” خيانة ” أميركية للثورة السورية !
يلخص الاتفاق الأميركي – الروسي الجديد حول سورية مسار التراجع التدريجي الذي أجبرت الثورة السورية على سلوكه، بعدما واجهت عنف النظام في بداياتها، واضطرت إلى اختيار الولايات المتحدة سنداً، لأنها كانت القوة الدولية الوحيدة القادرة، لو أرادت فعلاً، على لجم دمشق، ولأن العرب عجزوا عن تقديم دعم فاعل، فيما حشدت حليفتا بشار الأسد، إيران وروسيا، كل ما في قدرتهما لمساعدته في مواجهة شعبه.
كانت مواقف الأميركيين منذ البداية تعكس ارتباكهم وانقسامهم بين الرغبة المبدئية في مساعدة السوريين على التغيير وبين أولوية قرارهم بالانسحاب من بؤر التوتر الإقليمية، وفي مقدمها الشرق الأوسط. وكي يتفادوا الإحراج المتعلق بدورهم كقوة عظمى وحيدة، صاروا يقولون غير ما يفعلون، ثم ركزوا على بناء شراكات متعددة في المنطقة تعفيهم من تحمل المسؤولية كاملةً عن كل نزاع مهما كبر حجمه أو صغر، واختاروا الروس في سورية.
أطلق الأميركيون في البدايات شعارات مغرية وفضفاضة عن ضرورة رحيل بشار الأسد، وثمة في المعارضة من يعتقد بأنهم كانوا في وقت ما يعنون ما يقولون، لكنهم أخضعوا ذلك للضرورات التكتيكية في علاقتهم مع القوى الأخرى في المنطقة، ثم للاستراتيجيات التي تخدم رؤيتهم إلى تقليص دورهم في أقاليم غير مجدية، والتركيز بدلاً من ذلك على استشراف التهديد الآتي من الصين المتعاظمة الدور والطموح.
ومنذ انعقاد مؤتمر جنيف الأول والفشل الذريع في فرض آلية لتطبيقه، بدا واضحاً أن واشنطن في طريقها إلى التخلي تدريجاً عن أهدافها وجر المعارضة معها إلى هذا التراجع. وجاء جنيف الثاني ليسجل رسمياً هذا التراجع عن مسار التغيير في سورية، وسط دعوات إلى «العقلانية» واقتناص «الممكن». ولم تُجد المقاومة التي أبدتها المعارضة، وسط ازدياد انقساماتها بفعل التذبذب في الخيارات والوسائل. وما لبثت الأهداف السياسية التي رعتها أميركا أن تقلصت وتراجعت من تسوية شاملة للوضع السوري إلى التركيز على التفاصيل في كل جبهة مواجهة على حدة، وطفت على السطح نغمة التفاهمات الموضعية التي أغرقت فيها المعارضة رغماً عنها، بسبب تراجع قدرتها على الصمود وحرصها على إنقاذ ما أمكن من مقاتليها أو من المدنيين، وأيضاً بسبب ربط القوى الداعمة استمرار دعمها بخضوع المعارضة لرغباتها السياسية.
وسرعان ما طغت التفاهمات التفصيلية على المفاوضات بين الأميركيين والروس، بحيث هبطت إلى مرحلة أقل أهمية الدعواتُ إلى تغيير النظام وصارت مجرد لازمة عند كل تراجع جديد.
وجاء الاتفاق الأخير تتويجاً لسلسلة التراجعات الأميركية التي أعادت انتفاضة السوريين إلى نقطة الصفر تقريباً، وصوّرتها كأنها صراع بين قبضايات الأحياء الذين يمكن للوسطاء إقناعهم بتقاسم النفوذ، وليست ثورةً تهدف إلى إنصاف شعب يعيش منذ نصف قرن تحت عسف نظام دموي قاتل. وصار الأميركيون يحذرون من أن عدم قبول ما يوافقون عليه يعني تقسيم سورية، في ابتزاز مفضوح للمعارضين.
شكلياً، ألغى الطرفان المتفاوضان دور حلفائهما، لكن مثلما هو بيّن عملياً، فإن الروس يلتزمون في شكل حاسم دعم نظام الأسد، أكثر مما يلتزم الأميركيون دعم المعارضة، ولذا سارع النظام وحلفاؤه الإيرانيون إلى قبول ما يعرض عليهم، بينما يتردد المعارضون. وتأكد أن واشنطن الغارقة في أولوياتها تعطي الروس دوراً أكبر مما يفترض، وربما أكثر مما يستطيعون، لأنها ترغب في حل سريع يريحها ويسمح لها بمتابعة هدف «القضاء على الإرهاب» الذي يشكل أساس تفاهمها مع موسكو.
نجح الروس مع الوقت في دفع الأميركيين إلى الاختيار بين القضم المتدرج للمدن والمناطق الحرة، وبين القبول بالفصل بين «المعتدلين» و «المتطرفين»، أي نقل المشكلة إلى داخل معسكر معارضي النظام، وأدخلوهم في تفاصيل معقدة أنستهم الهدف الفعلي للمفاوضات التي تحولت إلى مساومة على تقاسم النفوذ. وسواء صمدت الهدنة الجديدة أم لم تصمد، فإن الثمن الذي ستدفعه المعارضة في المراحل اللاحقة سيكون مرتفعاً جداً. فإذا قبلت «خيانة» الأميركيين مساراً، لن تستطيع الإفلات من التنازلات التدريجية المطلوبة التي تعني عملياً طي صفحة الثورة، وإذا رفضت ستواجه منفردةً كل عنف النظام وحلفائه.
حسان حيدر – الحياة[ads3]
الخيانة تأتي من ( الصديق )
أما أمريكا فلم تكن يوما صديقا لأي شعب مسلم سني
صداقة أمريكا للثورة السورية تشبه بالضبط ممانعة النظام لاسرائيل
المشكلة ليست في أمريكا .
بل المشكلة (تأخر المعارضة. في الهجوم ).
(عدم استمرار المعارضة في الغارات على جيش الشبيحة ) .
(المعارضة اكتفت بالدفاع . هذه هي المشكلة . هنا يكمن الخطأ )
أعطني محاربا حقيقيا . و سأعطيك رأس الاسد .
على جميع الفصائل الإنضواء تحت راية الثورة ممثلة بالجيش الحر ….. هذا اذا كانوا يريدون الخير لسوريا
وكل غير ذلك هراء
احترم كل ما ورد في مقال الكاتب وهنالك الكثير من الحقائق السردية التي وردت في النص الا اني اجد ان عبارة خيانة الامريكان للثورة ليست دقيقة فهم ومنذ اليوم الاول للثورة السورية اقرب الى النظام منهم للشعب السوري وهم اظهروا عداوة عملية لا لفظية عندما منعوا تدريب قوات الجيش الحر وحرموهم من التسليح بل مارسوا نفوذهم الطاغي على الانظمة التي فكرت بتسليح الثوار وسكتوا عن جريمة الكيماوي الى اخر ما يعرفه الصغير والكبير ولم يكن قوتها لا داعش ولا غيرها
وما ورد في المقال عن الولايات المتحدة انها تريد ان تبتعد عن الصراعات الاقليمية فهو ليس صحيحا على الاطلاق فهي ما زالت في افغانستان وهي تحارب بشراسة في سوريا والعراق ولكن ضمن الحبهات التي ترغب بها نصرة للحشد الشيعي والاكراد تحت مسمى محاربة داعش والتي يعلم الامريكان انها الد اعداء الثورة السورية والشعبين العراقي والسوري بل الامة العربية جمعاء اذ ان كل ما ترتكبه من حرائم الحق ويلحق الاذى بالعراق وسوريا واليمن ويقدم خدمة مثالية للفرس واذنابهم الحوثيون والنظامين العراقي والسوري
ان امريكا غاطسة حتى اذنيها في مشاكل خارجية ولكن بما يتناسب مع رؤية السيد اوباما ووزير خارجيته كيري وهما يستبسلان لتحقيق المشروع الفارسي قبل ان يغادرا البيت الابيض غير مؤسوف عليهما تلاحقهما دعوات الابرياء الذين اريقت دماؤهم بسببهم او بفعلهم
ها ها ها
اميريكا لم تكن ولن تكون الا مع الشر والظلم
ضد الحرية والخير
اي لم تكن مع الثورة السورية يوما
لم تخن أمريكا ثورة شعب سوريا المباركة و إنما كانت ضدها منذ اليوم الأول و حتى هذا اليوم . في 19-10-2012 ، اطلق أهل سوريا على يوم تظاهراتهم “جمعة أمريكا، ألم يشبع حقدك من دمنا” و أثناء المظاهرات في مدينة حماة أنشد إبراهيم القاشوش رحمه الله فقال : يا ماهر ويا جبان، ويا عميل الامريكان، الشعب السوري ما بينهان.. و كانت هذه الأنشودة وراء ذبحه واقتلاع حنجرته على يد عصابة بشار في 3/7/2011 و كلنا نتذكر مدى اهتمام سفير أمريكا (روبرت فورد) بمظاهرات حماة تحديداً.
منذ اندلاع الثورة ، و مجلس الأمن القومي الأمريكي في حالة شبه انعقاد متواصل و كانت أمريكا تراقب الوضع عن كثب على الأرض و من خلال مراقبة جميع حدود سوريا و بواسطة الأقمار الصناعية. هذا الإهتمام المبالغ فيه ، جعل أحد مسؤولي المخابرات يبرره في الصحافة التي لا يقرأها العرب باعتراف متفجر قال فيه(إن بشار هو أنشط عملاء السي آي إيه).
مارست أمريكا مع فصائل الثورة لعبة العصا الغليظة (عن طريق القوة الغاشمة لجيش بشار و داعميه) و الجزرة الرقيقة (عن طريق دعم و تمويل بعض دول الإقليم لاختراق تلك الفصائل) و منعت وصول السلاح النوعي و على الأخص مضادات الطيران لهم و يروي بعض المقربين من مسؤولين أن دبلوماسيي أمريكا كانوا يهددون الأنظمة بأقوى العبارات من مغبة فعل ذلك.
في المؤتمرات التي كانت تعقد ، كانت أمريكا حريصة على حضور كل مؤتمر و كان مندوبوها يقومون بفرض الإملاءات بنبرات ترهيب و أصابوا الحضور بالملل من كثرة تردادهم لنغمة “المحافظة على حقوق الأقليات” دون أن يذكروا سحق الأكثرية.
في الوقت ذاته، رأت أمريكا المليشيات الإيرانية تتدفق من عدة بلدان إلى سوريا دون أن تضع عليها أي قيد أو أي شرط مع أن بعضها قمة في الإرهاب . في صيف 2015 ، أدركت أمريكا قرب سقوط بشار فنسقت مع الروس تدخلهم لمدة معينة و بأجرة محددة ، و ها هي تعلن ترتيبات أعدتها هي و سبقتها تهديدات كيري للمعارضة مطلع هذا العام ، و تختبيء الترتيبات وراء ما يسمى “الاتفاق الروسي- الأمريكي” . هذه الترتيبات مقصود منها تصفية الثورة و تسليم الزمام لعصابة النظام تماماً كما فعلت أمريكا بتصفية ثورة مصر و إعادة العسكر للحكم حيث مبارك و السيسي وجهان لعملة واحدة.
أمريكا عدوة الحرية في العالم الإسلامي و العربي بشكل خاص.
يكفي أن ترى تحركها في اليمن لإنقاذ الحوثيين من السعودية الحليف الأقرب و دعم حكومة وحدة وطنية يكون للحوثي فيها الكلمة الفصل لتعلم ماذا يريدون.
أمريكا تلهث وراء مصالحها لاتهمها الديمقراطية أو حقوق الانسان خارج حدودها يهمها فقط بيع السلاح واشعال الحروب الصغيرة لبيع منتوجاتها لأن اقتصادها من دون بيع السلاح يسقط وينزل المستوى المعيشي لسكانها ممايؤدي الى حرب أهلية أو الى نمو الجرائم كما حدث في ثلاثينيات وتسعينيات القرن الماضي
(ولن ترضى عنك اليهود والنصارى حتى تتبع ملتهم)صدق الله العظيم