ألمانيا : زراعة أصغر ” ناظم قلب ” في العالم

أعلنت عيادة نورمبيرغ الألمانية عن نجاح زرع أصغر ناظم للقلب في العالم في جسد كهل ألماني يبلغ السادسة والثمانين من عمره. وقال الأطباء إن الرجل استطاع مغادرة المستشفى بعد يوم واحد من عملية الزرع المصغرة.

أجرى العملية جراح القلب المعروف كونراد غول الذي أطلق على ناظم القلب الجديد، الذي لا يزيد طوله عن 2,59 سم، ولايزيد وزنه عن 1,7 غرام اسم Medtronic Micra Transcatheter Pacing System (TPS). وقال غول إن “كبسولة القلب” لايزيد حجمها عن حجم قرص فيتامينات، وتمكن زراعتها في عضلة القلب مباشرة بطريقة القثطرة عبر الأوردة. وهذا يعني عدم ظهور ندبة أو آثار تدل على ناظم القلب تحت جلد المتلقي.

المهم أيضاً، بحسب الطبيب، هو أن عيادة نورمبيرغ تتخصص حالياً في هذه الطريقة وأنها اتفقت مع شركات التأمين الصحي على تحمل كلفة العمليات. ووصف الطبيب كبسولة القلب بأنها تقنية مستقبلية يمكن أن تتطور أكثر في القريب العاجل. ولاتحتاج الكبسولة إلى أقطاب كهربائية ولا إلى “جيب” تحت الجلد توضع فيه، كما هي الحال في أجهزة ناظم القلب السائدة في السوق.

يجري تثبيت الكبسولة في عضلة القلب مباشرة بواسطة خطافين صغيرين من معدن التيتان فيها، ويمكن لاحقاً نقل مكانها، عند الحاجة، إلى مكان آخر دون ان تؤثر في القلب. وترسل الكبسولة تياراتها الكهربائية الصغيرىة إلى القلب عبر نهايتي الخطافين الصغيرين كي تنظم عمل القلب.

وقال ماتياس باوشنغر، رئيس أطباء القلب في عيادة نورمبيرغ، إن الكبسولة الصغيرة ستستعرض للمرة الاولى في المؤتمر العالمي حول نواظم القلب الذي سينعقد قريباً في نيس/فرنسا. وأشار إلى زراعة 2400 كبسولة  في قلوب بشر محتاجين على المستوى العالمي حتى الآن، إلا أن كبسولة TPSهي الأصغر والأدق عملاً. وتعد هذه التكنولجيا بتقليل الأعراض الجانبية والمضعفات الناجمة عن زراعة ناظم القلب التقليدي بنسبة النصف.

ووفق ما نقلت صحيفة إيلاف ، رغم هذا الحجم الصغير، فإن الكبسولة مزودة ببطارية خارقة تتيح لها العمل طوال 10 سنوات. ثم انها مصممة كي تتناغم وتنسجم مع حركة المريض وايقاع حياته ولا داعي لصناعة كبسولة خاصة بكل مريض. والمهم فيها أيضاً انها لاتتأثر عند أخذ الصور الشعاعية لحاملها بسبب أمراض أخرى وبمختلف أجهزة الرنين المغناطيسي، كما أنها لاتتأثر بالأجهزة الخارجية مثل السمارتفون.

تجري على المستوى العالمي أكثر من مليون عملية مختلفة لزرع نواظم القلب، من مختلف التقنيات والحجوم، في السنة. وهذا يكشف أهمية كبسولة القلب لمرضى القلب، وخصوصاً المعانين من ضعف النبض، بحسب معطيات باوشنغر. وتتخصص كبسولة القلب في تحفيز نصف القلب الأيمن، وهي حالات ضعف تظهر في 20% من الحالات التي تتطلب زرع ناظم قلب. وتجري عيادة نورمبيرغ 600 عملية مختلفة لزرع ناظم القلب، منها 40 عملية في النصف الايمن من القلب.

إلى ذلك تحدث العالم الفيزياوي أجاي ك. سوود، من المعهد الهندي للعلوم، عن نجاحه في تطوير أنابيب نانوية من الكربون تفتح الطريق أمام صناعة أول ناظم لإيقاع القلب يعمل من دون بطارية.

وذكر سوود لصحيفة “ديكان هيرالد” انه استخدم هذه الأنابيب النانوية في تطوير مجسات بالغة الصغر قادرة على توليد الطاقة الكهربائية من مجرى الدم. ويفترض أن تكون مادة الأنابيب الكربونية قد زودت المجسات بحساسية بالغة أهلتها لتوليد الطاقة الكهربائية اللازمة لتشغيل الناظم.

وأطلق سوود على المجس اسم “مجس المجرى” وقال إنه أول مجس من نوعه قادر على توليد الطاقة الكهربائية من مجرى السوائل. وتتولى الأنابيب النانوية توليد شحنة الكهرباء عبر تفاعل كيميائي يجري فيها بفعل مرور الدم على المادة الكربونية التي صنعت منها الأنابيب.

وأكد المخترع أن الشحنة المتولدة يمكن قياسها خارج الجسم بواسطة جهاز حساس خاص، كما ان الأنابيب النانوية قوية جداً وقادرة على مقاومة ضغط مرتفع. وهذا يعني ان الاستفادة من هذه الأنابيب الكربونية لن تقتصر مستقبلاً على صناعة نواظم إيقاعات القلب التي تعمل من دون بطارية، وانما تتعداها الى صناعة المواد الخفيفة والمقاومة للضغط والمستخدمة في الصناعة والبناء.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها