شركة ” SAP ” تدرّب لاجئين سوريين على هندسة الكومبيوتر في تركيا

اغتنمت شركة «إس إيه بي» SAP العالمية للمعلوماتية، فرصة انعقاد «القمة العالمية للعمل الإنساني» World Humanitarian Summit التي استضافتها اسطنبول في أواخر آيار (مايو) 2016، المنصرم، لتطلق مبادرة من شأنها رفع المستوى الإنساني لعيش آلاف المهجرين السوريين في الشرق الأوسط وتركيا. وخلال القمة التي كانت أولى تاريخياً وحضرها 800 مشارك بينهم 55 رئيس دولة، كشفت «إس إيه بي» أنها أبرمت عقد شراكة مع «المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين»، تقضي بتدريب ما يزيد على عشرة آلاف مهجر سوري في الشرق الأوسط وتركيا على برامج كومبيوتر تتصل بالاقتصاد الرقمي E-economy. وبينت الشركة أيضاً أن تدريب آلاف الأيدي على تلك البرامج يساعد الدول التي تستضيفها، ما يعني أن هؤلاء المهجرين لا يبقون عبئاً على الدول المضيفة بل يصبحون عنصراً مساهماً في تقدم الاقتصاد الرقمي فيها.

وحاضراً، يواجه العالم أسوأ أزمة هجرة ولجوء منذ عشرينات القرن الماضي. وفي سياق تلك الأزمة، تستضيف الأردن وتركيا ولبنان ومصر قرابة خمسة ملايين سوري أرغمتهم ظروف الحرب في بلداهم على مغادرتها.

وأفادت «إس إيه بي» بأن تقنييها واختصاصييها سيرعون «أسبوع البرمجة للاجئين» Refugee Code Week بين 15 و 23 تشرين الأول (أكتوبر) 2016. ويتضمن هذا الأسبوع التقني عقد مئات ورش العمل والدورات التدريبية المجانية على برامج الكومبيوتر. ويركز التدريب على الأطفال والشباب السوريين المهجرين ممن تتراوح أعمارهم بين 8 و24 سنة. ويمثل «أسبوع البرمجة للاجئين» استجابة من شركة «إس إيه بي» لنداء أطلقته «مفوضية شؤون اللاجئين» إلى القطاع الخاص، حضته فيها على المشاركة في تحمل أعباء استضافة السوريين المهجرين إلى بلدان بات كاهلها مثقلاً بأعباء النهوض بالواجبات الإنسانية حيال اللاجئين إليها هرباً من الجحيم السوري.

وفي شرحها تفاصيل مبادرتها تقنياً، بينت شركة «إس إيه بي» أن التدريب يقضي بأن يتعلم المشاركون الصغار في البرنامج، البرمجة الرقمية بواسطة منصة «سكراتش» Scratch المبسطة، فيما يتدرب الشباب على طرق بناء المواقع الإلكترونية على الـ «ويب» باستخدام برمجيات «آتش تي أم آل» HTML و «سي إس إس» CSS، و «جافا سكريبت» Javascript، و «بي آتش بي» PHP، و «إس كيو إل» SQL. كما يتضمن الأسبوع التقني ذاته، تدريباً أولياً على برنامج ذكي صنعته شركة «إس إيه بي» خصيصاً لإدارة الأعمال على الإنترنت، ويحمل اسم «بيزنس وان بيزنس»Business One Business.

وضمن أفق المبادرة ذاتها، أوضحت «إس إيه بي» أيضاً أن الباب مفتوح أمام إمكان أن يصبح بعض المشاركين في التدريب، مهندسين في الكومبيوتر. إذ تعتزم الشركة إطلاق نوع من «معسكر تدريب» لمدة 15 أسبوعاً للتدريب على هندسة الكومبيوتر. وحاضراً، تنكب «إس إيه بي» على تدريب الأساتذة الذين سيتولون مختلف أنواع التدريب على البرمجة وهندسة الكومبيوتر. وكذلك تعمل على إطلاق منصة تفاعلية مفتوحة تسمى «أوبن ساب بلاتفورم» OpenSAP Platform، تحتوي دورات ومقررات تعليمية، تكون موضوعة في شكل مفتوح أمام الجمهور.

وفي السياق، بينت «إس إيه بي» أن «أسبوع البرمجة للاجئين» يعتبر ركيزة أساسية في برنامجها لمساعدة اللاجئين عالمياً. وتنظم الشركة ذلك البرنامج بالتعاون مع» المفوضية السامية لشؤون اللاجئين»، وهو يستند إلى النجاح الذي شهده «أسبوع إفريقيا للبرمجة» في العام 2015 الذي أثمر تدريباً لقرابة 89 ألف شاب في 17 بلداً إفريقياً.

وفي المناسبة، أوضح حسام شاهين، وهو كبير مسؤولي الشراكات مع القطاع الخاص في «المفوضية السامية لشؤون اللاجئين» في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أن «أسبوع البرمجة للاجئين» يشكل «مثالاً عملياً على الدور الذي يمكن الشركات من خلاله التأثير إيجاباً في حياة اللاجئين» وفق كلماته. ولفت شاهين إلى أن المهارات التي يمكن إكسابها للاجئين الشباب في تقنية المعلومات والاتصالات «تفتح أمامهم فرص عمل واسعة، وتضفي مزيداً من القيمة على اللاجئين أنفسهم وعلى المجتمعات المستضيفة لهم»، وفق كلماته أيضاً.

وأضاف شاهين: «يمثل «أسبوع البرمجة للاجئين» خطوة فريدة من نوعها من شأنها أن تضع مسألة تعليم اللاجئين مهارات تقنية المعلوماتية، في صلب البرامج التعليمية المقدمة لهم. ويتحقق ذلك بفضل تمكين كل فرد في المجتمع، بدءاً من الآباء والأمهات والمعلمين والمتطوعين والأطفال، وصولاً إلى المؤسسات التعليمية كالجامعات والمعاهد والمدارس، والمنظمات غير الربحية، من أدوات التعلم واكتساب المهارات. وما من شك في أن تسليح آلاف اللاجئين الشباب بالمهارات العالية التي تناسب سوق العمل، سيفتح أمامهم أبواباً لفرص كثيرة، إضافة إلى إكسابهم الثقة بأنفسهم». (الحياة)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها