روبرت فورد : سياسة أوباما في سوريا أحبطتنا .. و إن لم تتوحد المعارضة فستتفكك الدولة

أجرت مجلة “نيويوركر” الأميركية مقابلة مع روبرت فورد، آخر سفير أميركي خدم في سوريا، تطرق فيها لأمور عديدة.

في البداية، شدد فورد على حقيقة وصول درجة الإحباط منتهاها داخل اروقة وزارة الخارجية بسبب السياسة التي تتبعها الإدارة، لاسيّما وأن المساعي المفترض أن تتم لوقف الأعمال العدوانية قد انهارت تمامًا. فضلًا عن أن التفجيرات التي تتعرض لها المستشفيات في حلب وإدلب تمثل خرقًا لكل المعايير الإنسانية، وذلك بخلاف التفجيرات التي تتم باستخدام البراميل المتفجرة وكذلك الأسلحة الكيميائية.

وأضاف أن الجهود التي تُبذَل بغية التوصل لاتفاق سياسي تواجه طريقًا مسدودًا، خاصة وأن حكومة الأسد ترفض تقديم أية تنازلات حقيقية، في الوقت الذي يكتفي فيه الجانب الأميركي بمشاهدة ما يحدث.

واعتبر فورد، بحسب ما أوردت صحيفة “إيلاف” السعودية نقلاً عن المجلة، أن الشكوى التي تم تقديمها مؤخرًا ما هي إلا انعكاس للإحباط الذي يتملك المسؤولون عن تنفيذ السياسة على أرض الواقع، تلك السياسة التي تشهد إخفاقًا الآن ويُتوقع لها أن تواصل الإخفاق مستقبلاً، على حد تعبيره.

كما لفت فورد إلى أنه يستشعر من الشكوى التي قدمها الدبلوماسيون وجود خلاف حاد مع التكتيكات التي تتبعها أو لا تتبعها إدارة أوباما، حيث يرى الدبلوماسيون أن الإدارة بحاجة لإعادة النظر في التكتيكات التي تنتهجها من أجل زيادة الضغط على الأسد، خاصة بعد أن تعلّم الجميع مما حدث في العراق أن تغيير النظام ليس الطريقة التي يمكن أن تفيد في تحقيق تغيير سياسي ايجابي، كما أنه يجب أن تكون هناك مساحة للتفاوض بين المعارضة والحكومة في حالة نشوب حرب أهلية في البلاد.

وعما إن كان يُحَمِّل الرئيس أوباما مسؤولية ذلك الإخفاق، قال فورد إنه لا يريد أن يلقي باللوم على أحد، لاسيما وأن هناك خلافات قائمة منذ فترة طويلة داخل الإدارة بخصوص الطريقة التي يجب التعامل من خلالها مع الأزمة في سوريا، مشددًا في الوقت عينه على أن مسألة عقد الآمال على بعض الأمور لا يمكن أن تكون سياسية، كما لفت إلى عدم وجود أي خلافات بينه وبين جون كيري، وأنه يتفهم ضرورة العمل لزيادة الضغط على الأسد ومن ثم الوصول لحل سياسي.

ورأى فورد أن الحرب في سوريا قد تصاعدت وتحولت من انتفاضة شعبية تطالب بإحداث تغييرات في الأجهزة الأمنية السورية إلى صراع دولي استقطب قوى إقليمية وعالمية ودمّر أجزاء كبيرة من سوريا وأدى إلى زعزعة استقرار بعض البلدان في أوروبا، وتسبب كذلك في تكوّن الشكل الأكثر خبثاً للتطرف الإسلامي حتى الآن.

وعن الرؤية التي يدعمها في الوقت الحالي، قال فورد إنه يؤيد السعي لإحياء جهود تأمين المفاوضات الخاصة بتشكيل حكومة جديدة مع الالتزام بالصبر الاستراتيجي في مواجهة تنظيم داعش، وذلك مع الأخذ في الاعتبار أن التركيز على داعش لن يطمئن عدداً كافياً من السنة السوريين في ما يتعلق بتقديم حل مستدام على المدى الطويل لهذا التحدي الذي يمثله تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، لاسيما وأن السنة في سوريا يرون أن حكومة الأسد تمثل مشكلةً أكبر من داعش.

وأشار فورد إلى أن الأسد ليس على استعداد للدخول في مفاوضات من أجل وضع الخطوط العريضة لعملية انتقال سياسي، طالما يتصور أن بمقدوره تحقيق الانتصار عسكريًا، حتى إن استغرق ذلك 20 عامًا.

وعما إن كان يرى أن بمقدور المعارضة الفوز في نهاية المطاف، قال فورد إن السؤال الحقيقي هو: هل للمعارضة أن تتوحد بدرجة كافية تسمح لها بتقديم برنامج بديل مناسب ومقنع؟ .. ليتابع بتأكيده أن هناك مؤشرات عديدة تبين إمكانية توحيد المعارضة لصفوفها، مع ضرورة وجود تنسيق بين الرعاة الأجانب بشأن الطريقة التي يجب أن تعمل بها قيادة المعارضة الموحدة.

وعما إن كان هذا الصراع سيغيّر ملامح الشرق الأوسط، قال فورد إنه لم يتم الوصول لتلك النقطة التي بات بموجبها سيناريو تفكك الدول نتيجة مؤكدة، على الرغم من صعوبة الأوضاع بالنسبة لسوريا والعراق في ما يخص الحفاظ على وحدتيهما.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

‫4 تعليقات

  1. عائلة فورد من اعرق العائلات اليهودية الصهيونيه في امريكا.

  2. أوباما خان الأمانة للأسف. وقدم قيمه الشيعية التي يخفيها . على قيم امريكا . و ساعد إيران و اذل امريكا .

  3. أوباما أسقط القذافي لأنه ليس شيعيا. لكنه ترك الاسد يقتل الأبرياء لأنه علوي . الموضوع واضح جدا .

  4. شو هالمسرحية الجديدة، أمريكا عم تضحك بعبها على يلي صاير، الطرفين لازم يتم عم يقتلو بعض، ممنوع طرف يطغى على طرف . ولو أن امريكا تحبذ الأسد لكن بذكاءها بتعرف أنو مالو خبز بمستقبل سورية، فالأفضل يضل الطرفين عم يقتلو بعض لنوصل لمرحلة نفرض شروطنا كاملة.