صحيفة روسية : ألمانيا حليف رئيس للولايات المتحدة بدلاً من بريطانيا

تناولت صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” نتائج استفاء بريطانيا، مشيرة إلى أن ألمانيا ستصبح العامل المساعد الرئيس للولايات المتحدة بدلا من بريطانيا.

جاء في مقال الصحيفة: أعلن وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون، بأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بموجب نتائج الاستفتاء، لن يقوض عزم الحكومة على تحديث القوات النووية. المقصود هنا أربع غواصات تحمل صواريخ باليستية من طراز ترايدنت التي يجب تغييرها قبل عام 2028.

ولكن أخذا بالاعتبار قيمة قطع الغيار الأمريكية المستخدمة في إنتاج هذه الصواريخ وانخفاض قيمة الجنيه الإسترليني بالنسبة للدولار، لا يسمح للندن بتحمل هذه التكاليف، وهذا يضع دور بريطانيا في الناتو موضع تساؤل. لذلك يحتمل أن تصبح ألمانيا الحليف الرئيس للولايات المتحدة.

إذا استندنا إلى التصريحات الرسمية، قد لا يحدث هذا. لأنه مباشرة بعد إعلان نتائج الاستفتاء حاولت واشنطن وسعت إلى إقناع البريطانيين بأن العلاقات بين البلدين تبقى على حالها، وقال أوباما: “لن يتغير أي شيء، العلاقات بين بلدينا خاصة ومتميزة”.

وتشير صحيفة فايننشال تايمز، إلى أنه لم يبق لأوباما سوى بضعة أشهر في البيت الأبيض، وقد لوحظ بأنه حتى قبل الاستفتاء بدأ التوجه نحو ألمانيا وبدرجة أقل نحو فرنسا كحليفين يجب التشاور معهما. لذلك من المحتمل أن تصبح هذه العملية أسرع مع تقلص نفوذ لندن في المنطقة.

من جانبه يقول نيكولاس بيرنس، أحد المسؤولين السابقين في الخارجية الأمريكية، وحاليا مستشار هيلاري كلينتون في حملتها الانتخابية،: “لقد سأل هنري كيسنجر في وقت ما: بمن اتصل هاتفيا في أوروبا؟ الآن أصبح الجواب واضحا. يجب الاتصال بالمستشارة الألمانية. وهذا يعني علينا أن نستثمر في علاقاتنا مع ألمانيا”.

ولكن حزب المحافظين حاله حال أنصار ومعارضي خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لا يريد تقلص وزن بريطانيا في المحافل الدولية. لأن بريطانيا على خلاف ألمانيا لها عضوية دائمة في مجلس الأمن الدولي وتملك سلاحا نوويا. لذلك عندما تهتز قيمة الجنيه والمصارف الكبيرة تنوي نقل بعض عملياتها إلى أوروبا قرر الوزير فالون تأكيد ضرورة المحافظة على القوة النووية.

وتتكون القوة النووية من أربع غواصات من طراز فانغارد “Vangard” على متن كل منها 16 قاعدة لإطلاق صواريخ باليستية من طراز ترايدينت، حيث يجب أن تحل محلها ابتداء من عام 2028 غواصات جديدة من طراز “Successor”.

من جانبها أشارت رئيسة مركز الدراسات البريطانية في معهد أوروبا، يلينا أنانيفا إلى أن “التصويت بشأن تحديث منظومة ترايدنت يجب أن يجري في الخريف المقبل. هذه المسألة ستكون موضوع جدل واسع خاصة بعد نتائج الاستفتاء. وذلك لأنه لا يمكن لبريطانيا في وضعها الحالي أن تنفق هذه المبالغ الكبيرة لتحديث الغواصات، هذا من جانب، ومن جانب آخر فإن عدم تحديث الغواصات يفقد بريطانيا صفتها كدولة نووية”.

من جانبه دعا الحزب الليبرالي الديمقراطي إلى الإبقاء على غواصتين فقط. في حين يقول حزب العمال الذي يرأسه جيريم كوربين، بأنه لا حاجة لوضع رؤوس نووية في هذه الغواصات.

أما أسكتلندا فقد أعلنت خلال الاستفتاء بشأن استقلالها عن المملكة المتحدة، بأنها ستطلب نقل الصواريخ النووية إلى خارج مياهها الإقليمية. أي أن هذه المسألة تبقى مفتوحة، لأن أسكتلندا تنوي تنظيم استفتاء جديد بشأن استقلالها، وحزبا العمال والمحافظين في أزمة “المحافظون سيصوتون لصالح تحديث القوة النووية، أما العمال فليس لديهم موقف واضح حتى الآن، لأنهم منشغلون في انتخاب رئيس جديد للحزب”.

تجدر الإشارة إلى أن كلفة تحديث الغواصات تعادل حسب قيمة الجنيه الإسترليني الحالية 182 مليار جنيه إسترليني وتستمر 32 سنة.

أي يمكن القول بأن الاستفتاء وجه ضربة إلى هيبة لندن. ولكن حتى إذا فقدت صفة جسر بين الولايات المتحدة وأوروبا، لن تنتهي كحليف لواشنطن، لأنه ليس لوكالة الاستخبارات المركزية علاقات تعاون وثيقة ومتينة مع الأجهزة الأمنية الأخرى، كالتي تربطها بجهازي “مي -6 ” و “مي – 5 ” البريطانيين. (RT)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها