الحريري ينهض و ” حزب الله ” يصرخ

لم يعد خافياً على أحد أن الرئيس سعد الحريري عازم على المضي قولا وفعلا في مواجهة الازمة التي يواجهها تيار “المستقبل” سياسيا وماليا وهذا ما بدأ يخرج الى العلن على لسان الحريري في الافطارات الرمضانية التي يرعاها مباشرة. وفي المقابل، تصاعد احتجاج “حزب الله” على بدء تطبيق العقوبات المصرفية الاميركية بحقه محمّلا الحكومة والمصرف المركزي مسؤولية ما سمته كتلة الحزب النيابية “حماية سيادة لبنان واستقراره النقدي والاجتماعي”.

من واكب الصعوبات الهائلة التي واجهها الحريري على مدى شهور عدة خلت لم يجده مرة متخليّا عن فضيلة الكتمان والسعي الى حلول من دون رمي المسؤولية على أية جهة، مع الاعتراف بأن زمن الوفرة قد انتهى وبدأ زمن الندرة الذي يتطلب تطابقا بين الانفاق والامكانات وهو ما يمضي اليه الحريري الان. في المقابل، لم يكن “حزب الله” الغارق في حرب سوريا في حالة يحسد عليها. فعلى رغم طوق الكتمان تفيد المعلومات من بيئة الحزب انه اضطر الى خفض المخصصات التي تتلقاها عناصره لقاء الالتحاق للقتال في سوريا من نحو ألفي دولار شهريا لكل عنصر الى بضع مئات من الدولارات فقط، فيما صار معلوما أن التنظيمات التي تدور في فلك الحزب فقدت معظم الاعانات المالية التي كانت تتلقاها منه.

قد لا يطول الوقت حتى يخرج الحريري من أزمته المالية في وقت يجهد الى وضع حد لأزمته السياسية التي تتركز الان على إيجاد توازن بين التباينات التي عصفت بتياره خلال الانتخابات البلدية الاخيرة. لكن “حزب الله” في وضع مأزوم ماليا وسياسيا ولا يبدو من سلوكه انه في مسار حل بل هو في مسار يزداد تأزّما. ففي موضوع العقوبات المصرفية، هناك حالة قلق عارمة في بيئته المذهبية التي تخشى دفع أثمان هذه العقوبات بسبب تعاطفها معه. أما على المستوى السياسي، فهناك ارتباك كبير داخليا في التعامل مع ملف الرئاسة الاولى أدى الى تكليف نائب الامين العام الشيخ نعيم قاسم المجاهرة بأن “لا جديد بعد، وقد نصل الى الانتخابات النيابية (أيار المقبل) من دون رئيس…”. وبمثل هذا الارتباك الداخلي هناك ارتباك في الميدان السوري. فبعد معلومات أفادت عن تباين حاد بين موسكو وطهران في إدارة ملف الحل، جاء اللقاء الثلاثي الذي جمع هذا الاسبوع وزراء دفاع روسيا وإيران والنظام السوري في العاصمة الايرانية ليؤكد ان الكلمة الروسية هي العليا وهو ما عبّر عنه وزير الدفاع الايراني بقوله: “إننا نوافق على وقف إطلاق نار مكفول ومضمون…”خلافا لما كان الحرس الثوري الايراني وقائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني يرددانه من أن “إنتصاراً إلهياً” على وشك الحصول في حلب.

لبنان الآن وحتى إشعار آخر بين “فكيّ كماشة” حسب رؤية “حزب الله” هما العقوبات المصرفية الاميركية والانضباط الامني. وفيما ينطلق الحريري في إفطاراته، نجد السيد حسن نصرالله صائما حتى عن شاشات رمضان.

احمد عياش – النهار[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

تعليق واحد