ألمانيا : ميركل تنفي تحفظها إزاء قرار برلماني حول إبادة الأرمن
صرح فولكر كاودر، رئيس كتلة الاتحاد الديمقراطي المسيحي بزعامة ميركل، أن المستشارة لن تنأى بنفسها عن قرار البرلمان الألماني ـ بونديستاغ ـ الخاص باعتبار عمليات قتل الأرمن التي جرت أبان انهيار الدولة العثمانية مطلع القرن الماضي “إبادة جماعية”. وقال كاودر إن ميركل أشارت في حديث معها خلال اجتماع لقيادة الكتلة صباح اليوم الجمعة(الثاني من أيلول/سبتمبر) إلى أنها قد صوتت لصالح القرار آنذاك وأنها دعمت القرار. وأكدت ميركل في الحديث المذكور أنها باقية على موقفها ولن تنأى بنفسها عنه.
لكن كاودر أوضح أن أحد ممثلي وزارة الخارجية قد أشار في حديث له مع الجانب التركي إلى ضرورة الإطلاع على صفحة البرلمان الألماني على الانترنت، حيث يتم هناك توضيح الفرق بين قرار برلمان غير ملزم للتنفيذ وبين قوانين ملزمة للتنفيذ. وأن القرار البرلمان بشأن أرمينيا يدخل في مجال القرارات غير الملزمة بالتنفيذ من جانب السلطات التنفيذية.
وكان موقع “شبيغل أونلاين” قد ذكراليوم (الجمعة الثاني من سبتمبر/ ايلول 2016) أن مكتب المستشارية في برلين ووزارة الخارجية الألمانية اتفقا على أن يتقدم شتيفن زايبرت المتحدث باسم الحكومة أمام الصحافة ويعلن أن الحكومة الألمانية تنأى بنفسها عن القرار الذي صادق عليه البرلمان الألماني بشأن الأرمن.
وإذا تأكد هذا الخبر فإن ذلك سيعتبر تحولا في موقف برلين بشأن هذه القضية، فقد سبق للحكومة الألمانية أن رفضت الخضوع لضغوط من تركيا التي فرضت حظرا على زيارة نواب ألمان لقاعدة إنجرليك الجوية التركية التي يتواجد بها جنود ألمان في إطار مهام عسكرية تابعة لحلف شمال الأطلسي “ناتو”.
ورفض وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير ربط نظيره التركي مولود جاويش أوغلو هذه القضية بقرار البرلمان الألماني الخاص باعتبار أحداث القتل والتهجير بحق الأرمن إبان الحرب العالمية الأولى بمثابة إبادة جماعية.
وقال شتاينماير آنذاك “لا أرى هذه العلاقة المباشرة وهذا هو ما قلته للزميل التركي أيضا”. ورهنت تركيا السماح لنواب البرلمان الألماني بزيارة الجنود الألمان في قاعدة إنجرليك الجوية التركية بتسوية الخلاف حول القرار الذي أصدره البرلمان الألماني بتصنيف هذه الأحداث التي وقعت بحق الأرمن إبان الدولة العثمانية قبل نحو مئة عام على أنها إبادة جماعية. وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش “عندما تتخذ برلين الخطوات اللازمة، سنسمح بالزيارة”.
وذكر جاويش أوغلو أن من يحاول تزييف التاريخ التركي فلن يحصل على تصريح بزيارة القاعدة. ولم يوضح جاويش أوغلو طبيعة الخطوات المحددة التي ينتظرها من برلين.
تجدر الإشارة إلى أن الحزب الاشتراكي الديمقراطي، الشريك في الائتلاف الحاكم في ألمانيا، يعتزم التوصية بعدم تمديد مهمة القوات الألمانية في قاعدة إنجرليك بحلول نهاية التفويض البرلماني الممنوح للمهمة، وذلك حال عدم إلغاء تركيا للحظر التي تفرضه على زيارة النواب الألمان للقاعدة.
كما يشار إلى أن طائرات استطلاع من طراز “تورنادو” التابعة للجيش الألماني تدعم من قاعدة إنجرليك المهمة الدولية لمكافحة تنظيم داعش في سوريا والعراق. يذكر أن أنقرة ألغت زيارة مسئول حكومي ألماني وعدد من النواب البرلمانيين الألمان لقاعدة إنجرليك بعد قرار البرلمان الألماني بشأن الأرمن مطلع حزيران/يونيو الماضي. (DPA-AFP-DW)[ads3]