رويترز : لاعبة تنس طاولة سورية تخشى من مرحلة ما بعد الأولمبياد

رغم الصراع الدائر في بلادها فإن أول رياضية سورية تشارك في منافسات تنس الطاولة في الألعاب الاولمبية ترى أن التحدي الأكبر الذي سيواجهها هو مصيرها كرياضية بعد المشاركة في اولمبياد ريو دي جانيرو الشهر المقبل.

وتدرس هبة اللجي (19 عاما) الصيدلة في دمشق وتخوض تدريباتها في العاصمة السورية وترغب في البقاء هناك بعد عودتها من الاولمبياد بدلا من الرجوع إلى محافظة الحسكة مسقط رأسها.

ومنح الاتحاد الدولي لتنس الطاولة هبة بطاقة دعوة للمشاركة في اولمبياد ريو لتصبح أول لاعبة أو لاعب من سوريا تشارك في منافسات هذه الرياضة في الألعاب الاولمبية.

ورغم معرفتها بنبأ مشاركتها في الاولمبياد قبل 20 يوما فإن السعادة لا تزال تغمر المصنفة 667 على العالم بعد نيلها هذا الشرف استنادا لمعايير تتعلق بمستواها في البطولات الدولية الأخيرة إضافة لتمثيل اللجنة الاولمبية السورية بأقل من ثمانية رياضيين في اخر دورتين اولمبيتين.

وقالت هبة (19 عاما) في مقابلة مع رويترز عبر الهاتف “كنت في دمشق بعد عودتي من بطولة في هونج كونج. علمت بعدها بأسبوعين أنني سأشارك في الاولمبياد. انتابتني سعادة غامرة.”

وأضافت “بدون مساندة الاتحاد الدولي لتنس الطاولة ما كان لي أن أشارك. لم أكن متأكدة بنسبة 100 بالمئة أنني سأشارك في الاولمبياد.”

وتابعت “عندما أعلن الاتحاد الدولي أنني سأشارك كانت بطاقات الدعوة موجهة لخمسة رياضيين سوريين فقط. تأكدت قبل نحو 20 يوما فقط أنني سأشارك في هذا الحدث الكبير.”

ونالت هبة منحة التضامن الاولمبي مع زميلتيها في الفريق السوري سوزان وإيمان محمد.

وقالت “بما أنها أول مشاركة لي في أكبر تجمع رياضي في العالم فإن أهم شيء يجول بخاطري هو الظهور بمستوى مميز وأن أمثل بلادي بشكل جيد. أؤكد أننا لا زلنا نتدرب ونلعب في سوريا.”

لكن ما يثير مخاوف هبة هو الخطوة التالية بعد ريو. وقالت “أتمنى بعد الاولمبياد أن أحصل على منحة مثل التي أعطاني إياها الاتحاد الدولي. أتمنى ان أحظى بالاهتمام اللازم حتى موعد اولمبياد 2020 في طوكيو.”

وأضافت “لدي أمل بعد كل ما بذلته من جهد ألا يذهب ما قمت به سدى. أتمنى ألا يقولوا لي ‘انتهى معسكرك عودي إلى منزلك’. لن يكون هذا بالأمر الجيد.

“دراستي هنا في دمشق لذا فإنني أتمنى عقب الاولمبياد أن أعود وأتدرب هنا. إذا رجعت إلى الحسكة فلن يكون هناك أي مجال للتدريب وسيتراجع مستواي… لا أريد أن ألقى هذا المصير.”

ولم تتدرب هبة خارج سوريا من أكثر من عامين رغم أنها كانت تذهب إلى الصين سابقا للتدريب.

وقالت اللاعبة السورية التي نالت المركز الأول في بطولة الجمهورية بعد عام واحد من دخولها رياضة تنس الطاولة “رئيس الاتحاد السابق كان يتيح لنا فرصة السفر للصين ورومانيا للتدريب. كنت أسافر أنا ولاعبة أخرى نظرا لأن أدائنا كان مميزا.

“لكن لم نعد نسافر في معسكرات خارج سوريا. قالوا لنا إن تكلفة المعسكرات كبيرة.”

وتجري هبة تدريباتها في قاعة تشرين الرياضية في دمشق ورغم أنها قالت إن الوضع جيد في العاصمة السورية لكنها اشتكت من قلة التجهيزات المتوفر لها.

وقالت “الصالة التي أتدرب فيها موجودة لكن التجهيزات (من مضارب وكرات) تتوفر فقط خلال فترة البطولات. لكن في الأحوال العادية لا يتم توفير تجهيزات.”

ولا تخشى هبة التي تمارس تنس الطاولة منذ عشر سنوات مواجهة أي لاعبة عربية في الاولمبياد لكن ما يقلقها هو مواجهة لاعبات من شرق آسيا معقل الرياضة.

وقالت “سأخوض الاولمبياد وعمري 19 عاما لكن لو واجهت منافسات (عربيات) مثل اللاعبة اللبنانية التي حلت في المركز الأول في بطولة غرب آسيا (ماريانا سهاكيان) فإن بوسعي الفوز عليها.”

وأضافت اللاعبة السورية التي انتقلت إلى دمشق منذ ست سنوات “سيكون الأمر صعبا عند مواجهة لاعبات من الصين وكوريا الجنوبية. يمكنهم الفوز بسهولة على أي لاعبة.” (REUTERS)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها