زوجة مسؤول بريطاني سابق تنشر تفاصيل مكالمة بين بوش و بلير قبل حرب العراق
نشرت صحيفة «جارديان» البريطانية، الإثنين، نص مكالمة هاتفية جرت بين الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير في مارس 2003 عشية الحرب على العراق .
وجاء نص المكالمة الهاتفية ضمن مقال كتبته سارة هيلم، وهي محررة دبلوماسية سابقة لصحيفة «الاندبيندنت» وزوجة جوناثان باول رئيس الأركان والمستشار السابق لتوني بلير من 1995 حتى 2007.
وكشفت سارة هيلم في مقالها، عن نص مكالمة بين «بوش» و«بلير» تظهر محاولة الأخير إقناع بوش عدم اتخاذ قرار الحرب على العراق قبل الحصول على قرار ثان من مجلس الأمن الدولي، لكنه بوش بدا مصمماً وعازماً على الذهاب إلى الحرب في أقرب فرصة.
ويأتي هذا المقال قبل يومين من الموعد الذي قررته لجنة «تحقيقات تشيلكوت» لإصدار تقريرها النهائي حول الحرب على العراق. وهي لجنة تأسست في 15 يونيو 2009 للتحقيق في دور بريطانيا في تلك الحرب.
وقالت «هيلم»، في مقالها، إنها استمعت مصادفة إلى المكالمة بين بوش وبلير عندما بدأ زوجها ومستشار رئيس الوزراء البريطاني الأسبق في إعداد خط الهاتف المُؤمَن في منزلهما، استعدادا لإجراء المكالمة بين الزعيمين. وأضافت: «كان مستحيلا ألا استمع للمكالمة.. أردت أن أدعم بلير ومحاولته إقناع بوش بانتظار قرار آخر من مجلس الأمن قبل اتخاذ قرار الحرب».
ووفقا لكاتبة المقال، جرت المكالمة في مارس 2003 في تمام العاشرة مساء، وجاءت كالتالي:
صوت عسكري أمريكي: السيد رئيس الوزراء.. لديك مكالمة من رئيس الولايات المتحدة
جورج بوش: مرحباً.. مرحباً
توني بلير: مرحباً.. كيف حالك؟
بوش: أنا بخير، لكن كيف حالك أنت؟.. أنت شجاع للغاية، ولغة جسدك حقاً رائعة.. لقد شاهدتك على شاشة التلفزيون.. صدقني سيتذكرك الجميع كنموذج للقيادة.
بلير: حسناً.. أحياناً يكون الأمر صعباً.. صدقني أنت أيضا تؤدي بشكل رائع
بوش: أنا؟ دائما أكون متحمساً
(بلير يضحك بعصبية) ثم يحاول التحدث عما يثيره الفرنسيون حول مسألة الحرب على العراق
بلير: الرئيس الفرنسي جاك شيراك يحاول التسبب في مشكلة، ويسعى لمعارضة إصدار قرار ثان من مجلس الأمن.
بوش: لكن ماذا يمكن للفرنسيين فعله لأي أحد؟ وما الحروب التي انتصروا فيها منذ الثورة الفرنسية؟
بلير: حسناً.. هذا صحيح
(المزيد من النكات السيئة عن الفرنسيين)
بلير: إذن.. من أين نبدأ؟
بوش: أفضل الحصول على قرار ثان يوم الجمعة.. لكن نحتاج إلى إقناع المكسيك وتشيلي
(خلال المحادثة وصف بوش هانز بليكس، المفتش الأممي على أسلحة الدمار الشامل بالعراق، بأنه عديم الفائدة، وظل بوش وبلير يسخران من الرجل. كما ذكر بوش أن هناك معلومات استخباراتية جديدة حول اقتراب صدام حسين من تفريغ شحنه من تلك الأسلحة)
بلير: حسناً.. دعني أشرح لك كيف نرى الأمور.. أريد أن يكون الأوربيون في صفي، لذا فإن الجمعة المقبلة سيكون مبكراً بعض الشيء.
(صمت طويل وسماع أصوات نقاش في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض ثم يمسك بوش بالسماعة ويغير الموضوع فجأة، ويبدأ في التحدث عن فلاديمير بوتين، ثم السخرية مجدداً من هانز بليكس)
بوش: أتعرف يا بلير يمكننا أن نضع جهاز تنصت على تلك المكالمة، ونتأكد أن شيراك سيسمعها (…) وعندما يضرب ابن العاهرة أوروبا، سيأتون ويتساءلون: «أين كانا جورج وتوني؟».
(الكثير من الضحك)
بلير: علينا أن نجعل الناس يفهمون أننا سنذهب للحرب، ليس لأننا نريد ذلك، بل لأنه لا يوجد أمامنا بديل سوى هذا الأمر.
بوش: لدي خطاب كبير غداً، لذا فإننا سأتحدث في جزء منه عن ذلك.. لكن على أن أفعل شيئاً فيما يتعلق بلغة جسدي.. لغة جسدك رائعة.. كيف تفعل ذلك؟
بلير: حسناً
تقول سارة هيلم إن «بلير» أدرك أنه فشل في إقناع «بوش» بالحصول على قرار أممي ثاني قبل الذهاب إلى الحرب، وقبل إنهاء المكالمة شعر «بوش» أنه في حاجة لتوجيه المزيد من الغطراء لـ«بلير».
بوش: أتعلم يا توني، الشعب الأمريكي لن ينسى ما تفعله. والناس يقولون لي هل رئيس الوزراء توني بلير يقف دائماً إلى جوارك؟ هل تثق به؟ وأقول لهم نعم، لأنني أدرك معنى القيادة والشجاعة عندما أراهما أمامي. (بلير) لن يتخلى عنا.
(هنا ضحك بلير مجدداً، وبدا عاجزاً عن الرد المناسب)
بلير: حسناً.. ربما أكتب هذه الكلمات على شاهد قبري
بوش (ضاحكاً): أن تكتب (هنا يرقد بسلام رجل الشجاعة..).. أهذا ما تعنيه؟
بلير (بعصبية): نعم صحيح
(هنا حاول بلير للتحدث عن السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين لكن بوش كان متعجلاً لإنهاء الحديث، وقال: «علي أن أذهب إلى تكساس.. وتحلى بالشجاعة» (استخدم بوش لفظاً بذيئاً في عبارته الأخيرة). (المصري اليوم)[ads3]