شارة كابتن منتخب ” المانشافت ” تثير جدلاً واسعاً في ألمانيا

أثارت شارة كابتن منتخب المانشافت جدلاً واسعًا في مختلف الأوساط الإعلامية وحتى الرسمية في ألمانيا.

وقرر الناخب الوطني يواكيم لوف تكليف مانويل نوير حارس نادي بايرن ميونيخ بحملة شارة كابتن المنتخب خلال الفترة المقبلة خلفًا لزميله السابق باستيان شفاينشتايغر، الذي اعتزل اللعب دولياً قبل أيام قليلة.

هذا وترك شفاينشتايغر فراغًا رهيبًا في منتخب بلاده بعدما بقي يدافع عن ألوانه طيلة 12 عاماً منذ نهائيات كأس أمم أوروبا 2004 و حتى نهائيات كأس أمم أوروبا 2016، حيث نجح في مهمته كقائد في فرض الانضباط والتعاون بين أفراد الفريق.

واثار اختيار الحارس نوير جدلاً واسعًا رغم أنه يمتلك جميع المواصفات التي تجعله يستحق حمل شارة القيادة سواء من خلال شخصيته المتزنة  أو مستواه الفني العالي، الذي يتيح له الفرصة للحضور بشكل دائم في التشكيلة الأساسية لمنتخب بلاده، بالإضافة إلى خبرته الطويلة في الملاعب بما انه يحرس عرين المانشافت منذ اعتزال ينس ليمان بعد كأس أمم أوروبا 2008 .

وبحسب تقرير نشرته مجلة “فرانس فوتبول” الفرنسية، فإن نوير لم يكن المرشح الوحيد الذي ينتظره الألمان لحمل شارة قيادة المانشافت، إذ أن هناك أسماء أخرى  كانت تترقب من المدرب الألماني ان يشرفها ويكلفها بهذه المهمة على غرار لاعب وسط نادي يوفنتوس سامي خضيرة ومهاجم بايرن ميونيخ توماس مولر ومدافع النادي البافاري جيروم بواتينغ.

وبحسب نتائج استفتاء نظمته مجلة “كيكر” على موقعها الإلكتروني، فإن 37% من المشاركين كانوا مع تعيين بواتنيغ قائداً للمانشافت مقابل 34% فقط رشحوا زميله في البافاري.

وبحسب صحيفة إيلاف ، لو قدر للناخب لوف وعين بواتنيغ فإن الأخير كان سيصبح أول لاعب من أصحاب البشرة السوداء يحمل شارة كابتن المنتخب الألماني ليدخل بذلك التاريخ ، حيث بدا وكأن اختيار الحارس مانويل نوير لخلافة باستيان شفاينشتايغر لم يكن سوى لقطع الطريق أمام  أصحاب الأصول غير الألمانية لتولي هذه الشارة الرمزية.

ولان ألمانيا خاصة وأوروبا عامة تعيش على وقع قضية اللاجئين، وما خلفته من تداعيات سياسية فإن ترشيح لاعب من أصحاب البشرة السوداء ليكون قائدًا للمنتخب الألماني قد أثار ضجة إعلامية وأيضًا سياسية،  حيث صرح الكسندر غاولاند نائب رئيس حزب البديل الألماني معلقًا على هذه القضية قائلاً “إن الألمان يكنون حبًا لجيروم بواتنيغ كلاعب غير انهم لا يفضلونه كجار لهم”.

أما صحيفة “كيكر” واسعة الانتشار في ألمانيا، فرأت بأن اختيار لاعب من أصحاب البشرة السوداء سواء بواتنيغ أو غيره لحمل شارة قيادة المنتخب هو تعبير عن السياسة الناجحة التي تنتهجها ألمانيا في الجانب الاجتماعي ونجاحها في تجاوز مشكلة الاندماج بين مختلف أطياف المجتمع وأيضًا التخلص من مشكلة التمييز العنصري.

ولم يبقَ الناخب الوطني يواكيم لوف صامتًا، بل فضّل الإدلاء بدلوه في هذا الموضوع محاولاً احتواء الجدل بقوله إن شارة القيادة ليست ذات أهمية ولا تستحق كل هذا اللغط الإعلامي والسياسي .

ويضم المنتخب الألماني في صفوفه، ومنذ أكثر من عشر سنوات، العديد من الأسماء أصحاب الأصول غير الألمانية من الافارقة والعرب والأتراك على غرار التركي مسعود أوزيل والتونسي سامي خضيرة والمغربي كريم بلعربي  والألباني شكودران مصطفي والغاني جيروم بواتينغ وآخرين، إذ كانت لهم بصمات واضحة في النتائج التي حققها المانشافت في كأس العالم وكأس أمم أوروبا.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها