حسابات كردية خاطئة

دخلت عشرات الدبابات التركية في نهاية الأسبوع الماضي بلدة الراعي على الحدود التركية لطرد مقاتلي «داعش». وتدعــــم القوات التركية ثوار المعارضة السورية الذين تــــرغب أنقرة في انتشارهم في المنطقة العازلة التي ترسيها تركيا منذ بدء عمليتها، في 24 آب (أغسطس) المنصرم، في شـــمال سورية ضد «داعش» والمقاتلين الأكــــراد السوريين. وأعلــن رئيس وزراء تركيا أن الحدود الســــورية – التركية صارت آمنة، بعد طرد «داعش» من مناطق بين جرابلس والراعي. وأبــلغ أحمد عثمان، قائد قوات «السلطان مراد» الموالية لتركيا، وكالة الأنباء الفرنسية بأن قواته ترمي إلى التقدم نحو الجنوب إلى منطقة الباب، المعقل الأخير لـ «داعش» في جوار حلب ومنبج.

وفي شمال سورية، تتغير خريطة المعارك تغيراً سريعاً منذ تدخل القوات التركية. ولا تسعى أنقرة إلى مكافحة «داعش» فحسب، بل إلى الحؤول دون وصول الأكراد المناطق بين جرابلس وعفرين وبروز منطقة كردية مستقلة على حدودها. وهذه المنطقة وصفها الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بأنها «ممر الإرهاب». و«وحدات حماية الشعب» الكردية هي أكبر الخاسرين من تغير موازين القوى. و «حساباتها افتقرت إلى الواقعية. وتمادت (في التوسع)، فوقعت في فخ»، يقول شاجباً ديبلوماسي فرنسي يتابع حوادث سورية من كثب. وحين تجاوز الأكراد الفرات في اتجاه منبج، خرقوا محظورات تركية وأميركية. ومذّاك، تطالبهم أنقرة بالانسحاب إلى شرق النهر. وانسحابهم ليس ناجزاً بعد.

فإثر الدعم الأميركي منذ 6 أشهر – عمل 400 مستشار عسكري أميركي إلى جانبهم – شعر الأكراد بالثقة وحسبوا أن كفتهم رجحت. ويرى عدد من الخبراء أن كفة «وحدات حماية الشعب» غلبت، وفرضت القوات هذه حلولاً متطرفة. ووضعت زعيمها السياسي، صالح مسلم، تحت الأمر الواقع. وفي الأمد القصير، مصير المقاتلين الأكراد السوريين هو رهن حليفهم الأميركي، على رغم أن كثراً منهم يرون أن واشنطن خانت قضيتهم من جديد حين طالبتهم بالانسحاب إلى شرق الفرات.

وقبل أشهر قليلة، فتح الأكراد السوريون مكتباً في كل من باريس وموسكو. لكن الأمور تغيرت هذا الصيف، إثر الانقلاب الفاشل على الرئيس أردوغان. ويرى ديبلوماسي فرنسي، أن ثمة اتفاقاً تركياً – روسياً – إيرانياً برز بعد شهر على لقاء بوتين – أردوغان، ويقضي (الاتفاق هذا) بكسر شوكة المشروع الكردي في شمال سورية. وفي الأسابيع الاخيرة، يقال أن اجتماعين سريين عقدا بين الاستخبارات السورية والتركية، وأن لقاء ثالثاً مرتقب في القريب العاجل في موسكو.

ويدور كلام بعض المصادر على قمة ثلاثية بين بوتين وأردوغان والأسد في 20 الشهر الجاري. وقد لا تقتصر القمة على مقاربة تقطيع أوصال مشروع الاستقلال الكردي في شمال سورية. فأنقرة نزلت على ضغوط روسيا، ووافقت على بقاء الأسد في مرحلة سياسية انتقالية. ويتوقع أن ينتشر جيش سوري حر جديد في شمال سورية. وأبلغنا مسؤول أممي أن تركيا ستغلق «غرفة الحرب» (غرفة العمليات) في جنوب البلاد التي تنسق مع القوات المعارضة للأسد. ويرجح أن تتقلص المساعدات التركية المقدمة للثوار السوريين. و«يبدو أن الأتراك والروس لم يتفقوا بعد على مصير حلب، وهم يتباحثون في مشروعين: سيطرة قوات تدعمها تركيا على حلب أو القبول بتوازن قوى يميل إلى الأسد». وتقدم الجيش السوري قبل أيام، وسيطر على الكلية العسكرية في حلب، وشدد طوق الحصار على المدينة.

جورج مالبرونو – منال نحاس – الحياة[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

‫3 تعليقات

  1. اعتقد العكس صحيح ستتباعد وتزيد الخلافات بين الشعوب السورية والاكراد اصبح عندهم الدعم الدولي وقدرات قتالية عالية وستنقلب الاية على اردوغان لان الغرب يعلم جيدا ان اردوغان يقود و يتحكم بالدواعش وبدا الغرب باقامة الافخاخ له واصبحوا يسيره كما يشاؤون وفي الاخير سيرمه والخاسر يكون السوريين

  2. ومتى كانت حساباتهم دقيقه ومتى كانوا يفهمون ان مصالح الدول الكبرى لا تتقاطع مع الاقزام ماذا جنى الشعب الكردي من خيانة حزب صالح مسلم وشرذمته سوا العار للاكراد وماذا سيجني فيما بعد سوى الانتقام منه ومن طغمته الخاءنه التاريخ لايرحم والشعب السوري لن يبكي ولن ينسى ولن يغفر

  3. ارى انك تخلط الامور بشكل غريب فتارة تقول الشعوب السورية ثم تقول السوريون هم الخاسرون بمعنى ان السوريين هم واحد وليسوا شعوبا فاذا كانوا كذلك فلماذا لا تسمي الاشياء بمسمياتها خاصة هذه الايام التي ظهرت فيها وقاحة الانفصاليين والانتهازيين والمستغلين للظروف والمدعومين بكل اعداء سوريا القتلة من شرقها الى غربها