مبالغات و أمنيات بعيدة عن الواقع .. من سيحصل على ” الجنسية التركية ” من السوريين ؟

قال معارض سوري مطلع على ملف “إمكانية منح الجنسية التركية للسوريين”، لصحيفة الشرق الأوسط، إن الحديث عن توطين اللاجئين السوريين في تركيا «مبكر الآن»، مشيرًا إلى أن ما تعمل عليه الحكومة التركية منذ 4 أشهر هو ترتيبات قانونية خاصة لإقامة السوريين المنخرطين في سوق العمل التركية ورجال الأعمال المستثمرين.

وقال عضو الائتلاف الوطني السوري أحمد رمضان، المطلع على الملف ومداولاته في الحكومة التركية منذ 4 أشهر للصحيفة : «بحسب معلوماتي، ليست هناك خطوات تركية لتوطين اللاجئين، بقدر ما هي خطوات لتقديم تسهيلات قانونية وترتيبات خاصة للسوريين الذين يمثلون قطاع رجال الأعمال ويستثمرون في تركيا، أو عمال سوريون ينخرطون في سوق العمل التركية»، مؤكدًا أن «هناك رغبة في تركيا لتقديم تسهيلات لهؤلاء الفئتين من السوريين في تركيا، بحيث تخفف عنهم مصاعب الاندماج في السوق التركية».

وجدد رمضان تأكيده، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، على أن «الحديث عن ترتيبات قانونية خاصة لسوريين أمضوا فترة 5 سنوات في تركيا حصلوا خلالها على إقامات عمل»، لافتًا إلى أنه «حسب القانون التركي، فإن من يمتلك إجازة عمل لـ5 سنوات، فإنه يحصل على الجنسية التركية»، مشددًا على أن «فكرة توطين اللاجئين في تركيا فكرة مبكرة الآن».

وقال رمضان إن التسهيلات التي تقدمها الحكومة التركية «تعود إلى أن هناك عددا من رجال الأعمال غير قادرين على الاستثمار دون الحصول على امتيازات فيما يتعلق بالإقامة أو الجنسية»، إلى جانب أسباب أخرى «مرتبطة بتشدد النظام السوري في منح جوازات السفر والوثائق القانونية، وهو ما يدفع السوريين للبحث عن جنسية بلد آخر، أو البحث عن وسائط بديلة أخرى».

ويمثل العمال ورجال الأعمال السوريون في تركيا، قطاعًا مهمًا من الاستثمار في سوق العمل التركية، ويقدر عددهم بالآلاف. وباتت المتاجر والأفران التي يملكها السوريون في مركز إسطنبول التجاري أو في ضواحي إسطنبول، واضحة للعيان، فضلاً عن انخراط السوريين في سوق العمل التركية.

وغالباً ما يتم تفسير تصريحات المسؤولين الأتراك (الرئيس – رئيس الوزراء – وزراء – …)، عن منح الجنسية التركية للسوريين، على أنها توجه لمنح الجنسية للجميع، إلا أن التوضيحات والشروحات التي تلي تلك التصريحات، تؤكد أن الجنسية لن تمنح إلا وفق القوانين المعمول بها في تركيا (من يملك إقامات عمل – العلماء والرياضيون وأصحاب الانجازات)، أو لمن تم وصفهم بأنهم أصحاب الكفاءات أو القادرون على تقديم الفائدة لتركيا، وهي شروط لا تنطبق إلا على عدد قليل من السوريين المتواجدين في تركيا.

يذكر أن الحدود البرية مع تركيا مغلقة بوجه السوريين، فيما يحتاج القادم براً أو جواً إلى الحصول على فيزا، في الوقت الذي يعاني فيه السوريون المقيمون في تركيا من صعوبة التنقل بسبب فرض “إذن السفر” الداخلي، إلى جانب الاستغلال في سوق العمل وإيجارات المنازل.

مواضيع متعلقة :

أردوغان : سنعمل على إتاحة إمكانية حصول السوريين على الجنسية التركية

” لا أريد السوريين في بلدي ” .. ردود فعل تركية غاضبة بعد تصريح أردوغان حول منح الجنسية للسوريين

[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها