مخيم ” إيدوميني ” جديد ينشأ على حدود صربيا و هنغاريا !

قد يكون طريق البلقان مغلقا رسميا، إلا أن هذا لا يمنع اللاجئين من محاولة الوصول إلى صربيا عبر مقدونيا وبلغاريا. ويصل يوميا إلى بلغراد 200 وحتى 300 شخص، غالبيتهم من أفغانستان وسوريا وباكستان وبعض الدول الإفريقية. وحسب منظمات إنسانية، فإن تدفق اللاجئين في “تزايد مستمر” في الأسابيع الأخيرة. وكثير من هذه المنظمات أعادت فتح مكاتبها في حدائق عامة بالقرب من محطة الحافلات الرئيسية، حيث يتجمع اللاجئون ويحاولون من هناك عبور الحدود المجرية أو ينتظرون مهربين لتهريبهم.

هناك، عند محطة الحافلات، توجد منطقة خضراء يطلق عليها اسم الحديقة السورية، وفي جهة مقابلة توجد الحديقة الأفغانية. وتتواجد الشرطة في المكان وتحاول منع اللاجئين من النوم على العشب أو نصب خيامهم. ومعظم اللاجئين يبيتون ليلهم في مركز للاجئين في “كرنياتشا” (Krnjača)، بالقرب من بلغراد.

وتوجد حافلتان تنقلان من يرغب إلى المركز خارج المدينة، حيث يحصلون هناك على مكان للنوم والطعام والاستحمام إضافة إلى خدمة “الواي فاي” (الانترنت اللاسلكي).

الياسين، شاب أفغاني عمره 26 عاما، لم يتمكن هو ورفاقه من ركوب آخر حافلة، وجلسوا يتشاورون فيما عليهم فعله خاصة وأنه لا يسمح لهم بالنوم في الحديقة، ولا يملكون المال الكافي للنوم في فندق. “وصلنا من بلغاريا قبل يومين، وسمعنا أنه يمكننا البقاء في وسط بلغراد بدون أن يطلب منا أحد رؤية أوراقنا الثبوتية، لذا قررنا المجيء إلى هنا. استرحنا في مأوى اللاجئين وأردنا مشاهدة المدينة. بلغراد جميلة وقضينا فيها وقتا ممتعا ونحن آسفون لأن آخر حافلة انطلقت بدوننا”، يقول الياسين لـDW.

الياسين ورفاقه، ومعظمهم دون سن الثامنة عشرة، غادروا قريتهم في أفغانستان، التي تسيطر عليها حركة طالبان وسافروا معا عبر إيران وتركيا وبلغاريا وصربيا وعبروا حدود هذه الدول بشكل غير مشروع.

وأوضح الياسين: “قريتنا هي معقل طالبان الأكثر تحصنا، ولم يكن لدينا خيار آخر سوى مغادرة وطننا بحثا عن حياة أفضل، وأن نتعلم ويتم احترامنا كبشر وأن نعمل لكي نساعد عائلاتنا. أعرف أنني لن أحقق هذا كله دفعة واحدة، لكنني سأحاول. ورحلتي هذه لن تكون صعبة مثلما هي الحياة في أفغانستان”. وتابع اللاجئ الأفغاني إن رحلتهم ربما كانت ستكون أسهل لو تمكنوا من دفع أموال للمهربين وأضاف: “أخبرنا رجال في مأوى اللاجئين، أن المهربين يطلبون 1500 يورو لتهريب الشخص الواحد إلى الاتحاد الأوروبي. نحن لا نملك هذا المبلغ وعلينا إيجاد طريق خاص بنا، تماما كما فعلنا حتى الآن”.

وفي أثناء الحديث مع الياسين جاء شاب وقطع الحديث قائلا إنه عثر على طريقة يصلون من خلالها إلى مخيم اللاجئين؛ فتحول الحزن على وجوه اللاجئين إلى ابتسامة، وقالوا لفريق DW: “إلى اللقاء”، ثم ساروا خلف ذلك الشاب.

يعيش حوالي 1400 لاجئ في صربيا حاليا حسب بيانات مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة. ويحاول معظمهم الوصول إلى المجر بالحافلات أو بمساعدة المهربين. وبعد إقامة قصيرة في “سوبوتيتسا” (Subotica) ينتقل المهاجرون إلى “هورغوس” (Horgos)، حيث يوجد مخيم صغير، في منطقة لا يحرسها أحد. أكثر من 300 مهاجر قضوا عطلة نهاية الأسبوع الماضي في خيم مؤقتة جهزوها من البطاطين وفروع الأشجار على طول الحدود المجرية، شديدة التحصين، وينتظرون بفارغ الصبر العبور إلى أراضي الاتحاد الأوروبي.

أحد هؤلاء هو محمود، 17 عاما، والذي جاء من أفغانستان برفقة 12 شخصاً من عائلته: “وصلنا إلى هنا قبل 20 يوما وما زلنا ننتظر الدخول إلى المجر. لا توجد إجراءات مشددة. والسلطات المجرية تسمح بالدخول لمجموعات صغيرة من 15 شخصا، غالبيتهم عائلات مع أطفال صغار. وهذا عدد قليل مقارنة بالمئات المتواجدين هنا”.

يوما عن يوم يزداد عدد اللاجئين في المخيم الحدودي، وقد أطلقوا عليه اسم “إيدوميني الصغير”، لأن ظروف المعيشة فيه لا تختلف كثيرا عن الظروف الصعبة، التي كان يعيشها اللاجؤون في المخيم اليوناني الشهير على حدود اليونان مع مقدونيا. إذ لا توجد مراحيض ولا حمامات واللاجؤون يعتمدون فقط على ما تقدمه المنظمات الإنسانية من مساعدات كالطعام والشراب والملابس النظيفة.

محمود وعائلته دفعوا حتى الآن أكثر من 35 ألف يورو لمهربي البشر من أجل الوصول من أفغانستان إلى هنا “لقد بعنا كل ما نملك في أفغانستان بما في ذلك منزلنا. يجب أن نواصل طريقنا إلى الاتحاد الأوروبي بأسرع وقت ممكن. وحتى ولو أعادتنا الشرطة المجرية، فسوف نحاول العبور عن طريق رومانيا، لن نستسلم حتى نصل إلى سويسرا”، يقول محمود. (DW)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها