وصلت عن طريق مؤسسة تساعد ” المثقفين المضطهدين ” .. عائلة سورية بالولايات المتحدة تبدع في الفن و الموسيقى
ألقت منظمة “غلوبال فويسز” الضوء، على عائلة سورية تعيش في الولايات المتحدة، والتي لجأت إلى الفن والإبداع، للتغلب على عدم قدرتها للعودة إلى بلادها.
وأشارت، إلى جومانا جابر، التي تقوم بتدريس الفنون البصرية في جامعة مونتكلير ستايت في ولاية نيوجيرسي بالولايات المتحدة منذ العام 2013، ويختلف هذا المجال قليلًا عن مهنتها الأساسية في تدريس الفنون وتصميم المسرح في العاصمة السورية، دمشق.
وأكدت جابر (55 عامًا) أن كل شيء بالنسبة لها في أمريكا يعتبر جديدًا، حيث النظام الجديد قائلة: “كل شيء كان مختلفًا هنا”.
وتعتبر جومانا جابر وعائلتها المكونة من أربعة أفراد، ضمن ملايين السوريين الذين فروا من بلادهم، لكنهم لا يعيشون في الولايات المتحدة كلاجئين، بل وصلوا بمساعدة مؤسسة صندوق إنقاذ التعليم الدولي للعلماء في نيويورك، فمنذ العام 2002، ساعد البرنامج في إلحاق 650 دارسًا من المثقفين المضطهدين، كثير منهم من العراق وسوريا، بالمدارس في الولايات المتحدة أو في دول آمنة أخرى.
ويقسم الصندوق، تكلفة توطين الأكاديميين وعائلاتهم مع مؤسسة مضيفة للعامين الأولين، كما ينظم لهم تأشيرات الزيارة والإقامة.
وأكدت سارة ويلكوكس، مديرة الصندوق، أن جابر وعائلتها هي النموذج الأمثل من الناس الذين يسعى الصندوق لمساعدتهم، قائلة: “إنهم غالبًا ما يكونوا منشقين، فالعلماء دائمًا مستهدفون لأنهم معترف بهم ويحترمهم الجميع في مجتمعهم”.
في دمشق، قدمت جابر الفن مع الرسائل السياسية، بما في ذلك اللوحات التي أدرجت بها أجزاء من الكراسي، والتي تقول عنها أنها رموز للسلطة في سوريا.
وتقول: “الرئيس، الزعيم، والمشايخ الذين يقولون هذا حلال وهذا حرام، يمكنك أن تفعل هذا، ولا يمكنك أن تفعل ذلك”.
وأضافت: “هؤلاء الناس الذين يجلسون على هذه الكراسي في كل مكان يسيطرون على كل شيء”.
وتقول جابر، إن سفرها للعمل خارج دمشق كان مستحيلاً، ثم تعرضت الجامعة التي كانت تعمل بها برفقة زوجها، وهو فنان سيراميك، للهجوم.
وتشير هنا جابر قائلة: “لقد أخذنا الطلاب إلى القبو، كما مات بعض من زملائي”.
ألقي القبض على الابن الأكبر لجابر، يزن الحجري، أثناء الاضطرابات، وفي ذلك الوقت، كان يزن يدرس الموسيقى الكلاسيكية في المعهد الموسيقي بدمشق، وكان لديه فرقته الخاصة.
ويقول الحجري (31 عامًا) : “عندما بدأت الثورة في سوريا اضطررت إلى اتخاذ القرار”، فبعد أن شهد استخدام القوة لإخماد الثورة، اتخذ جانب الثورة، سياسيًا وموسيقيًا، وقد اعتقل الحجري عدة مرات للتعبير عن رأيه ضد الحكومة، كما كتب أغنية ساخرة تنتقد قادة سوريا ووسائل الإعلام، بعد رفعها على موقع “يوتيوب” في العام 2012، خاف على سلامته وهرب إلى بيروت.
وفي نهاية المطاف، هرب بقية أفراد الأسرة أيضًا إلى لبنان، حيث قدمت جابر إلى صندوق إنقاذ العلماء وعرضت عليها وظيفة للتدريس في نيو جيرسي، وتعيش العائلة الآن في مدينة ضواحي مدينة نوتلي، التي تبعد حوالي 16 ميلًا عن نيويورك، لكنهم يعيشون بها بتأشيرات مؤقتة، لذلك، تقدم جابر وزوجها وابنيهما، طلبًا للحصول على وضع اللاجئين، الأمر الذي قد يستغرق سنوات.
وتقول جابر، إنها تشعر بالحرية للإبداع الفني في الولايات المتحدة، الأمر الذي لم يكن باستطاعتها في سوريا.
لكن عائلتها قلقة بشأن ازدياد المشاعر المعادية للمسلمين في أعقاب هجمات أورلاندو وسان بيرناردينو، على الرغم من أنهم ليسوا متدينين، وتقول جابر إن أمها تحاول عدم السماح للأجواء المحيطة بالتمكن منها.
وأضافت: “هذا يؤلمني قليلًا، لكن لدي زملاء رائعون وأصدقاء يتفهمون وضعنا”.(eremnews)[ads3]
الموسيقى والفن هي التي كان ينشرها حافظ وابنه