في أهم ميدالية أولمبية ” آلهة وثنية ” و 6 غرامات ذهب فقط !

مع أن الذهبية هي أهم ميداليات الألعاب الأولمبية، وتزن 500 غرام، إلا أن ثمنها لا يزيد عن 566 دولاراً، لأنها اسم على غير مسمى، ومشمول بحكمة “ليس كل ما يلمع ذهب” الشهيرة، فليس فيها سوى 6 غرامات فقط من المعدن المسيل للعاب، عيار 24 نسبته 99.9% صفاء ذهبي، والباقي 494 غراماً من فضة، معروف نوعها باسم Sterling Silver المكون من 92.5% فضة و7.5% نحاس، وفق الوارد عنها وعن شقيقتيها البرونزية والفضية بموقع Casa da Moeda do Brasilوهي “دار السك البرازيلية” التي صنعت 812 ذهبية و812 فضية و865 برونزية.

كل ميدالية سمكها 6 ملليمترات، ووزنها نصف كيلوغرام، وقطرها 8.5 سنتيمترات، والرسم المحفور نحتاً وحفراً على وجهيها واحد أيضاً، كالثاني على الوجه الآخر، لكن أغلاها هي الأهم، فثمن ذهبها طبقاً لما ذكرت قناة العربية، هو 264 دولاراً، وفضتها ثمنها 302 دولار، ولو كانت كلها ذهباً عيار 24 واسم على مسمى، لزاد ثمنها عن 22 ألفاً على أقل تقدير، لأن الكيلو من الأصفر الرنان ثمنه الضعف تقريباً هذه الأيام.

المحفور نحتاً على أحد وجهي كل ميدالية، هو ورقتا غار توحيان بما يشير إلى مجد الفوز والانتصار، ولهذا المجد كانت لقدماء الإغريق آلهة شهيرة، اسمها Nike ومحفور نحتها على الوجه الثاني لكل ميدالية، وكانت امرأة لها تماثيل عدة عثروا عليها أثناء عمليات تنقيب مختلفة عن الآثار في اليونان، منها واحد وهي على عربة يجرها حصانان، وقد قبضت بيمينها على أكليل غار، ماضية به لتمجيد أحدهم حقق فوزاً أو انتصاراً. كما عثروا أثناء عمليات تنقيب قديمة في مدينة Ephesus الإغريقية في الغرب الجنوبي التركي على صخرة محفور عليها نحتها وهي محلقة بجناحين ريشهما من ورق الغار.

وعلى الوجه الآخر من كل ميدالية، نرى تلك الآلهة الوثنية، المعروفة للرومان باسم فيكتوريا، وللإغريق باسم “نيكه” كما هو لفظها بيونانيتهم القديمة، ونجدها واقفة وقد أرخت جناحيها وهبطت على الأرض، ممسكة في يسراها بورقة غار طويلة، لتمضي بها إلى محقق انتصار ما لتمجيده، وهو الحفر النحتي نفسه لميدالية الألعاب الأولمبية التي جرت في 2004 بأثينا.

أما في ميداليات 1932 بلوس أنجلس و1936 في برلين زمن الحكم النازي، وأيضاً في 1996 بأتلنتا في الولايات المتحدة، فوجدت “العربية.نت” من صورها أن النحت كان واحداً: آلهة النصر جالسة تمسك في يسراها بشتلة غار وضعتها بحضنها، ويمناها مرتفعة إلى السماء، وخلفها بدت حلبة Colosseum الشهيرة في روما القديمة، حيث كان المتصارعون يتبارون في مباريات شهيرة، منها صراعا حتى الموت، على طريقة إما قاتل وإما قتيل.

والمعروف عن “ربة النصر” الخرافية بميتالوجيا اليونان، أن عبادتها انتشرت في إيطاليا وآسيا الصغرى ويعض دول الشرق الأوسط، في تركيا وسوريا ولبنان وفلسطين القديمة زمن الامبرطوريتين اليونانية والرومانية، طبقاً لما قرأت “العربية.نت” عنها في موقع “ويكيبيديا” المعلوماتي، والمتضمن أن أول صور ظهرت لها على العملات كانت بمدينةOlympia في أقصى الجنوب اليوناني، وتداولوها هناك بدءاً من 510 قبل الميلاد، وفيها بدت تقدم أكليل غار للمعبود الخرافي “هرقل” الجالس على عرشه. كما وجدها علماء الآثار على عملات ترمز فيها إلى النصر والفوز بعد الموت، وعلى طوطميات ترمز للنشاط الرياضي والنصر العسكري.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

تعليق واحد