ترامب : خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ” أمر رائع “
صرح المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأمريكية دونالد ترامب الجمعة أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أمر “رائع”، وذلك عند وصوله إلى إسكتلندا التي أعلنت أنها ترى مستقبلها “داخل” الاتحاد بعد الاستفتاء البريطاني. وهذه الزيارة هي الأولى إلى الخارج التي يقوم بها قطب الأعمال الملياردير منذ أصبح المرشح الوحيد للحزب الجمهوري في السباق إلى البيت الأبيض.
وقال ترامب للصحافيين بعدما حطت مروحيته في تورنبوري على الساحل الغربي الإسكتلندي “أعتقد أنه أمر عظيم وسيكون استثنائيا. إنه أمر رائع”. وتابع قائلا إن البريطانيين “استعادوا زمام الأمور في بلادهم”. ويفترض أن يدشن ترامب صباح الجمعة ملعبا للغولف في المدينة ثم يعقد مؤتمرا صحفيا قرابة الساعة 11,00 ت غ.
ويعتزم ناشطو مجموعتي “إسكتلندا ضد ترامب” و”قفوا ضد العنصرية في إسكتلندا” التظاهر احتجاجا على قدوم الملياردير الذي أثار صدمة في أوروبا بعد تصريحاته حول المسلمين والهجرة. وقال القيادي في حركة “قفوا ضد العنصرية” كير ماكيشني إن “إسكتلندا بلد تقدمي ومتسامح ومتعدد الثقافات. سنكافح الانقسام الديني الذي يمثله دونالد ترامب وليس مرحبا به هنا”.
ويتوجه ترامب بعد ذلك إلى أبردين (شرق) لزيارة أحد النوادي التي يملكها حيث سيكون بانتظاره متظاهرون آخرون. وذهب ديفيد مايلن (51 عاما) إلى حد رفع علم مكسيكي فوق منزله الواقع مقابل ملعب الغولف في “تعبير عن التضامن مع كل الذين أهانهم ترامب”، على حد قوله.
وكانت السلطات في إسكتلندا حيث تتحدر والدة ترامب قد نأت بنفسها عن المرشح الجمهوري منذ كانون الأول/ديسمبر بعد اقتراحه إغلاق الحدود الأمريكية مؤقتا أمام المسلمين بسبب التخوف من التهديدات الإرهابية. وواجه ترامب انتقادات واسعة في المملكة المتحدة بعد أن هاجم المكسيكيين ووعد ببناء سور على الحدود مع المكسيك لمكافحة الهجرة السرية.
“كلنا متحدون ضده”
ووصف رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون تصريحات ترامب بأنها “غبية وخاطئة”. وقال “إذا جاء (ترامب) إلى بلدنا فسنقف جميعا متحدين ضده”.
ومن غير المرتقب أن يعقد ترامب أي لقاء مع كاميرون لأنه لن يمر بلندن كما أن كاميرون منشغل منذ صباح الجمعة بنتائج الاستفتاء على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وعلى هذا الصعيد قال ترامب إنه يميل إلى تأييد خروج بريطانيا من الاتحاد، لكنه اعترف بأنه “ليس مهتما كثيرا بهذه القضية”.
والضحية الأولى للاستفتاء هو كاميرون نفسه الذي أعلن عزمه الاستقالة مشيرا إلى إن عملية الخروج من الاتحاد سيقودها رئيس وزراء آخر.
واختار البريطانيون الخروج من الاتحاد الأوروبي في قفزة إلى المجهول توجه ضربة قوية للمشروع الأوروبي. وحسب النتيجة الرسمية للاستفتاء التاريخي، صوت 52% من الناخبين لصالح الخروج من الاتحاد. وشهد الاستفتاء نسبة مشاركة كبيرة بلغت 72,2%.
ومع إعلان النتائج، قالت رئيسة وزراء إسكتلندا نيكولا ستارجن الجمعة أن هذه المقاطعة “ترى مستقبلها داخل الاتحاد الأوروبي” بعد تصويت البريطانيين المؤيد للخروج من الاتحاد. وقالت ستارجن زعيمة الحزب القومي الإسكتلندي “الإسكتلنديون يرون مستقبلهم داخل الاتحاد الأوروبي”.
من جهته، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما سيجري اتصالا هاتفيا مع كاميرون الجمعة. وقال في بيان إن “الرئيس اطلع على نتائج الاستفتاء البريطاني وسيتابع تطورات الوضع من خلال فريقه”.
وفي بعض جوانبها، تذكر زيارة ترامب إلى إسكتلندا بتلك التي قام بها أوباما في 2008 عندما كان عضوا في مجلس الشيوخ مرشحا للرئاسة لكن لم يكن الحزب الديمقراطي قد اختاره بعد. لكن نظرة هذين الأمريكيين إلى القارة الأوروبية مختلفة. فبينما أشاد أوباما بوحدة أوروبا أمام عشرات الآلاف من الأشخاص، لم يكن ترامب ودودا مع القارة العجوز. فقد انتقد في كانون الأول/ديسمبر “قادتها الضعفاء”. وبعد ثلاثة أشهر وعلى إثر اعتداءات بروكسل حذر من المشاكل “الخطيرة جدا” التي تواجهها أوروبا في مكافحة التطرف. وواصل ترامب الأربعاء حملته هذه واصفا قضية الهجرة في أوروبا “بالبازار”. (AFP)[ads3]