أطباء بلا حدود : اللاجئون على الحدود الأردنية يعيشون في واحدة من أسوأ الظروف الإنسانية في العالم

نقلت صحيفة غارديان عن عاملين بمنظمات العون الإنساني أن عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين العالقين على الحدود السورية الأردنية يعيشون وضعا مأساويا تحت تهديد الجوع والعطش والأوبئة، وأن ذلك ربما يهدد دور الأردن بوصفه مضيفا مشاركا في مؤتمر نيويورك للاجئين هذا الشهر.

وقالت الصحيفة في تقرير لها إن هؤلاء اللاجئين البالغ عددهم ثمانين ألفا عالقون بالحدود الصحراوية لأكثر من شهرين دون مرافق للنظافة أو مرافق طبية، ويواجهون أسوأ وضع واجهه لاجئون من سوريا خلال الخمس سنوات السابقة للحرب الأهلية.

وتقول الأمم المتحدة إن أربعة بين كل خمسة من هؤلاء اللاجئين نساء وأطفال.

وتضيف الصحيفة أنه لا يُسمح بعبور المعونات الحدود إلى هؤلاء اللاجئين، وأن إمدادات المياه غير المنتظمة بالكاد تغطي احتياجات الشرب في ظل حرارة تصل إلى 50 درجة مئوية خلال الصيف دون توفر أي مياه للنظافة.
أعاصير وغارات

وذكر التقرير أن بعضا من اللاجئين يعيشون في حفر اتقاء لأعاصير الصحراء الرملية لانعدام أي مأوى آخر، وقد قصفت المقاتلات الروسية مجموعة منهم مرة في يوليو/تموز الماضي.

وقالت رئيسة الفريق الطبي بمنظمة أطباء بلا حدود بموقع اللاجئين ناتالي ثارتل إن الظروف التي يعيش فيها هؤلاء اللاجئون هي واحدة من أسوأ الظروف الإنسانية في العالم، موضحة أن هناك حالات سوء تغذية وإصابات بالتهاب الكبد تصل إلى حد الوباء.

وأضافت ثارتل أن مصادر موثوقة أبلغتهم بتسجيل 30 حالة من اليرقان الحاد يوميا، وأن عشر وفيات على الأقل حدثت جراء هذه الإصابات.

وقال ستيفان أوبراين مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية الذي زار المنطقة الأسبوع الماضي، إن هؤلاء اللاجئين يحترقون وسط صحراء قاحلة في درجات حرارة عالية جدا جدا.

وفي مايو/أيار الماضي سُمح لبعض منظمات العون بتقديم إمدادات محدودة من الطعام والمياه والأدوية، وكان فريق منظمة أطباء بلا حدود ينفق آنذاك ست ساعات في اليوم لمجرد إيصال عيادتهم المتنقلة للمحتاجين الذين يعيشون في أطراف المخيمات، لكن حتى هذه الخدمة الصعبة تم إيقافها لأسباب أمنية بعد أن نفذ تنظيم الدولة الإسلامية تفجيرا انتحاريا على نقطة تفتيش للجيش الأردني أودى بحياة ستة جنود.

وقال الباحث بمنظمة العفو الدولية بمنطقة لبنان وسوريا والأردن نيل ساموندس إنه لا يوجد رابط بين اللاجئين وذلك الهجوم، مضيفا أن الأردن ربما يكون قد استغل الهجوم سياسيا لتبرير سياسته الرامية لإغلاق الحدود.

ويقول التقرير إن الأردن يشارك في استضافة قمة القادة حول اللاجئين المنعقدة بنيويورك يوم 20 سبتمبر/أيلول الجاري على هامش الاجتماعات السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة، وهو دور صعب للمملكة مع تعاملها مع اللاجئين على حدودها.

وقال نيل ساموندس في هذا الوقت الذي يضع فيه الأردن نفسه في مقدمة الدول التي تبذل مجهودات من أجل مساعدة اللاجئين السوريين، فإن وجود عشرات الآلاف منهم على حدوده في الظروف المذكورة يهدد مصداقيته ومصداقية أي حلول يتقدم بها. (aljazeera)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

تعليق واحد