ضغوط على الـ ” فيفا ” بسبب أندية ” إسرائيلية ” تلعب في المستوطنات
لا يزيد عدد المتفرجين في مباراة عادية يخوضها نادي مستوطنة اريئيل لكرة القدم عن مئة شخص، ولكن النادي الاستيطاني يوصف بانه من “أهم” النوادي الاسرائيلية، وذلك كونه واحدا من ستة أندية تلعب مبارياتها في مستوطنات في الضفة الغربية المحتلة.
ومن المقرر ان تعقد اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” اجتماعا في 13 من تشرين الاول المقبل لتقرر ان كانت ستطالب اسرائيل بمنع هذه الاندية. ونظريا، يمكن تعليق عضوية اسرائيل في الاتحاد الدولي بسبب هذه القضية.
ويضحك رئيس نادي اريئيل شاي بيرنثال إزاء فكرة وجود هذا النادي وسط أزمة دولية الان.
ويقول لوكالة فرانس برس “أجد أنه من المضحك للغاية ان فريقنا، وهو فريق فقير للغاية، أصبح في العناوين الرئيسية في كافة انحاء العالم”.
واتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش الاثنين “الفيفا” برعاية مباريات تجري في مستوطنات اسرائيلية على أرض “مسروقة” في الضفة الغربية المحتلة، داعية الى إجبار نوادي كرة القدم الاسرائيلية في المستوطنات الى الانتقال الى مكان آخر.
وقالت مديرة مكتب اسرائيل وفلسطين في المنظمة ساري بشي في بيان “تشوّه الفيفا لعبة كرة القدم الجميلة بإقامة مبارياتها على أرض مسروقة”.
ودعا 66 عضوا في البرلمان الاوروبي الفيفا الى إجبار اتحاد كرة القدم الاسرائيلي على منع هذه الاندية من اللعب في دورياتها، مع توقيع 150 الف شخص على عريضة تدعم هذه الخطة.
وبالنسبة لبن حداد من فريق مستوطنة معاليه ادوميم بالقرب من القدس، كل هذا الجدل امر “سخيف”.
وأكد حداد ان الأطفال سيعاقبون أيضا، إذ لن يسمح لهم بالانتساب الى الدوري الاسرائيلي.
بالنسبة لبرينثال، “من المهم للغاية بالنسبة إلينا تعزيز فكرة الفصل بين السياسة والرياضة”.
ولكن، لا يمكن فصل المستوطنات الاسرائيلية المقامة على أراض فلسطينية محتلة منذ عام 1967 والتي تعد غير شرعية بنظر القانون الدولي، عن السياسة.
ويقيم اكثر من 370 الف مستوطن في الضفة الغربية المحتلة ، ويعتبر المجتمع الدولي الاستيطان في الاراضي الفلسطينية المحتلة غير قانوني ويشكل عقبة رئيسية على طريق السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين.
وبالاضافة الى بنائها على أراض يريدها الفلسطينيون كجزء من دولتهم العديدة، فان المستوطنات تستنزف ايضا المياه ومصادر الحياة الاخرى، بحسب الفلسطينيين.
ويلعب نادي بيتار جفعات زئيف على ملعب أقيم على اراض فلسطينية خاصة تعود لقرية بيتونيا المجاورة، بحسب هيومن رايتس ووتش ، ومنعت العائلة التي تملك الارض حتى من المشي عليها.
ويقول ربحي دولة، رئيس بلدية بيتونيا القريبة من مستوطنة جفعات زئيف، “شعبي يملكها. و(الاسرائيليون) استولوا عليها بشكل غير قانوني” ، ويضيف “أطفالنا في بيتونيا لا يملكون مكانا كافيا لبناء ملعب للعب كرة القدم”.
ويعلب اريئيل في دوري الدرجة الخامسة، ولا يحصل اللاعبون الا على نفقات التنقل، ولا تزيد ميزانيته الكاملة عن اكثر من 50 الف دولار اميركي سنويا، ويأتي معظمها من بلدية المستوطنة.
وسبق للفيفا ان اتخذت قرارات عملية في مواقف مشابهة. فبعد ضم روسيا عام 2014 لشبه جزيرة القرم، قامت الفيفا بمنع فريق القرم من الانضمام الى الدوري الروسي.
بالاضافة الى ذلك، تم استثناء شمال قبرص ومنطقة اوسيتيا الجنوبية وجمهورية لوغانسك ومنطقة ناغورني قره باغ، وهي مناطق متنازع عليها وغير معترف باستقلالها من الامم المتحدة، من الفيفا.
ويقول منسق اسرائيل وفلسطين في المجلس الاوروبي للعلاقات الخارجية هيو لوفات الداعم لفرض حظر على أندية المستوطنات، ان هذا “سيرسل رسالة قوية ” الى اسرائيل ان ليس بامكانها “استغلال فرق كرة القدم كوسيلة سياسية لفرض الموافقة على احتلالها”.
وتابع “هذه الفرق تلعب بشكل اساسي مع علم الفيفا في مناطق محتلة” ، ويصر بيرنثال على ان فرق المستوطنات ستواصل لعب كرة القدم.
ووقع شقيقان من عرب اسرائيل، محمد ويوسف ظاهر، عقدا مع فريق اريئيل لهذا الموسم.
ويقول يوسف، وهو حارس مرمى، انه لم يشعر باي تمييز ضده وضد اخيه منذ الانضمام الى النادي ، ولا يمكن للفلسطينيين دخول المستوطنات دون تصاريح خاصة.
ويقول ظاهر “لم اشعر ابدا يأي شعور غريب او بانني داخل مستوطنة” ، ولعب فريق اريئيل السبت اول مبارة له هذا الموسم، وفاز فيها باربعة أهداف مقابل هدف واحد، وسجل اللاعب محمد هدفين. ( AFP )[ads3]