شكوك تقنية حول مقدرة تطبيق ” واتس آب ” على جني الأرباح
أصبحت النغمة التي تنبه بورود رسالة “واتس آب” في أي هاتف ذكي، بمثابة الموسيقى التصويرية للأعمال التجارية في عدد من الأسواق الناشئة حول العالم، في الوقت الذي تخطت فيه الشركات مرحلة الاتصالات الهاتفية والرسائل النصية للاتصال بعملائها. ولجأت بعض الحكومات أيضاً لاستخدام التطبيق للتفاعل مع مواطنيها وجذب الناخبين.
ونظراً لقلة تكلفته مقارنة مع الرسائل النصية واستخدامه لبيانات أقل من تطبيقات التواصل الاجتماعي الأخرى، نجح “واتس آب” في جذب ما يزيد على مليار مستخدم في أقل من ست سنوات، ناهيك عن قلة الضجيج التي صاحبته والقوى العاملة القليلة التي تقف على تسييره.
وفي الهند ودول أخرى، لا يعرف بعض الناس حتى البريد الإلكتروني، ولم يسبق لهم استخدامه، حيث دائما ما يستخدمون الواتس آب في هواتفهم المحمولة، وفقا لما نقلته صحيفة “الاتحاد” عن “الفاينانشيال تايمز”.
ووفق ما ذكرت قناة العربية ، يسعى التطبيق الذي قامت فيسبوك بشرائه في 2014 مقابل 22 مليار دولار، البحث عن السبل التي تكفل له تحقيق الأرباح. ودأبت الشركة على فرض رسوم قليلة على بعض مشتركيها، لكن قامت بإلغائها في يناير الماضي. وبوعدها لمشتركيها بخلو خدمتها من الإعلانات والألعاب وغيرها من الحيل، تبذل الشركة الآن جهوداً كبيرة للوصول إلى طريقة تفرض عبرها رسوماً على الشركات الصغيرة ومتوسطة الحجم التي تستخدم تطبيقها يومياً لتسويق منتجاتها.
ويؤكد نيراج أرورا، رئيس قسم الأعمال، أن الشركة التي لا تزال صغيرة وتعمل منفصلة عن فيسبوك، لم تخصص تطبيقها للأعمال. وبدأت الآن وهي في مستهل حقبة جني الأموال، في تجربة الرسائل التجارية.
وأحدثت الشركة حتى الآن تغييرين كبيرين يتناسبان والأعمال التجارية، تتمثلان في زيادة حجم المجموعات التي يمكن التواصل معها بالرسائل في وقت واحد، وتطوير تطبيقها الخاص بالشبكة، حتى يتسنى للمستخدمين تصفح رسائلهم من على سطح مكتب الكمبيوتر.
وتعترض واتس آب عقبة تقنية، حيث تسعى لتظل واحدة من أكثر التطبيقات كفاءة من حيث استخدام البيانات، في ذات الوقت الذي توسع فيها دائرتها لتتحول إلى منصة زاخرة بالخدمات المفيدة التي تدر عليها عائدات وفيرة.
ويقترح بعض الخبراء خيارات تتضمن تطوير آلية يمكن عبرها للتطبيق إرسال الأموال، بجانب توفير خيار مدفوع القيمة يسمح للأعمال التجارية بإرسال رسائل أكثر تنوعاً وخصوصية. وربما يسهم طرح الشفرة التي سيتم إرسالها لكافة المستخدمين هذا العام، في إيجاد طريقة تمكن واتس آب من إرسال الأموال.
وفي الغرب، أظهرت علامات تجارية كبيرة، من أميركا إكسبريس إلى ديزني، رغبة كبيرة في الوصول إلى عملائها عبر خدمات تتضمن ماسنجر فيسبوك، حيث يقضي المستخدمون المزيد من الوقت في مثل هذه المواقع، لكن تواجه الشركة تحديات تتمثل في إطلاق الإعلانات دون مقاطعة الدردشات.
وفي مدينة ساوباولو البرازيلية على سبيل المثال، دأب عمدتها فيرناندو حداد، على تلقي رسائل الواتس آب كل صباح بكافة أنواع المشاكل، قبل البدء في عمله. كما يعتمد أندريه فيرنانديز، مؤسس وكالة فافيلا الإخبارية في ريودي جانيرو، على هذا التطبيق في الوصول إلى مئات المصادر والصحفيين الذين يعيشون في المناطق النائية.
ويقول “لدي أكثر من 20 مجموعة مرتبطة بالأحياء الفقيرة، ما يجعلني على إلمام بما يدور فيها لحظة بلحظة. وساهمت مواقع التواصل الاجتماعي في فعل ما عجز عنه أي برنامج حكومي أو مؤسسة خيرية لحماية حقوق سكان هذه الأحياء”.
وبعدد مستخدمين يقدر بنحو 100 مليون، تعتبر خدمة الرسائل الأكثر شيوعاً في البرازيل، في دلالة على النمو السريع في امتلاك الهواتف الذكية، رغم التراجع الشديد الذي تعرض له اقتصاد البلاد. وخلال الفترة بين 2014 و2015، ارتفع معدل امتلاك الهواتف الذكية من 55,5% إلى 60,3%.
ولا يقتصر استخدام التطبيق في البرازيل على الحكومات فقط، حيث يعتمد عليه الأطباء والمؤسسات القانونية والتجارية، في التواصل مع عملائهم. وفي الهند، لا يقل عدد مستخدمي الواتس آب عن 70 مليوناً في السنة الماضية، العدد الذي ربما ارتفع بنسبة كبيرة منذ ذلك الوقت، ما جعل الهند مصدراً أساسياً للنمو بالنسبة للسوق العالمية للهواتف الذكية. واستخدمت أجهزة الأمن الهندية، تطبيق الواتس في تبادل الرسائل، التي جعلتها خاصية التشفير أكثر أماناً من الاتصال عبر أجهزة الراديو.
وارتفع استخدام الواتس في المكسيك بسرعة فائقة، حيث يملك ثلثا سكان البلاد خدمة إنترنت، بينما يتصفحه ما يزيد عن ثلاثة أرباعهم عبر الهواتف الذكية. وتحل المكسيك في المرتبة الثانية في استخدام تطبيق الواتس في العالم بعد جنوب أفريقيا.[ads3]