مسؤول سوداني سابق ينفي علاقته بمحاولة اغتيال حسني مبارك عام 1995

نفى نافع علي نافع، مدير الأمن العام السوداني السابق، للأناضول، صلته بمحاولة اغتيال الرئيس المصري السابق، محمد حسني مبارك، في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، في 26 يونيو/ حزيران 1995، في أول تعليق له على اتهام الراحل حسن الترابي، زعيم الجبهة الإسلامي القومية آنذاك، له ولنائبه في الحزب علي عثمان محمد طه، بالتورط في هذه العملية.

وسبق ان أكد الترابي، في شهادته الثانية عشرة المسجلة لبرنامج “شاهد على العصر” الذي بث في قناة الجزيرة القطرية، أن نائبه علي عثمان محمد طه أخبره، بشكل مباشر، عن “تورطه” في العملية، بمعية جهاز الأمن العام الذي كان برئاسة نافع علي نافع.

وقال الترابي في هذا الخصوص إن “الترتيبات التي قام بها نائب الأمين العام للجبهة رفقة نافع علي نافع أخفيت عنه وعن الرئيس السوداني عمر حسن البشير، وأن اجتماعا خاصا عقد للنظر في المسألة، حضره الرئيس ومدير الأمن وآخرون، واقترح خلاله محمد طه أن يتم التخلص من مصرييْن عادا إلى السودان بعد مشاركتهما في محاولة اغتيال مبارك”.

وفي رده على هذه الاتهامات، قال نافع إنه “لم يسمع به إلا من خلال حديث الترابي في قناة الجزيرة في برنامج شاهد على العصر”.

وفي حوار أجراه مراسل الأناضول خلال زيارته إلى مكتب الوكالة في أديس أبابا، شدد نافع، الأمين العام الحالي لمجلس اتحاد الأحزاب الأفريقية على أن “كل ماورد فيه بالإشارة لشخصه اتهام ليس صحيحا، لأنه ليس لديه (الترابي) معلومات”.

وأضاف أن “الرواية التي سردها الراحل في توثيق الحادثة غير صحيحة، رحل الترابي ولكن الأشخاص الذين ذكرهم جميعهم على قيد الحياة؛ وفي اعتقادي الراحل حاول تسييس المواقف التي حدثت بيننا في إطار الخلافات والتقديرات للوضع في ذلك الوقت بالسودان”.

وقال نافع إن “حديث الترابي سمعه عبر التلفزيون مثل كل الناس″، مؤكدا أن ما ورد “عار عن الصحة”.

وقاطع مراسل الأناضول المسؤول السوداني السابق بالقول: إن الترابي سبق له أن أكد لوزير الخارجية الإثيوبي السابق سيوم مسفن، في الخرطوم في 2001؛ بأن الحكومة السودانية بريئة، والمتورطين هم ثلاثة، بينهم أنت.

ورد نافع: “أجدد لك، حتى هذه المعلومة التي أوردتها، أسمعها للمرة الأولى وعلاقتي برئيس الوزراء الإثيوبي الراحل ملس زيناوي، ووزير خارجية إثيوبيا السابق سيوم مسفن، والقيادة الإثيوبية الحالية علاقة صداقة؛ وأنا أتحدث معك في أديس أبابا”.

وأضاف: “فيما يخص شخصي قطعا، لم يحدث، إطلاقا، أن وجهت لي تهمة من جهة معينة، أما الإعلام وأصحاب الأهواء هذا شأنهم”.

كما نفى نافع، ما أورده الترابي حول إفساده علاقات السودان وإثيوبيا، وقال إن “علاقات الخرطوم وأديسا بابا متميزة رغم محاولة الإفساد التي تعرضت لها من خصوم البلدين”.

وتساءل نافع، الذي شغل منصب مساعد (نائب) الرئيس: “لماذا التهمة تقدم للسودان أساسا”، مضيفا “التهمة وجهت للسودان لأن بعض المعنيين بالمحاولة من العناصر المصرية دخلوا إليه، ولكنهم خرجوا من خلاله إلى إثيوبيا، ووصلوا إلى غيرها”.

وقال إنه “من الأجدى أن يسألوا: لماذا لا تُتهم مصر التي خرجوا منها وعادوا إليها، ولماذا لا تتهم إثيوبيا التي دخلوا إليها، إذا عجزت مصر أن تحول دون هذا الخروج والدخول، وعجز غيرها، فليس من العدل أن يتهم السودان”.

وأوضح مدير الأمن العام السوداني السابق أن “محاولة اغتيال حسن مبارك حدثت في أديس أبابا في يونيو 1995، والمتورطين فيها كانوا مصريين، ومسرح الأحداث كانت إثيوبيا”.

وتابع: “استغرب حينها، عندما حاولوا إقحام السودان، وكانت المسألة فيها أبعاد سياسية، في إطار الاستهداف الذي تعرض له السودان وما يزال”.

وعلى صعيد آخر قال نافع “إن مجلس الأحزاب الأفريقية لديه علاقات تعاون كبيرة مع الاتحاد الأفريقي، مبنية على مذكرة تفاهم بين المجلس والاتحاد؛ التي تحدد مجالات العمل المشترك”.

وكشف نافع أن “80 حزبا سياسيا مؤهلا ليكون عضوا في مجلس الأحزاب الأفريقية”، مشيرا إلى مشاركة 44 حزبا في تأسيس المجلس.

وفي هذا السياق، قال نافع إن مجلس الأحزاب الأفريقية تربطه علاقات متميزة مع حزب العدالة والتنمية في تركيا الذي شارك في المؤتمر التأسيسي للمجلس في أبريل/ نيسان 2013.

وأضاف أن “أنقرة تعتبر أحد الشركاء الاستراتيجيين لأفريقيا”، مشيرا إلى “وجود تعاون مع حزب العدالة والتنمية التركي في مجالات متعددة، ونسعى إلى تطويرها مع الأحزاب التركية الأخرى”.

وقال إنه “تم الاستفادة من حزب العدالة والتنمية في الخبرات وتأهيل المرأة والشباب ونتلطع إلى المزيد من التعاون”.

وأضاف أن المجلس أصدر قرارا رسميا في لوساكا بزامبيا أثناء انعقاد المجلس؛ بتأييد كامل لدعوة الاتحاد الأفريقي لانسحاب بلدانه من ميثاق روما، المؤسس للمحكمة؛ لأن المجلس الأن يعتقد أن من مهامه دعم القرارات الأفريقية في الانسحاب من المحكمة الجنائية.

وحول الجنائية الدولية قال نافع إنها ” ليست محكمة قضائية، وإنما هي آلية استعمارية، ليست في موقع لإحقاق الحق والعدالة”

واعتبرها “محكمة غربية، شُكلت من أجل استهداف الأفارقة؛ لذلك من الطبيعي أن يدفعوا رشاوي ليأتوا بالمعلومات الملفقة”. وعبر عن اعتقاده بأن “ما ظهر حول الفساد في المحكمة، يسير جدا”، متوقعا “اندثارها سريعا”.

وكشف نافع أن زيارته لأديس أبابا تأتي” للمشاركة في منبر، عزة أفريقيا”، وهي مبادرة من شخصيات أفريقية فاعلة؛ وتبنتها جامعة السلام في أديس أبابا؛ كمجلس أحزاب أفريقية لحضور تكريم الرئيس البشير.

جدير بالذكر أن مجلس الأحزاب الأفريقية تأسس في إبريل/ نيسان 2013، بالعاصمة الخرطوم، التي تحتضن مقره الدائم، وترأس مولود جاويش أوغلو، (وزير الخارجية التركي الحالي) وفد حزب العدالة والتنمية، في المؤتمر التأسيسي. (ANADOLU)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها