لهثاً وراء الموضة .. ” بتر ” أذني ” كلب ” يثير الجدل في أميركا
أصبح موضوع إجراء العمليات الجراحية لتقصير ذيل وبتر أذن الكلاب الأليفة بالولايات المتحدة، قضية جدل بين المختصين، بعد أن تحولت إلى هوس عام دون أن يعرف أغلب الأميركيين إن كانت الكلاب تولد فعلا بآذان مبتورة وأذيال قصيرة أم أن ذلك يجري لاحقاً بعد الولادة.
فقد كشف استطلاع حديث أن قرابة 42% لا يعرفون أن هذه الكلاب خضعت لجراحة جعلتها بهذا الشكل.
والمتضرر الأكبر من هذه العمليات هي كلاب الدوبيرمان Dobermann وهي أكثر أنواع الكلاب ألفة، وتتمتع بالنشاط والذكاء، وفي الماضي كانت تستخدم في الأغراض البوليسية لكنها أضحت اليوم رمزا للمجتمع المترف، وتعتبر الأكثر شعبية في الولايات المتحدة.
وبات من المألوف في أيامنا هذه أن ترى تلك الكلاب بآذان قصيرة وأذيال ناقصة، حتى تخال أن مظهرها هذا يمثل حقيقتها، في حين أن الحقيقة تكمن وراء تلك العملية التي يقال إنها بدأت منذ أزمنة الرومان في أوروبا قبل قرون طويلة، والسبب يتعلق باعتقاد أن قطع الذيل يمنع داء الكلب أو السعر، كذلك يساعد مع تقصير الأذن في الهروب السلس من الفرائس المطادرة، حيث كانت تستخدم هذه الكلاب في الصيد وقتذاك.
ووفق ما ذكرت قناة العربية ، تجري عمليات البتر حالياً في أغلب العيادات البيطرية في أميركا، وذاع ذلك ليشمل كندا وأستراليا ودولا أخرى ليصبح موضة عصرية، بحيث صار من غير العادي أن ترى كلبا بذيل كامل وأذن متدلية، وباتت تلك الأذن المدببة الواقفة المقطوعة هي الطبيعية!
ولتحليل تلك الظاهرة، قامت نما ميلز، وهي طالبة دراسات عليا بجامعة كولومبيا البريطانية مع أستاذتها مارينا فون بعدد من البحوث في هذا الإطار، نشرت في مجلة الجمعية الأميركية للطب البيطري، راجعت من خلالها هذه الظاهرة، بما في ذلك خصي القطط والكلاب وغيرها مما يمكن أن يعتبر ضد الرفق بالحيوان، ومن خلال البحث لوحظ تماما كيف أن الناس لم يعودوا يفهمون أين الأصل؟!
فقد أجاب المشاركون بشكل قاطع أن الكلاب ولدت بذيول قصيرة ومنتصبة الأذنين، ما يعني قلة الوعي وعدم الاكتراث بأمور قد تبدو بديهية. لكن من يفهمها جيدا هو من يكون قريبا منها، وقالت “إن الناس لا ينتبهون إلا لما يهمهم فحسب”.
وإذا كان السبب التاريخي لما يحدث قد انتفى الآن، فقد تحول الأمر اليوم إلى بحث عن الجمال النسبي الذي لا يمكن لأحد قطعا أن يحدد معاييره، أو التقليد الأعمى الذي قد لا يجعل الشخص يفكر أين بدأ ذلك الأمر بالضبط، وثمة من يعتقد أن ذلك يزيد من شراسة الكلب.
جدل بين معارض ومؤيد
وتبقى القضية مثار جدل ما بين مؤيد ومعارض.. مؤيد يرى أن ذلك يحافظ على صحة الحيوان مثلا، فالذيل الطويل قد يعرضه للجروح كما الأذن الطويلة، مع أنواع أخرى من الإصابات، وأبعد من ذلك بدعوى الحفاظ على تميز السلالات ونقائها، ويرون أن الشكل بهذا الوضع أفضل وأجمل.
أما الرافضون من دعاة حماية الحيوان فهم يرون صورة بشعة تبدأ في الجراحات المؤلمة ومخاطر العلاج والتخدير وغيره إلى حرمان الكلب من تعبير نفسي يقوم به في الصغر برفع ذيله علامة على السرور والطرب.
عادة ما يقطع الذيل في الأسبوع الأول من الميلاد وكذلك الأذن خلال أسبوعين بحد أقصى، حيث يتم التخلص من ثلثي الأذن ووضع الغرز ، لكن بحسب العلماء فإن الأجزاء المبتورة تتسبب في ما يعرف بالألم التخيلي، وهو نوع من الإحساس بالألم لعضو لم يعد موجودا في الجسم، وهو نوع من الألم قد يكون حتى عند البشر في حال الأجزاء المبتورة.
على أي حال فالكلاب لن تكون سعيدة حتى لو رأى أصحابها ذلك، فهي ستعاني الألم النفسي والإحساس بأن ثمة وضعا غير طبيعي!