برمجيات منع الإعلانات تهدد خزائن ” غوغل ” و ” فيس بوك “

تواجه سوق الإعلان العالمي على الإنترنت تهديداً متصاعداً بسبب البرمجيات التي تكافح ظهور الإعلانات، والتي انتشرت أخيراً خاصة على الهواتف النقالة الذكية، وهو ما أدى إلى تراجع إيرادات الشركات التي تعتمد على تقديم خدمات الإعلان على الإنترنت، والتي باتت تواجه تهديداً حقيقياً، مثل شركة “غوغل” و”فيسبوك” وغيرهما من الشركات العملاقة التي تعتمد على الإعلان الإلكتروني.

وتبين من تقرير جديد لشركة “بيج فير” الإيرلندية، وهي شركة عالمية متخصصة في سوق الإعلانات على الإنترنت، أن واحداً من بين كل خمسة هواتف نقالة ذكية في العالم أصبح مثبتاً عليه برنامج لمكافحة ظهور الإعلانات خلال تصفح الإنترنت، أي أن 420 مليون هاتف ذكي في العالم يقوم أصحابه بحجب الإعلانات الإلكترونية، الأمر الذي يشكل تهديداً لإيرادات الشركات التي تعتمد على هذا النوع من الإعلانات.

ووفقاً لقناة العربية ، يأتي هذا التقرير ليشكل ضربة لسوق الإعلان على الإنترنت التي تشهد انتعاشاً كبيراً، بل إنها سجلت طفرة غير مسبوقة منذ سنوات، حيث يظهر من خلال الإقبال على هذه التطبيقات أن أغلب الإعلانات التي تظهر للمستخدمين تشكل ازعاجاً بالنسبة لهم.

وقال تقرير لجريدة “نيويورك تايمز” الأميركية، إن التطبيقات التي تحظر ظهور الإعلانات تسببت في انقسام على مستوى العالم في مجال الإعلان الإلكتروني، حيث يقول المؤيدون لهذه التطبيقات إنها تتيح للمتصفحين الوصول بسرعة وبسهولة إلى المحتوى على الإنترنت دون إجبارهم على تحمل إعلانات قد تكون مزعجة أو غير مهمة بالنسبة لهم. أما المعارضون لهذه التطبيقات، خاصة الشركات المستفيدة من الإعلان، فيقولون إنها تمثل انتهاكات للشروط التي وافق عليها المستخدم عند دخوله إلى المواقع الإلكترونية للوصول إلى المحتوى والمواد المنشورة.

وتشير “نيويورك تايمز” إلى أن برمجيات حجب الإعلانات وحظر ظهورها تشهد انتشاراً أكبر ورواجاً في الأسواق الناشئة، حيث أنها أسواق يعتمد فيها المستخدمون على الهواتف النقالة أكثر من استخدامهم لأجهزة الكمبيوتر والإنترنت التقليدي.

وبحسب البيانات التي توردها الصحيفة الأميركية فإن 36% من المستخدمين في منطقة آسيا والباسفيك يستخدمون تطبيقات تحظر ظهور الإعلانات على متصفحات الإنترنت الموجودة على هواتفهم النقالة، أما في الهند وإندونيسيا اللتان تعتبران الأسرع نمواً على مستوى العالم في مجال استخدام الإنترنت والتسوق من خلاله، فإن نحو ثلثي المستخدمين فيهما يقومون بحجب الإعلانات، وهو ما يهدد سوق الإعلان الإلكتروني هناك على الرغم من النمو الكبير في سوق الإنترنت عموماً.

وقالت الرئيسة التنفيذية لشركة “بيج فير” سين بلانكفيلد إن “النتائج التي توصلت إليها الشركة كانت مفاجئة، بسبب أن الغرب عادة لا يكترث بما يجري في الدول النامية”، مشيرة إلى أن “المسألة مسألة وقت حتى تصل تقنيات حجب الإعلانات إلينا نحن في الغرب”.

ونقلت جريدة “نيويورك تايمز” عن باتريك كين، المدير التنفيذي لشركة “برايور داتا”، تفسيره لظاهرة حجب الإعلانات في الأسواق الناشئة بقوله إن “الأمر يندرج في إطار محاولات المستخدمين تقليل استهلاكهم للإنترنت وإنفاقهم عليه”، مشيراً إلى إن “هذه البرمجيات تجعل تصفح الإنترنت أسرع وكمية البيانات التي يقوم المستخدم بتنزيلها من هاتفه النقال أقل”.

وبينما تنتشر برمجيات منع الإعلانات في الأسواق الناشئة، فإن تقرير شركة “بيج فير” يقول إن 4.3 مليون أميركي فقط يستخدمون هذه البرمجيات، وهو ما يمثل 2.2% فقط من مالكي الهواتف النقالة الذكية، بينما يوجد في الصين وحدها 159 مليون مستخدم يضعون هذه البرمجيات على هواتفهم النقالة.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها