دراسة تحذر : وضع هاتف الرجل في جيب بنطاله يهدد خصوبته
حذرت دراسة جديدة من حفظ الهاتف الخلوي في الجيب ودعت الرجال بصفة خاصة الى البحث عن مكان آخر يحفظون فيه هواتفهم بسبب الاشعاع.
وأظهرت مراجعة 21 بحثاً في آثار الاشعاع المنبعث من الهاتف الخلوي ان حفظ الهاتف الخلوي في مكان قريب من الأعضاء التناسلية للرجل فترة طويلة يقلل باطراد عدد حيواناته المنوية. وأشارت بعض هذه الأبحاث الى ان الحيوانات المنوية التي لا يدمرها الاشعاع قد تحمل جينات تالفة.
ويجري نقاش واسع حول هذه الظاهرة البيولوجية لفهم آلية تأثير الاشعاع المنبعث من جهاز الهاتف على الجسم. وراجع فريق من العلماء في جامعة نيوكاسل الاسترالية أدلة جُمعت على امتداد سنوات في محاولة لتأكيد العلاقة بين الاشعاع وضعف الحيوانات المنوية وتحديد اسبابها المحتملة.
ويكتسب التحذير اهميته في ضوء الأرقام التي تبين ان 14 في المئة من سكان العالم يجدون صعوبة في الانجاب وان عدم خصوبة الرجل تسهم بنسبة 40 في المئة من هذه الحالات. وبالتالي فان معلومة صغيرة مثل المكان الذي يجب ان يُحفظ فيه الهاتف يمكن ان تكون بالغة الأهمية.
وقال العلماء ان مراجعتهم درست كماً متزايداً من الأدلة التي تشير الى دور اشعاع التردد الراديوي الكهرومغناطيسي في الإضرار بخصوبة الرجل ، واضاف العلماء ان غالبية الدراسات أظهرت ان هذا الضرر يتسم بفقدان حراك الحيوانات المنوية وقدرتها على البقاء وكذلك اتلاف الحمض النووي.
وراجع العلماء 27 دراسة 21 منها أظهرت وجود علاقة بين إشعاع الهاتف الخلوي وتضرر الحيوانات المنوية. واستندت عشر دراسات الى 1492 عينة من حيوانات منوية بشرية.
واتضح ان التعرض لإشعاع الهواتف الخلوية يرتبط بانخفاض حراك الحيوانات المنوية بنسبة 8 في المئة وانخفاض قدرتها على البقاء بنسبة 9 في المئة. ولكن تأثير الاشعاع على تركيز الحيوانات المنوية لم يكن مؤكدا بالقدر نفسه.
وبحسب ما ذكرت صحيفة إيلاف ، جاءت النتائج متفقة من دراسات مختبرية تجريبية ودراسات رصدية مترابطة. وقال العلماء ان النتائج ليست مستغربة بسبب الضعف الشديد لخلية الحيمن ذات الاختصاص العالي.
ولكن الرجل باستمراره في حفظ هاتفه في جيبه يتجاهل الاعباء الصحية اللاحقة إذا جرت عملية الانجاب بحيوانات منوية معطوبة ذات حمض نووي تالف.
وقال الدكتور جويل موسكوفيتز من كلية الصحة العامة بجامعة كاليفورنيا ـ باركلي لصحيفة الديلي ميل ان الدراسة الجديدة “خطوة محورية نحو فهم عالمي أوسع بشأن مخاطر هواتفنا”.
وكانت منظمة الصحة العالمية صنفت في عام 2011 اشعاع الهاتف الخلوي على انه “مسرطن 2 بي” محتمل. وكان ذلك أول اعتراف من جهة دولية كبيرة بأن الهواتف الخلوية يمكن ان تكون لها آثار ضارة على اجسامنا.
وفي حين ان دراسات اظهرت وجود علاقة بين انخفاض عدد الحيوانات المنوية واشعاع الهاتف الخلوي ، يلاحظ غياب الأبحاث في هذه العلاقة والخروج بنتائج ملموسة. ولكن الدكتور موسكوفيتز حذر قائلا ان الدراسة التي اجرتها جامعة نيوكاسل دليل واضح على “ان الرجال يجب ألا يحفظوا هواتفهم الخلوية قرب اعضائهم التناسلية”.[ads3]