فورين بوليسي : مجرد إعطاء الأسد مزيداً من الوقت للبقاء في السلطة يعني ببساطة إنتاج المزيد من المتطرفين
دعت مجلة فورين بوليسي الأمريكية، إدارة البيت الأبيض إلى ضرورة مراجعة سياساتها في سوريا قبل تفاقم الأزمة، ووقوع كارثة بإنتاج مزيد من المتطرفين، خاصة أن سياسة الاحتواء التي استخدمتها واشنطن في سوريا لم تعد مجدية؛ بعد أن ثبت للجميع بأن النظام السوري ليس شريكاً موثوقاً للسلام.
ووصفت المجلة استراتيجية أوباما في سوريا بأنها “استراتيجية الجنون”، مشيرة إلى أن محاولات الدبلوماسية لإنقاذ اتفاق التهدئة الذي أعلنت عنه واشنطن وموسكو في سوريا، يبدو أنه لم يعد قابلاً للحياة في ظل الخروقات الكبيرة التي شابته، وخاصة في أعقاب القصف الذي استهدف قافلة المساعدات.
وتتابع فورين بوليسي، بحسب الترجمة التي أوردها موقع الخليج أونلاين : “لا شيء يدعو للمفاجأة، فلا النظام ولا روسيا يمكن عدّهم شركاء موثوقين للسلام، ورغم كل ذلك فإن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، ما زالت تتحدث عن العمل سوية مع موسكو من أجل وقف إطلاق النار في سوريا”.
وتضيف : “الإدارة الأمريكية -من خلال معالجتها للأزمة السورية المستمرة منذ أكثر من 5 سنوات- فشلت، ولم تقدم ما يمكن أن يكون دبلوماسية فعلية قادرة على نزع فتيل الأزمة، بل على العكس، فإن تلك السياسة التي اعتمدتها زادت من حدة التطرف حول العالم .. حان الوقت لتراجع الولايات المتحدة الأمريكية سياستها الخاصة بالأزمة السورية، وإعادة تقييم النهج المشين الذي اتخذته تجاه هذه الأزمة، فبدلاً من علاج أسباب هذه الأزمة ذهبت إدارة أوباما إلى اللعب بالورقة السورية بطريقة مشينة”.
الآن يجب أن يكون واضحاً -وفقاً للمجلة- أن “الحكومة الروسية ليست مفتاح السيطرة على سلوكيات نظام بشار الأسد المشين، خاصة أن هذا النظام تجاهل باستمرار مطالب موسكو لوقف الأعمال العدائية، كما أن هذا النظام استغل الدعم الروسي له من أجل تعزيز وجوده في المناطق المحيطة بحلب”.
وتابعت : “قرار النظام السوري بإفشال أي جهد دبلوماسي لوقف الأعمال العدائية يؤكد أن بشار الأسد لا ينوي التنحي عن السلطة، وأنه سوف يستخدم كل الوسائل من أجل عدم تنحيه، فلقد لجأ النظام إلى الاعتقال، والتعذيب، والأسلحة الكيماوية، والبراميل المتفجرة، والأسلحة الحارقة، وأي وسيلة تساعده لتحقيق هدفه، في وقت لم تواجه أمريكا كل هذه الأفعال إلا بالتحذير، ما أتاح المجال أمام الأسد للتمادي في هذه الأعمال الإجرامية”.
وختمت : “الخطوط الحمراء التي وضعتها واشنطن أمام الأسد تجاوزها كلها، وهو أمر يتناقض حتى مع مصالح الأمن القومي الأمريكي .. على الولايات المتحدة اليوم أن تتخذ عدة طرق لمعالجة الأزمة السورية؛ تبدأ أولاً بتأكيد أن الأسد لا يمكن أن يكون جزءاً من الحل في سوريا؛ لأن مجرد إعطاء الأسد مزيداً من الوقت للبقاء في السلطة يعني ببساطة إنتاج المزيد من المتطرفين”.[ads3]
داعش و القاعدة و من قبلهم الاخوان المسلمين صنيعة أجهزة المخابرات الغربية من أجل احتواء الشباب المتدين فيهم و تضييع جهوده لإعادة أمجاد الإسلام
ما فعلته أمريكا في سوريا : هي من جهة أطلقت العنان لبشار و من يساندونه لاستخدام كل الإمكانيات للقتل و التدمير و التهجير و من جهة أخرى تبنت الأسلوب القولي لا الفعلي باستنكار ما حدث و برسم خطوط حمراء فارغة و بالإيهام أن نظام بشار فاقد للشرعية و أن أيامه باتت معدودة. من لديه أدنى معرفة بالسياسة يدرك أن أمريكا لم تقف موقفاً حقيقياً ضد بشار مطلقاً حيث أبقت نظامه في هيئة الأمم المتحدة و أبقت سفاراته في كافة البلدان التابعة لها و جوازات سفر نظامه هي المعتمدة عالمياً و عملته النقدية و وثائقه معترف بها. في الوقت ذاته ، من المعلوم أنها منعت البلدان من إعطاء السلاح النوعي و خاصة مضاد الطائرات للثوار و هددتها من مغبة فعل ذلك وهذا فيه ضمان لتفوق طرف على طرف كما أنها سمحت للمليشيات بعبور الحدود من دون أي قيد أو شرط لنصرة بشار.
هذه السياسة عبارة عن سلاح ذو حدين ، حيث أن المصالح الحالية لأمريكا تبدو غير مهددة و لكن يمكن و بسهولة و في مكان غير متوقع أن يقوم طاغية مستبد بتقليد بشار و يتمادى و يحرض غيره حتى ينسفون مصالح أمريكا حول العالم.
أميركا خاضعة تماما لارادة اسرائيل وخصوصا في سياسات الشرق الأوسط وحتى لو كان ضد المصالح الامريكية وسمعتها هل يعقل إسقاط من قدم خدمات لإسرائيل كانت لاتحلم بهاحتى الامم المتحدة مسخرة له والميديا الدولية اعملوا ال اسرائيل لبقاء الأسد لاقصى فترة ممكنة،