب اجتماعية مهمة.”
وقال علماء غير مشاركين في المشروع إن لهذا العمل منافع محتملة منها معرفة وظائف الأجزاء المختلفة من الجينوم التي لا تزال غامضة والمساعدة في فهم أفضل لكيفية تنظيم الجينات ولماذا يوجد تفاوت جيني كبير بين البشر. ( reuters )[ads3]